أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - نضال نعيسة - شهداء الطغيان














المزيد.....

شهداء الطغيان


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1797 - 2007 / 1 / 16 - 13:12
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


أسدل الستار اليوم على واحدة من حلقات الموت الدامي الذي يلف المنطقة ويصبغها بصبغته القانية الحمراء، غير أنها فتحت عهداً جديداً من فلسفة التعاطي مع العصاة الخارجين عن القانون من القتلة والمجرمين والسفاحين الغلاة. فالموجة الجديدة والسائدة في الخطاب الاستفزازي البائس الرث، لم تعد ترى غضاضة أو حرجاً وخجلاً في إطلاق صفة الشهيد والشهادة على كل من هب ودب، وبمناسبة وبدون مناسبة، بحيث تساوت أسماء ومراتب الطغاة مع المناضلين الأحرار والشهداء الحقيقيين الأبرار. ومع سيادة وشيوع ثقافة تمجد الموت والنحر وزهق الأرواح، فلم يكن من المستغرب، البتة، أن يلطم الكتاب، وتنعق الأبواق على صنـّاع الموت، ومنتجيه، وتجاره الكبار. ومن هنا فقد تساوت أسماء مرعبة من مثل صدام حسين، وبرزان التكريتي، وعواد البندر، مع قامات باسقة شاهقة كعمر المختار، ويوسف العظمة، ومحمد الدرة على سبيل المثال لا الحصر، في إساءة بالغة ومقصودة لمعنى الاستشهاد السامي والتضحية بالنفس في سبيل الوطن والعرض والأرض والمبادئ والعقائد.

وقد بات هناك تشويش واضح وظاهر على هذا المفهوم والفعل الإنساني العظيم الذي لا يناله إلا القديسون والعظماء الجبابرة الأبطال. وأصبح إحقاق العدالة، وإدانة الطغاة في رأي وعرف "لاعبي الثلاث ورقات"، ومع التحفظ دائماً على عقوبة الإعدام وأسلوب تنفيذها الفج الذي لا يختلف أبداً، وبالمقارنة، مع أساليب الطغاة وطرق عملهم، سلوكاً مستنكراً وجرحاً لمشاعر وأحاسيس الطغاة الرقيقة جداً والذين لم يراعوا يوما حرمة، ولا إحساساً لأي كان. يحدث كل هذا، على الملأ، ودون خجل واستحياء، وفي تحد سافر لمشاعر أهالي الضحايا وأرواحهم التي أزهقت في نوبات مجون القتل العروبية الهستيرية، وحفلات الشواء والزار القومجية المعهودة والتي باتت ماركات مسجلة وباسمهم بالذات، وعلامات سياسية فارقة بامتياز.

فهل يعقل ويستوي، ويستقيم إلاّ في الفكر المشوّه "إياه" أن يكون جزّارو الأنفال، وأبو مصعب الزرقاوي، وبرزان، شهداءً وتقام لهم سرادق البكاء واللطم والرثاء والعزاء، ويوضعوا في نفس النسق والصف والمرتبة التي يحتلها مثلاً عز الدين القسام، وعبد القادر الجزائري، وشهداء الاستعمار، والسادس من مايو/ أيار 1916 الذين أعدمهم جمال باشا السفاح، وكل تلك القوافل الطويلة من الشهداء البررة الآخرين الذين قـُدموا قرابيناً على مذبح الشرف والكرامة والحرية والإباء؟ وألا يحق لنا بعد هذا اللغط والخلط أن نتساءل كيف، وعمّا تكون عليه الشهادة، ومن هم فعلاً الشهداء، وهل أصبح للطغيان شهداؤه كما للحرية شهداؤها؟

فالشهيد، والفقيد، والبطل المجاهد المؤمن، والضحية، والمغدور، والمظلوم، والمرحوم.....إلخ هي بضع من تلك الصفات التلقائية البسيطة التي باتت تطلق على الجلادين، والسفاحين، والجزارين. وبذا يصر فقهاء الاستعراب الجدد، وأبواق القومجية البائدة في نوبات الهيجان والسعار العروبي الكاذب، وفلول عصر الكوبونات المقبور، على تشويه المفاهيم وتزويرها، واغتصاب المفاهيم والقيم العذراء، واقتحام الذوات المثقلة، بمرارات الأفعال الشنعاء لنجوم القومجية وجرائمهم النكراء ضد مختلف شعوب المنطقة.

لسنا أبداً، ولن نكون يوماً، في موقع التهليل، والتشفي، والترحيب بقتل أي كان، ولا تأييد عقوبة الإعدام بحق أحد، كما أننا ضد سوء استخدام تنفيذ العدالة الذي قد لا يختلف كثيراً عن ممارسة القتل والطغيان والإجرام. ولكن هذا لا يعني بآن تبرئة المجرمين والقتلة والسفاحين مما اقترفتهم أيديهم، واعتبارهم شهداء، وإطلاق أعظم الصفات عليهم لمجرد أن يد العدالة نالت منهم بشكل أو بآخر.

فهل يترتب علينا بعد هذا الفحيح القومجي المسعور أن نعيد النظر بمفهوم الشهادة، وإعادة التقييم والاعتبار لكل الشهداء الحقيقيين العظام، والاعتذار منهم، وممن أصابه سوء وضرر جراء هذه الحماقات الغوغائية الفحشاء، فدمائهم الزكية الطاهرة تناشدنا وتستصرخنا ألا نسيء لتاريخهم، ولتضحياتهم وللمبادئ العظيمة والأهداف النبيلة التي قضوا من أجلها.

أنها أسئلة مشروعة في ظل ما نراه من تشويه ومنافقة وافتراء وهراء. وإنها، أولاً وأخيراً، دعوة لاحترام العقل، ليس إلا.

مسك الختام
عِـزٌّ في الحياةِ وفي المَمَاتِ**** لـَعُمـْريَ تلكَ إِحـْدى المُعْجـِزاتِ!!!!



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!
- اللّهم شماتة: انهيار المحاكم الإسلامية
- حكومة الظلّ الوهابية المصرية
- هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟
- الكاميرا الخفية
- أهلاً بكم في تلفزيون الحوار المتمدن
- انطلاقة لعصر إعلامي جديد
- الإنترنت السوري ومهمة الدعوة إلى الله
- سيدي الوزير: لا تعتذر !!!
- كيف فضحتهم إيران الصفوية؟
- انتفاضة محاكم التفتيش السلفية
- الهَيْلَمة السياسية
- نساء مصر، و-كامب- الشيخ محمد بن عبد الوهاب!!!
- هولندا والمسلمون: نهاية حقبة
- الفياغرا في زمن البداوة


المزيد.....




- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...
- الأمم المتحدة: نصف عناصر الجماعات المسلحة في هايتي أطفال
- اليونيسف: نسبة غير مسبوقة...  نحو نصف أعضاء الجماعات المسلحة ...
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتزامناً مع انطلاق ...
- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات
- -هيومن رايتس ووتش-: استهداف إسرائيل الصحفيين في حاصبيا جريمة ...
- عدنان أبو حسنة: منظمات الأمم المتحدة ليست بديلا عن الأونروا ...
- تشديد أمني وحملة اعتقالات تستهدف مسيرة لأنصار عمران خان في ب ...
- منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام الناز ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - نضال نعيسة - شهداء الطغيان