أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز 3














المزيد.....


الى والدي العزيز 3


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 17:48
المحور: سيرة ذاتية
    


وجلبت لي يا والدي نوع اخر من الكتب ، السياسية والتاريخ، ومنها مذكرات كل من تشرشل و ديغول وكفاحي عن هتلر ورسائل جواهر نهرو لابنته انديرا غاندي وغيرها. وباختصار عن قادة الحرب العالمية الثانية واصحاب التغير في اوربا والعالم. وموسوعة عن الحرب العالمية الاولى والثانية. فاغنت عقلي عن احداث مهمة في العالم اثرت في صناعة حاضره وقتها.
وعندما استولى البعث على السلطة مرة اخرى في انقلاب 1968 تبرء من قرارات قرقوشهم في 1963 (رشيد مصلح) وقرر اعادة المفصولين السياسين الى وظائفهم. ويرفض امن البصرة اعادتك للعمل مع ثلاثة من رفاقك. وبعد يأس من المسؤولين في البصرة انتقلتم في مراجعاتكم الى بغداد. وقابلت مع جماعتك طارق عزيز، سكرتير تحرير جريدة الثورة (جريدة حزب البعث الرسمية) وقتها وكان في بدايات طريقه السياسي. ورفض نشر رسالتكم او عريضتكم او شكوتكم، ولكنه قابلكم بالقول ان الحزب سيعمل على تطبيق قرار العودة للوظيفة، لكنه لن ينشر الرسالة. وفي اليوم التالي كان مقال افتتاحي في الثورة يؤكد ان حقوق المفصولين السياسيين يضمنها مجلس قيادة الثورة. وفور وصولك للبصرة تمت اعادتك للوظيفة. وسجلت نصرا على مدير امن البصرة، بقعة ضوء انارت في داخلي عدم الاستسلام عند نقطة محددة من المسؤوليات.
لله نسجُك أيُّ ذي عَصَبٍ من عالَمِ القُدُراتِ مجلوب
وقصة اخرى، بعد سقوط الملكية 1958 رفض الامن البصرة ان يوافق على تاسيس نقابة لعمال نفط البصرة. وانتقلت الى بغداد لايصال شكوى للزعيم قاسم وقتها وبواسطة شاعر العرب الاكبر الجواهري. استغرب الجواهري متسائلا عن بحثكم عن ثورة في البصرة وهي غير موجودة في بغداد. وصلت الرسالة وشكلتم النقابة بعدها. وكانت نصرا واضحا
وفي البصرة حيث سكنا في الموفقية / دور الاملاك، وفي صيفها الصحراوي في حرارته، تقضي الامسيات والليل على السطح مثل الكل. والسطح من تراب يعلوه الطين مخلوط مع التبن لتزداد صلابته ويسمى اللطاش. وكان لليالي حفلات ام كلثوم طقوس خاصة. ونصعد لك فراش واواني للشرب والاكل الخفيف، والراديو في اوقات نقل حفلات ام كلثوم باغانيها اسال روحك، و دارت الايام و اغدا القاك و الحب كله و من اجل عينيك عشقت الهوى و يا مسهرني وحكم علينا الهوى وليلة حب. وقد تعودت على اغنيات ام كلثوم وتكرارها، بل حفظتها على ظهر قلب! وفي ايامك الاخيرة اثناء مرضك، كان اخواني يسمعوك ام كلثوم في اليوتيوب، ورغم اصابتك بالزهايمر، كنت تردد مع ام كلثوم اغنياتها، وكانت الذاكرة البعيدة remote memory. ويستغرب بعض اخوتي حول تعاملك مع المعلومات في الذاكرة! انها قابليات تطورت مع الزمن من خلال تعاملك واعتياد حل المشاكل problem solving والتعامل مع الارقام ومهارات العمل مع الانجليز في شركة نفط البصرة، وهي من اساسيات التعليم خلال عملك السياسي، وتمرنت عليها في التعامل مع اشكاليات العمل النقابي او اجتياز دورات شركة نفط البصرة. في حين تغير التعليم في العراق فيتحول دماغ الطالب او الانسان الى ادة تسجيل فقط يكرر الكلمات فقط لينجح.
ولم تكن ام كلثوم اهتمامك الوحيد، بل معها محمد عبد الوهاب في اغاني اغار من قلبي و انت عمري وساعة ما يشوفك جنبي و لا تكذبي و من غير ليه وغيرها. ويعجبك ان تدندن باغنية:
مضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ
ان ذاكرة بهذا الحجم وانت تعتني بعائلة من سبعة اطفال وامهم، موضوع استثنائي في هذه السنوات، ولكن الحياة وقتها اعطتك الوسائل لتطوير مثل هذه الملكة، في حين عمل النظام التعليمي مؤخرا في العراق على الغاء مثل هذه الصفات.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى والدي العزيز 2
- الى والدي العزيز 1
- الصحة العقلية للشباب العراقي: ملاحظات خاصة
- مناقشة سياسة صحية للرئيس ترامب 1 داء السكر 2
- الشرق الاوسط الجديد
- نشر البحوث الطبية
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البيولوجية الحديثة) 3
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 2
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 1
- تكريم اساتذة اطباء
- د. فوتشي وجائحة كورونا 2
- الدكتور فوتشي وجائحة كورونا 1
- الكابتاكون في الشرق الاوسط
- وحرب اسقاط صدام 1
- في ذكرى بدايات حرب اسقاط صدام حسين
- ممارسة النشاط البدني (الرياضة) اثناء الحمل
- وتفسيرات لزيادة نسب الاصابة بالادمان وامراض القلب وداء السكر ...
- الى والدي مع الحب
- التقييم النفسي للقادة السياسيين عن بعد في العالم- علم حديث
- هادي شويش في ذكراه الثالثة


المزيد.....




- تسرب وقود طائرات للجيش الأمريكي ببحر الشمال.. تعرف على سبب ا ...
- بيسكوف: ننتظر الحصول على تفاصيل مفاوضات جدة خلال محادثاتنا ا ...
- النيابة في البوسنة والهرسك توعز باحتجاز زعيم صرب البوسنة
- آلاف الإسرائيليين يتوجهون إلى مصر رغم تحذيرات تل أبيب
- وزيرة مصرية تتدخل بعد تعرض فتاة لجريمة وحشية وضح النهار في ر ...
- -حماس-: ننتظر خطوات جديدة من مفاوضات الدوحة للمضي نحو تطبيق ...
- صحيفة ألمانية: الجانب الأمريكي تجاهل مطالب كييف حول الضمانات ...
- الخارجية الصينية تؤكد دعم بكين للحوار السلمي حول أوكرانيا
- الخارجية الفرنسية: الاتحاد الأوروبي مستعد للرد على الرسوم ال ...
- عراقجي: دولة عربية ستسلم إيران رسالة من ترامب قريبا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز 3