أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - معاوية..درامياً














المزيد.....


معاوية..درامياً


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 22:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على رؤوس الأصابع نحاول التحرك في تلك المساحة من الورق التي نحاول أن نسطر بها أفكارنا دون الانجرار إلى الكتابة التي تستحضر الجدل العقيم في أزمان يكون فيها التساؤل ضرباً من التجرؤ، خاصة ونحن نقارب مادة إعلامية تتظلل بأرقام وعناوين وأسماء لها من الثقل ما للمدى الذي يصله أثير الفضائيات ، وليس حذراً ولا عجزاً، ولكنه القرف من الانجرار إلى حفل صاخب من الزعيق بعبارات الاستهداف والتحريض والتخوين والتسخيف التي من المحتم أن تصيب من يتحدث عن أي مما تحصل على رضا ومباركة وتمويل بعض الجهات التي تستمرىء العبث بمقدرات وأمان الشعوب، حتى لو كان الأمر يتعلق بمسلسل تلفزيوني..لا غير.
حد التأزم.. كان الجدل الكبير والخلاف في وجهات النظر التي سبقت ورافقت الإعلان عن عرض مسلسل (معاوية) فى رمضان الجاري ..ويبدو أنَّ مشاكله وأزماته غير مرشحة للتوقف ولفترة قد تتجاوز مدة عرضه المقررة على مدى أيام الشهر الفضيل..فبعد الجدل الذي أثاره إنسحاب المخرج ورفع اسمه من عناوين المسلسل، واتهام العديد من النقاد المسلسل " بتعمد التزييف التاريخي والتدليس في بعض الأحداث التي تناولها العمل الدرامي"، جاءت الفتاوى الفقهية الصادرة من العديد من الجهات الدينية وخصوصا رأي الأزهر الشريف بعدم جواز عرضه بسبب تجسيده للشخصيات الدينية التاريخية كدرة لتاج التقاطع مع هذا العمل المثير للجدل..
ولكن ما يثير الانتباه في هذه المعمعمة هو في تجاهل الجهة المنتجة لجميع الفتاوى الدينية العديدة وضربها بعرض وطول حائط التوظيف السياسي للتاريخ والاستخفاف بالمراجع الدينية التقليدية والاعتماد على اجتهاد التسميات الملتبسة مثل من يصفون بكبار العلماء وهي التسمية التي يدخل تحت معطفها-أو عباءتها- العديد من فقهاء الدفع المسبق..
وهذا قد يحيلنا إلى مدى وجدية الحرص على موافقة ومطابقة النص إلى الضوابط الشرعية والنصوص التاريخية..ومدى تدخل الشأن السياسي في طرح الموضوعة التاريخية وتحري مصداقية ووثوقية المادة المقدمة للجمهور المتلقي الواسع وسع الفضاء الذي تتداول من خلاله هذه الأعمال .. لانَّ هناك أكثر من سبب يدفع للاعتقاد بالحمائية القوية التي يتحصل عليها القائمون على هذا العمل..وعلى اتكائهم على ضوء أخضر سياسي من قبل أطراف قد تكون بحاجة لتقديم تصور وتفسير خاص للنص التاريخي يخدم إسقاطات معينة تروج لمتبنيات وأجندات سياسية لبعض الدول الموظفة والمسوقة للخلافات المذهبية ضمن المجتمعات الإسلامية ..
وقد يكون وراء العديد من الشكوك بالنوايا التي تتخابىء خلف توقيت هذا العمل وطبيعته، هو ذلك الإصرار الكبير الأقرب إلى التماوت على عرضه رغم جميع هذه الاعتراضات والفتاوى..والإسراف في استخدام الغريب من الحيل الشرعية للتنصل من الالتزام بالفتاوى رغم مفصليتها الحاسمة في شرعنة وإجازة النصوص الدينية .. والاستناد على أنَّ فتاوى الأزهر بعرض أو منع الأعمال الفنية غير ملزمة للقنوات الفضائية التى تعرض الأعمال الدينية مستشهدين – للغرابة - بما ملأوا الدنيا صراخاً وعويلاً واعتراضاً عليه من مسلسلات أخرى مثل (يوسف الصديق) و(مريم المقدسة) .
هذا فضلاً عن الحرج الكبير الذي قد نقاسيه في مقاربة كل ذلك التبسط مع التاريخ الذي يتعامل به الكاتب خالد صلاح وفريقه من كتاب السيناريو المحترفين مع عمل استهلك من الجدال والرفض والقبول ما كان يفترض به أن يكون أكثر نضجاً في مقاربة أحداث يكاد الناس يحفظونها عن ظهر قلب، وتحير نكاد نتلمسه أمام كل ذلك البذل من المال دون أن يكون ذلك دافعاً له – وكلا المخرجين السابق واللاحق - إلى الاهتمام أكثر باتقان العمل، فمما يؤسف له أن تكون تلك الضجة الإعلامية وشهرة الأسماء التي أسبغت بركتها على العمل ليست بكافية لإنجاز مادة إعلامية قابلة لأن تشاهد.
فالمشاهد التي مرت علينا حتى الآن ،
وأظهرت المعالجة الدرامية للأحداث موضع الخلاف، قد تشير إلى أنَّ الغلة التي من الممكن الحصول عليها لدعاة شريعة التمييز والاقتلاع كان من الممكن نوال الأكثر منها بسعر أرخص وجهد أقل من خلال توظيف أكثر ذكاءً للعديد من الأقلام والأدوات التي تملك الكثير من البلاغة والقليل من الحياء.
وإنْ كنا لا نميل لمعارضة كاتب المسلسل في دفاعه عن عمله بالقول"، قائلاً : إنَّ المسلسل لم يكن يهدف إلى الترويج لرواية معينة أو الإنحياز لطرف دون آخر، وإنّما تقديم قراءة جديدة لشخصية معاوية بن أبي سفيان بعيداً عن منطق المنتصر والمهزوم." الا أنَّ طول الإعداد والتريث الطويل من قبل كادر المسلسل يتناقض تماماً مع الأخطاء الفادحة التي رافقته والتي تدل على أنَّ القائمين عليه كانوا مشغولين بإرضاء نزعات معينة لدى الجهات الممولة أكثر من تقديم عمل يراعي الدقة التاريخية المطلوبة ويقدم إضافةً دراميةً مهمةً تتوازى على الأقل مع مادفع فيه من أموال .
ينقل لنا الأستاذ يوسف محسن عن ريتشار لونثال قوله: (ما الذي يدفعنا أو يدفعهم إلى التلاعب بالماضي؟ إنَّنا نغير الماضي لكي نصبح جزءاً منه ولكي نجعله أيضاً ملكاً لنا.وغالباً ما نغير الماضي من أجل (تحسينه) أو تضخيم الجوانب التي نجدها ناجحة أو فاضلة أو حسنة وبالاحتفاء بما نفخر به وإهمال كل ما هو وضيع وقبيح ومخجل فيه)..وهذا إنْ صح على الأسلوب الذي طرحه القائمون على العمل إلا أنه لا يلغى أن هذا المسلسل قد يكون العبث الأكثر كلفة والأقل جودة والأشد إساءةً للرموز التاريخية..والأهم إنَّه من أكثر الأمور التي تقض مضجع التاريخ وتقلق طمأنينته على المستقبل الذي دفن تحت ركام الأخطاء المتكررة.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي.. بين الفشل والتواطؤ
- صراع السرديات.. معركة وجود
- كتب بلا صور
- الديكتاتورية الخوارزمية
- مقدمات جديدة..لتاريخ قديم
- الخلاف والاختلاف
- موقعة ( الأم بي سي)
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس


المزيد.....




- ديوان الإفتاء التونسي يصدر بيانا حول إلغاء شعيرة الأضحية
- رمضان في العصر الرقمي.. كيف تساعد التطبيقات الذكية على الموا ...
- المسجد الأموي.. صرح يحكي قصة حضارات متعاقبة
- لماذا يصعب العثور على توأم الروح؟
- وزارة التعليم الأمريكية تحذر 60 ??جامعة من إجراءات عقابية إذ ...
- مصدر بالفاتيكان يعلن تحسن حالة البابا فرنسيس: -لم يعد في خطر ...
- 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- مصدر في الفاتيكان يوضح آخر تطورات الحالة الصحية للبابا فرانس ...
- السعودية.. إنقاذ حياة 20 شخصا بعد تعرضهم لتوقف القلب قرب الم ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - معاوية..درامياً