أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - التعصب الطائفي و الإنتهازية السياسية !














المزيد.....


التعصب الطائفي و الإنتهازية السياسية !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 20:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُخيّل إلينا أن سيرورة الانتقال من البداوة إلى المجتمع الوطني تبوء مرة أخرى بالفشل حيث كنا نعتقد أنها أحرزت تقدما ملموسا ، لا سيما أنها كانت تجري تحت قيادة حزب علماني يعترف في نظامه الأساسي (حزيران .يونية 1947 ) " بأن حرية التعبير ، و الاجتماع ، و المعتقد ، و الفن ، مقدسة " و بالمساواة بين المواطنين ، دون تمييز بين الامرأة و الرجل ، في الحقوق والواجبات . فإن دلت الاحداث التي تشهدها سورية منذ نهاية شهر شباط فبراير الماضي على شيء ، فإنها تدل على التراجع إلى نقطة الصفر ، إلى مجتمع البداوة .
من الطبيعي أن يثير الأمر تساؤلات عديدة تتطلب الإجابات عليها تفحص فرضيات مستوحاة من الإخفاقات السابقة و الاختيارات الخاطئة ، و الهزائم أيضا في حماية الناس و المحافظة على الأرض ، في أوقات كانت الحريات فيها مقيدة و كان الرأي المطلق ، مؤقتا " من حق الفرد " العسكري قائد الانقلاب و الداعية الإسلامي الذي يحلم نفسه خليفة على المسلمين و سيدا على" النصارى و اليهود "، و عدوا على المرتدين . هنا لا نجازف في الكلام أن ديكتاتورية " القائد " و ديكتاتورية " الداعية الإسلامي " تناوبتا على ممارسة جميع ألوان القمع قتلا و سجنا و نفيا ، و نبذا و إفقارا..
نكتفي بالإشارة إلى هذه اللمحات التي تميزت بها الأوضاع في سورية منذ جلاء قوات الانتداب الفرنسي عنها في سنة 1946 ، حتى حلول الداعية الإسلامي في مطلع العام الجاري 2025 مكان القائد العسكري ، لننتقل من بعد على سبيل النقاش ، إلى مداورة فرضية في الذهن ، فحواها أن أصل المشكلة تكمن في تحالف معارضتين متناقضتين فيما بينهما ضد طرف ثالث هو في الواقع خصم لكل منها و ليس خصما مشتركا فيما بينها .
تمثل ذلك في سورية في تحالف المعارضة الناصرية ، الوطنية ، الديمقراطية ، اليسارية ، العلمانية ، مع الإخوان المسلمين الذين اعتبروا وصول حزب البعث " الكافر " في سنة 1963 ، إلى السلطة " إهانة للذات الهية " ، و ما زاد الطين بلة أن ذلك تم عن طريق الجيش حيث يكثر أبناء الأقليات و يحتلون فيه مناصب قيادية . إذن توافقت هاتين المعارضتين على إسقاط النظام و لكنهما لم يتوافقا في أغلب الظن على وسائل وأساليب اسقاطه فما بالك على النظام البديل .
من المعروف بهذا الصدد ان الاخوان المسلمين كانوا قد بدأوا في سنة 1963 الانتفاضات المسلحة ضد سلطة الدولة ، و بالتالي واصلوا في 2011 سلوك نفس النهج العسكري ، في ظروف مؤاتيه حيث توفر لهم الدعم الخارجي ، في العديد و الإمداد و التوجيه من تركيا و الدول الخليجية و الغربية . في حين أن المعارضات السياسية أو جلها ، فضلت الاعتماد على العلاقات العربية الخليجية والضغوط الدولية ماديا وديبلوماسيا و دعائيا ، لفرض عزلة على النظام و حصار " التجويع " على كافة السوريين.
لا شك في أن تدخل روسيا في شهر أيلول . سبتمبر 2015 غير ميزان القوى في ساحات المواجهة العسكرية لصالح النظام ، حيث أبعد قوات داعش عن المدن و أجبر قوات القاعدة ، التي صارت جبهة النصرة ، ثم هيئة تحرير الشام ، على التراجع من كل مواقعها و اللجوء إلى الحضن التركي في منطقة إدلب في شمال البلاد . و لكن "خطة الجوع" الأميركية ـ الإسرائيلية ، بقيت محكمة إلى حد أنها شلت السلطة في سورية عسكريا و إداريا و معنويا و أخلاقيا ، في ظروف دولية ( حرب أوكرانيا ) و إقليمية ( طوفان الأقصى ) معقدة ، حيث كانت عملية الطوفان في أغلب الظن إشارة البدء بتنفيذ مراحل إضافية من الخطة الأميركية ـ الاسرائيلية المعروفة الهادفة إلى تدمير دول المشرق ، و إعادة رسم خريطته. بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، جاء الدور على لبنان وسورية و الأردن .
ليس مستبعدا أن الرئيس السوري كان على بينة من هذا الأمر ، فحاول التقرب من الدول الخليجية لعلها تضمن له الفكاك من الوقوع في الشباك ، و لكنه أخفق . لذا غادر البلاد حتى لا يقع ، في أيدي الإخوان الذين شاءت الظروف أن يزدادوا تسليحا و تنظيما و أن يصيروا المعارضين الوحيدين على الساحة السورية بعد أن تلاشى حلفاؤهم من المعارضات السياسية الوطنية ... لا غرابة حيث لا شذوذ عن القاعدة !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة بدوية مغولية !
- حقائب الفرنسيين و احتجاجات اليهود ‍!
- الدين و رغيف الخبز !
- الضفة الغربية نموذجا !
- المسألة الشيعية
- حرب تلامذة جابوتنسكي
- الرجل المريض و الحملات الغربية
- الهزية و عقدة البيرق !
- الدولة المستحيلة
- الوطن للمواطنين !
- أنا شارلي ,, أنا ثوري
- جيوش بلا دول تتصدى لدول بلا جيوش ! !
- هويات موسمية و أوطان مؤقته !
- حصان طروادة في سورية
- أكثر من حرب طائفين و أقل من ثورة و طنية !
- دولة الرئاسة و دولة الخلافة !!
- داوها بالتي كانت هي الداء !!
- الحل الأفغاني و الحل الغزاوي !
- ثورة أو استثارة ؟
- ثورات الجملة


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة toyour jana على الاقمار الصناعية 
- 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مؤتمر الأساقفة قلق من صعود -البديل- في الانتخابات الألمانية ...
- لوموند: هل تستهدف فرنسا المدارس الإسلامية الخاصة؟
- اعتنق الإسلام وتزوج جزائرية.. قصة ريبيري قاهر التنمر وصانع ا ...
- “من هنا” رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 1446 وأهم الشر ...
- العشرات من المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
- حرق المساجد في فلسطين
- كاتب يهودي أميركي: توقعت تطهيرا عرقيا واسعا لكن ما رأيته بغز ...
- ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - التعصب الطائفي و الإنتهازية السياسية !