أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء الصافي - صراع التاريخ يدخل السوشيال ميديا














المزيد.....

صراع التاريخ يدخل السوشيال ميديا


صفاء الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وانت تتصفح اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي تجد الكثير من المنشورات والتعليقات الطائفية المقيته فالكل يطعن بالاخر والكل يكفر الاخر من خلال قصص تاريخية عفا علبها الزمن لكنها لاتزال تمتطي عقول الكثير لاسيما رجال الدين واتباعهم، رغم الجميع يتكلم عن الحرية وتقبل الاخر الى انها كذبا في كذب .
يقول الشهرستاني "وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان" ، ومن هذا القاعدة تتبلور جميع التقاتل الطائفي بكل الوسائل بالسيوف او بالحديث او بالتفسير القراني او من خلال الفكر المذهبي الطائفي حتى وصوله للسوشيال ميديا فهذه اصبحت نافذتهم لنوجيه السهام نحو كبد الوحدة الاسلامية التي صدعوا رؤسنا بها ولا نعرف ماهي تلك الوحدة التي تكلم القران بها حين قال ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فمنذ توفي النبي وهذه الاية قد تركت دون تطبيق فمن هم الذين يجب ان لايتفرقون اذا هم صاحبته تفرقوا الى فرقا عدة واقتتلوا فيما بينهم.
اصبحت مواقع التواصل وسيلة سهلة للطائفين لابراز عضلاتهم الا علامية المذهبية وللاسف الشديد الكل يفتتن بتلك العضلات وتعد هذه الممارسات الطائفية حاليّا، من أفظع الأنواع؛ لأنّها قطعا ستكون حائلا دون نشر الوعي، وتطبيق مبدا المساوات كبشر ، بل ستكون نتاجها شحن التعايش السلميّ والمجتمعيّ بالشحنات الهمجية، وبالنتيجة يُقْتَل الإنسان إمّا بنيران طائفيّة،او بهضم حقوق الاخرين والكل ينطلق من مبدا ان الحق الذي اكتسبه من تاريخه الديني الذي بني على سيرة النبي ، فلو قرات سيرته ستجدها تختلف من سيرة لسيرة اخرى ، النبي الذي عاش قبل الف واربعمائة عام لانزال نقتتل من اجل حديثه.

ولاتنخدع عزيز القارئ بالشعارات التي تهدف للوحدة ونبذ الطائفية فكلها شكلية فجذور الطائفية تغلغلت الفكر الاسلامي منذ ان عقدت جلسة انتخاب الخليفة وصولا لخروج ام المؤمنين على خليفة المسلمين بعد مقتل عثمان والى هذه اللحظة ونحن نعيش في هذه الدوامة التي ازهقت فيها الارواح وسلبت فيها الحقوق ، فهذه المؤتمرات والندوات التي تكون من اجل الوحدة هي ليست سوى دعاية لتلميع صورهم الاسلامية لكن هل خرجت ببيان واحد يقول ان خلافنا خلافا تاريخيا وسياسيا لادينيا ومذهبيا، والكل يعرف انه لايطيق الاخر لكن الكذب يسير في عروقهم .
نعيش للاسف اليوم في صراعا مع التاريخ الملغم بروايات تكفيرية امثال ابن تيمية الذي، ذهب إلى تكفير الشيعة الباطنيّة ووصمهم بأنهم أكثر كُفرًا من اليهود والنصارى وأن ضررهم على أمة محمّد ضرر عظيم أشدُّ من ضرر المشركين، ودعا إلى جهاد الشيعة النصيرية (العلوية) وأقرّ بأن دماءهم وأموالهم مباحة وأن جهادهم مقدم على جهاد غيرهم ، وهذه الفتوى الارهابية خلفت آلاف القتلى حتى اصبحت اهم جهادا للسلفية فتوى من رجلا ليس له قدسية نبي بل رجلا فقيه فسر كلام الله من جذوره الطائفية لا من خلال العلم ، كما كفر ايضا المجلسي «اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام، وفضل عليهم غيرهم، يدل على أنهم كفار مخلدون في النار» وهذا ايضا فسر كلام الله من خلال جذوره الطائفية وبين هذا وذاك اصبح الفريقين مشركين وكفار وتقاتل الطرفان من اجل التاريخ .

ومانشهده اليوم من سب وشتم بين الفريقين الذين كلاهما يعبدون الاله واحدا ويتبعون نبيا واحدا وقرآنا واحدا رغم انهم يتلونه صباحا ومساءا الى انهم لايطبقون اوامر الله حين قال (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) فخلاصة القول ان هؤلاء ضحية صراعا تاريخيا وصل الينا من خلال الروايات والاحاديث التي كتبها بشر مثلنا نصيب ونخطا ، وهذه الرويات هي تاريخية لاتغني ولاتشبع بل هي تزيد الفرقة والعداوة وتعزز الطائفية فلا اعلم متى سينتهي هذا الصراع الذي يتجدد ويتطفل على اي وسيلة تثقيفية ليصب الزيت على النار وينفث سمومه من خلالها ، لعن الله حرية التعبير التي تكفر البشرية ولعن الله الطائفين واتباعهم



#صفاء_الصافي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجيب امركم
- رجل الدسومة
- سيفا مسلول ام سيفا رهقا


المزيد.....




- صعود الإسلاميين.. ماذا يتغير في اللعبة السياسية بالأردن؟
- فضيحة التجسس على المساجد.. هيئة هولندية تأمر الحكومة بإتلاف ...
- كيف تفاعل الأردنيون على حظر الإخوان المسلمين في البلاد؟
- إسرائيل تسمح لـ 600 رجل دين درزي من سوريا بزيارة الجليل الجم ...
- هل لإيران علاقة بمخططات -الإخوان- التخريبية في الأردن؟
- الإخوان على حافة الغياب.. ضربات قاصمة تُجهز على نفوذ التنظيم ...
- حظر -الإخوان- في الأردن.. كيف ستتعامل معه سوريا؟
- الجماعة المنبوذة.. دول حظرت تنظيم -الإخوان- الإرهابي
- ما تداعيات حظر جماعة -الإخوان المسلمين- في الأردن؟
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال 2025 TOYOUR EL-JANA ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء الصافي - صراع التاريخ يدخل السوشيال ميديا