أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق الهوا - جرائم خطف المسيحيين في مصر














المزيد.....


جرائم خطف المسيحيين في مصر


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 09:03
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


لم يزل القيمون على المسلمين غير منسجمين مع فكرة الدولة الحديثة، التي كما يبدو قد تورطوا بها رغماً عنهم بسبب سطوة الحياة الغربية على سكان الكوكب، وسبب الرفض ينبع من مبدأ المواطنة وعَلمانية الحكومة وحرية العبادة، وهو يعني أن المواطنين متساويين وأحرار في اختيار دينهم أو حتى إلحادهم، وأن الحكومة لا تدين بأي دين أو تفرض أو ترعى أي دين، وليست كافرة كما يُشيع المحرضون المشايخ. عدم الإيمان بوجود إله لا يجوز تسميته عَلمانية.
حيادية الدولة ومبدأ المواطنة وحرية العبادة يستحيل أن يتفقوا مع القسم الدنيوي من الشريعة المحمدية، فالدين عند الله الإسلام والمسلم لا يمكن مساواته بغيره، والأمة الإسلامية فيها مسلمون و ذميون ولا يوجد فيها مواطنون متساوون في الحقوق، ورأس هذه الجماعة وهو الخليفة، يهتم بشؤون الدين أولا، والدنيا ثانياً، لكن من منظور الدين أيضاً.
واضح من النص القرآني في قسمه الدنيوي، إن الله برحمته التي وسعت كل شيء حرّض بشكل واضح على قتل الناس لبضعهم للإيمان به، وحرّض على غزو وسبي واقتسام ممتلكات من لا يؤمنون به كعقاب دنيوي يسبق حرقهم وتبديل جلودهم لتُحرق للأبد في جهنم.
لا تخرج جريمة خطف القبطيات بمصر عن إطار منهج القسم الدنيوي من القرآن والأحاديث وسُنة محمد وسلوكيات صحابته أنفسهم، فقد قتل الرسول كنانة بن الربيع ودخل بزوجته صفية بنت حيي في نفس الليلة بدون انتظار إنقضاء أيام عدتها حسب قرآنه! ما شجّع خالد بن الوليد حين قتل مالك بن نويرة على الدخول بزوجته في نفس ليلة قتل زوجها متجاهلا أيام عدتها، وبعد 1445 سنة، نجد الشيخ ياسر برهامي على سبيل المثال يقول: يجوز للمسلم نكاح اليهودية والمسيحية بشرط أن يُكرهها ويغتصبها ويعاملها كمسبية حرب.
ما يقوله البرهامي وغيره، نتيجة النصوص القرآنية في شقها الدنيوي والسنة المحمدية التي تحركت وفق زمانها وتراثها وما اقتبسته من الحضارات المجاورة والأديان السابقة، ولم تزل الجمعيات الإسلامية تؤمن وتبشر بمشروع إسلمة أي مكان يحل المسلمون فيه واعتبار المكان نفسه وقفاً إسلامياً لا يجوز التنازل عنه، ولا تخرج بطبيعة الحال مصر وسكانها غير المسلمين عن هذا الإطار.
رغم إعلان الجمهورية الثانية ودولة المواطنة في 30 يونيو سنة 2013 على أسس الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية، لم يزل التضيق على مسيحيي مصر والعمل على أسلمتهم نافذاً حسب الشريعة الإسلامية أيام الغزو، وبما أن ذلك العصر قد مضى والقوة لم تعد في جيوش المسلمين، حلت قوانين جديدة هي البلطجة والخطف المباشر للفتيات والتغرير بهن وأخفائن قسرياً، أو الخطف غير المباشر عن طريق الاستدراج والخداع والاغواء وممارسة الضغوط ونشر الصور الجنسية المفبركة أو التي صورت تحت تهديد.
تشير كل التقارير التي نشرها الناشطون المصريون أن الدولة العميقة بقيادة الأزهر، وراء هذا المشروع لأنه ببساطة الجهة التي يتم إعلان الايمان بالإسلام أمامها، وقد دفعت كلمة قالها ناشط يقيم في ألمانيا أمام إحدى جمعيات الأمم المتحدة بالرئيس السيسي إلى الإشارة على مضض لجريمة خطف الأقباط، لكن بكلام غير مفهوم ولا يليق بجريمة من هذا العيار، بل لام الرئيس قائل الكلمة بجمل غير مفهومة لا صلة بينها: "أصل الموضوع ده مش موجود"..."هو موجود لكن مش بالطريقة إللي انقالت"..."إذا هو موجود يعني"..."وبعدين ما كانش لازم ينقال بالشكل ده".
تملصْ الرئيس السيسي من مواجهة وقائع ذكرها ناشطون وحقوقيون كثيرون وألمح إليها البابا تواضروس، يؤكد أن أمر الخطف موجود وموثق، وقد طال بشكل خاص ممنهج قاصرين تحت سن 18 سنة من الذكور والإناث، وهي جريمة يُعاقب عليها في القانون، لكنها فضيلة دينية للتقرب من الله كما يؤمن الخاطفون والمحرضون.
مشكلة المسيحيين المخطوفين في مصر لها شقين، الشق الأول هو تملص الرئيس السيسي من مواجهتها، لأنه يجلس على كرسي حكم يحمله الجيش والأزهر، ومخالفة الأزهر معناها تهييج الشارع إسلامياً عليه، وعدم قدرة الجيش على حمايته.
الشق الثاني يكمن في رفض الاقباط لأي لجنة تأتي إلى مصر وتبحث في شؤونهم كأقلية مضطهدة، على أساس أنهم ليسو أقلية وليسو مضهدين، خوفاً من دفعهم لأثمان مستقبلية باهظة بعد انصراف لجنة ستصدر توصيات لا سلطة لها على الدولة العميقة المصرية، المكونة من أصحاب عمائم ومسؤولين مدنيين وضباط أمن داخلي وشرطة لا علاقة لهم بحيادية الدولة ولا يؤمنون بالمواطنة من الأساس.
كل ما يقوم به الناشطون الأقباط يجب أن يكون على رأسه تفويض إلى المحكمة الجنائية الدولية، فهي الجهة الوحيدة التي يمكنها ويحق لها الحديث مع أهالي الضحايا، والإطلاع على ملفات قضايا خطف ليست طلباً لفدية بل لتغيير دين المخطوف، وما قام المسؤولون به في تغطية هذه الجرائم، ثم التحقيق مع المسؤولين والضباط وأصحاب العمائم الذين يقفون وراء تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد سلامة الدولة.
من المرجح أن حكومة مصر سترفض هذه الخطوة وستعتبرها مساساً بالسيادة الوطنية، وقد تقبل وتماطل وتراوغ كما ماطلت وراوغت في قتل الطالب الإيطالي جوليو رجيني.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتول الإنحدار الأميركي
- آية الله جيمي كارتر
- ما قاله نتنياهو ويجب التفكير فيه
- رابعة لأوباما أو ثانية لترمب (4)
- لماذا قبّل البابا يد الإمام الأكبر؟
- رابعة لأوباما أو ثانية لترمب (3)
- ملك ورئيس وزراء وفاروق الفيشاوي
- صادق خان ولعبة الأقنعة
- رابعة لأوباما أو ثانية لترامب (2)
- رابعة لأوباما أو ثانية لترامب
- قبلة حياة للولايات المنقسمة الأميركية
- حقوق التعددية محفوظة للإرهابيين
- البابا فرنسيس والإحلال الكبير
- أسئلة برسم الدعاة الفضائيين
- قطع الرأس سمة ثقافية
- باتريك زكي إرهابي بقرار من الدولة العميقة
- الفريد في رؤساء أميركا
- دارمانان: مهددون بالإرهاب الإسلامي السنّي
- حقوق المجرم أهم من أمن الوطن!
- تحويل البشر إلى أرقام


المزيد.....




- بعد وفاة طفلة.. وزير الداخلية التركي يتعهد بإعدام ملايين الك ...
- تصعيد إسرائيلي متواصل للاقتحامات والاعتقالات بالضفة الغربية ...
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: لن نناقش تفكيك البرنامج النووي ...
- الآلاف يغلقون شارع بيغن بتل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة الأسرى ...
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: لن نناقش تفكيك البرنامج النووي ...
- وزير الخارجية الأمريكي يدعو إلى محاسبة -مرتكبي المجازر- ضد ا ...
- النمسا ترفض خطط برلين المتعلقة برد طالبي اللجوء عند الحدود ا ...
- فون دير لاين تدعو إلى تشديد قوانين دخول المهاجرين وزيادة عمل ...
- جراء الحرب.. الاحتلال يقر بارتفاع عدد الجرحى والمعوقين في ال ...
- ذعر في طهران قبل الاحتجاجات.. موجة جديدة من الاعتقالات


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق الهوا - جرائم خطف المسيحيين في مصر