أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - ثورة بدوية مغولية !














المزيد.....


ثورة بدوية مغولية !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 20:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأخذك الدهشة إلى حد الذهول و أنت تتابع من بعيد ، مسارات الأحداث المتلاحقة في بلاد الشام و العراق ، من محطة سيئة إلى محطة أسوأ اجتماعيا واقتصاديا و وجوديا على المديين المنظور و غير المنظور .،كما لو أن الدولة أو شبه الدولة في هذه البلاد ، هي مؤقتة و متغيرة و متبدلة ، حسب مزاج " شيخ " الطائفة الدينية أو العشيرة القلقة المتولّدة عن القبيلة ، حيث لا تقطع الحبل السري بهذه الأخيرة لأنها لا تبلغ سن الرشد إلا نادراً.
نذكر بهذا الصدد ،إيضاحا لهذه المسألة ، فلسطين في بلاد الشام حيث تتواصل سيرورة بأساليب ووسائل اعتمدت منذ بدايات القرن الماضي ودخول الدولتين الاستعماريتين بريطانيا و فرنسا البلاد لتقطيعها و لإفراغ الفلسطينيين من فلسطين لتكون " دولة للأمة اليهودية " تجسد ذلك مؤخرا بقانون اتخذه البرلمان الإسرائيلي ، بعد أن اعترفت الولايات المتحدة الأميركية بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل و بهضبة الجولان المحتلة جزءا منها و بحقها في أن تتوسع جغرافيا ، على حساب الأردن و لبنان و سورية وصولا إلى الجزيرة الفراتية .
من البديهي أنه كان لقيام دولة إسرائيل ، فوائد كثيرة لبريطانيا و فرنسا ، " لولا بريطانيا لما كانت إسرائيل " ،لكننا لسنا هنا بصدد تناول هذا الموضوع ، نكتفي بالقول في السياق نفسه ، أن الولايات المتحدة الأميركية التي تأذن بعمليات التوسع الإسرائيلية شمالا و شرقا على طول الساحل السعودي على البحر الأحمر ، تنوي وضع يدها على قطاع غزة بعد إفراغ الناجين من حرب الإبادة . أما لماذا ترغب في ضم قطاع غزة فهذا بحث آخر !
نصل بعد هذه التوطئة إلى موضوع " الثورة البدوية أو المغولية " حيث يبدو في الراهن ، أن نموذجا منها هو قيد التجربة في سورية . و حتى لا يفهم أننا نلقي الكلام جزافا ، إن ما أوحي إلينا بنعت " الثورة " بالبدوية ، هو دعوة أنصارها إلى غزو المناطق التي يسكنها العلويون ، بواسطة مكبرات الصوت من مآذن المساجد في دمشق و غيرها من المدن . حيث تبين أن هؤلاء الأنصار يحتفظون بأسلحتهم في منازلهم (احتياطا) و أنهم ليسوا جميعا من سكان سورية الأصليين ، و انما تربطهم بالثورة رابطة الدين فقط أو فهما محددا للرسالة الإسلامية ، بخلاف الرابطة الوطنية . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن هذه الثورة البدوية ، قد تكون في نظرنا أيضا " مغولية " الميول و الملامح . فمرد هذه الهواجس إلى ملاحظات يمكننا تلمسها في و سائل الإعلام ، المؤيدة و المعادية على السواء ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
ـ انعدام الحماسة الكامل ، دفاعا عن التراث الوطني أو إهماله . نذكر هنا الموقف من التوغل الإسرائيلي . هل تقدم قواتهم حتى مشارف دمشق هو أقل خطورة من مهاجمة مخفر للشرطة في بلدة في الساحل السوري ؟ و ماذا عن العبث في الدوائر الرسمية و اتلاف محفوظاتها ؟
ـ العبث بالهوية العربية السورية المشتركة من حيث المبدأ ، بين جميع السوريين ، وإخراج مفردات مثل " الوطن الأموي " ، "السوري العربي السني الإسلامي " ، الأكثرية السنية " الاستغناء عن الدستور و القانون و الرجوع إلى الدين في تعيين " الرئيس " الحاكم ووزرائه .
ـ حل الجيش العربي السوري ، و تسريح جنوده و ضباطه . هذا الجيش قاتل في حربي حزيران 1967 و 1973 بصفتهم عرب سوريون . استبدال العلم السوري بقرار من سلطة الأمر الواقع . كما حدث يا للأسف في العراق ، اثناء سقوط النظام و دولته .
و لا شك في أن ما يفاقم الأمر أيضا ، هو اختلاف ثقافات المحاربين في صفوف هذه الثورة المغولية ، حيث أن منهم التركي و اليغور الصينيون و الروي نغى من برومانيا ، التركمان و الأوزبك ولكزاك و الأفغان.. ، و تسمية قادة من هؤلاء الغرباء في الجيش الجديد ، ما يعني أن عقيدة هذا الأخير ، تختلف عن عقيدة الجيش العربي السوري .
مجمل القول أن ما يجري هو غامض و مبهم ، لا سيما أن النظام استسلم ، و ان الثورة البدوية المغولية آتية على الأرجح من أجل تغيير الهوية الوطنية ، و تغيير السكان الأصليين ، و تغيير خريطة البلاد !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائب الفرنسيين و احتجاجات اليهود ‍!
- الدين و رغيف الخبز !
- الضفة الغربية نموذجا !
- المسألة الشيعية
- حرب تلامذة جابوتنسكي
- الرجل المريض و الحملات الغربية
- الهزية و عقدة البيرق !
- الدولة المستحيلة
- الوطن للمواطنين !
- أنا شارلي ,, أنا ثوري
- جيوش بلا دول تتصدى لدول بلا جيوش ! !
- هويات موسمية و أوطان مؤقته !
- حصان طروادة في سورية
- أكثر من حرب طائفين و أقل من ثورة و طنية !
- دولة الرئاسة و دولة الخلافة !!
- داوها بالتي كانت هي الداء !!
- الحل الأفغاني و الحل الغزاوي !
- ثورة أو استثارة ؟
- ثورات الجملة
- أما و قد سقط الرئيس !


المزيد.....




- الفصائل المسلحة بسوريا توسع مجازرها الطائفية وتوقف الاتصالات ...
- غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
- تحقيق: حملة إلكترونية تتذرع بالطائفية لترويج تدخل إسرائيل في ...
- مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى
- الفاتيكان يكشف عن أحدث التطورات الصحية للبابا فرنسيس
- عائلة الباشا المقدسية حافظت على كنيس يهودي فكانت المكافأة طر ...
- فيديو كلمة الشرع من المسجد حول الأحداث في سوريا
- خديعة جديدة.. ما وراء سماح إسرائيل بالصلاة في المسجد الأقصى ...
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .. تكشف عن موعد عيد الفطر 20 ...
- أحصل على ثواب مضاعف “موقع تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 20 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - ثورة بدوية مغولية !