أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تُريد الخلاص لأُمَّتك يا مُسلم ؟














المزيد.....


تُريد الخلاص لأُمَّتك يا مُسلم ؟


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 16:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


« فَسَتذكُرون ما أقول لَكُم، و أُفَوِّض أمري إلى الله. » (قرآن)

توقفْ عن ترديد "اللهم انصُر الإسلام و أعز المسلمين" و أكثر من ترديد : « اللهم انصُر و أعِن و وفِّق و بارك جهود و أفعال و مبادرات أصحاب النِّية الصادقة الطيِّبة و العقلِ الراجح السوي المُستنير و الإرادةِ الصالحة الخَيِّرة في كل أنحاء العالَم. اللهم انصر الخَير و الأخيار في كل مكان. »

اللهم إنك قُلت و أكَّدت بوُضوح في القرآن، بأنك خلقت العباد لتَبلُوَهم أيُّهم أحسن عملاً. إذَنْ لا يستوي بأي حال عندك يا الله : "المُسلم" الشرير الفاسد المُفسد في الأرض و "الكافر" الصالح المُصلح و النافع لخلق الله. إذَن مَن هو "المسلم" و مَن هو "الكافر" يا أهل العقل ؟ ألا نقول في دعاء التشهُّد في كل صلاة : « السلام علَيْنا و على عباد الله الصالحين » ؟

يا لَفظاعة رؤيتنا للآخَر المُختلف عَقَدياً : "أُمم الكفر"، "الشعوب الكافرة"، "دُوَل الكفر"، هكذا نتحدث عن الآخَرين قاطبة دون استثناء. كل مَن لم يحظَ عند الولادة بلقب "مسلم"، و لو كان بِحق ملاكاً في هيئة إنسان، و لو كان في أخلاقه و سيرته قرآناً يمشي على الأرض، و لو كان صالحاً في الظاهر و الباطن، للأسف تربَّينا على إعطائه لقب "كافر". اللفظة التي نعتقد و نتوقَّع أن تكون مكتوبة بَين عيني الكائن الإسكاتولوجي المُلقَّب بـ"المسيح الدجال" كعلامة تُميِّزه و تدُل عليه وَفق ما تعلمناه من جمهرة الشيوخ و الأئمة و رجال الدين : نُطلقها دون أن يَرِف لنا جفن على مُعظم عباد الله. لفظة "كافر" أعني. كَيف ستعيش في سلام و تناغُم مع كل الآخَرين، أُمة هكذا تنظر لِمَن يُشاركونها كَوْكب الأرض ؟ هل هذا من العدل في القول الذي أمرنا به القرآن : « و إذا قُلتم فاعدلوا ». الظلم مَرتَعُه وَخيم، أياً كان شكل هذا الظلم.

يا فُقهاء و مشايخ و وُعاظ المساجد، ألم يَأْنِ لكم أنْ تستجيبوا لأمر القرآن : « اتقوا الله و قولوا قَولاً سديداً » ؟ تَوقفوا عن استعمال لفظ "الكفار" في حديثكم عن الآخَرين. هذا غير معقول تماماً و مُجحِف و بالتالي هو قطعاً مرفوض، فنحنُ إزاء مُصطلح يعني في مدلوله اللُّغوي الأصلي، تغييبَ و إخفاءَ و كتمَ ما نعلم بِيَقين في قرارة أنفُسنا أنه حق : أنتم تعرفون ذلك و لا تجهلونه بطبيعة الحال، فبأي حق تصِمون جُل مُعاصرينا بِلَفظ الكفار ؟ لَدَي قناعة راسخة بأنه لن تُشرق شمس الخلاص على الذين يُسمَّون بالمسلمين، ما بقي هؤلاء ينعَتون و يُنادون كل مَن سِواهم في عالَمنا الدنيوي هذا بالكافرين. أي يصِفونهم حرفِياً بالكاتمين و المُخفين و الجاحدين عن عمد و بِوَعي للحق. و هُم لاشُعورِياً يقولون لكُل المُختلفين عنهم في الديانة بما فيهم أنقياء السيرة و السريرة : خالق الكون و الحياة لا يُحبكم على الإطلاق، و لقد أعد لكم جميعاً إقامة مُؤبَّدة في النيران. « إنه لا يُحب الكافرين »، « عُقبى الكافرين النار » : يقرؤون هذا في القرآن. فعندما تقول بشكل قاطع عن شخص ما إنه كافر، فأنت ببساطة تَجزِم بأن مصيره في الآخرة النار. مهما ادَّعى و تلاعب بالألفاظ و زعم مَن تسبَّبوا و أنتجوا هذا الوضع الفظيع و هُم بالطبع شيوخ و فقهاء الأُمة، أنَّ تكفيرهم لفردٍ ما أو قومٍ مُعيَّنين لا يعني جزمهم بأن المصير الأُخروي لهؤلاء هو إقامة مُؤبَّدة في نار جهنم. مُتناسين مُتجاهلين أنَّ كل ما هو مطلوب منا خلال حياتنا على هذه الأرض، أنْ نُعامل الجميع بالحُسنى و نتحلى بالعدل و لا نُجرِّح أحداً بِدون وجه حق !

يستحيل علي أن أُجاري أُمتي في ما أرى أنه يُجافي الحق و العدل بالكامل و يَحول دون التعايش السلمي و الأَخوي مع الآخَرين. اللهم اهدِنا سُبل السلام و الرشاد و الإستقامة السلوكية و الفكرية.

« إن كل تديُّن يُجافي العلم و يُخاصم الفكر و يَرفض عَقْدَ صُلحٍ شريف مع الحياة، هو تديُّن فَقَد صلاحِيَّته للبقاء. » (الشيخ محمد الغزالي)

« نحنُ الآن بِحاجةٍ إلى ثورة دينية بِكُل ما تعنيه الكلمةُ من معنى، يقودُها الأحرارُ من العُلماء و المُفكِّرين و أساتذة الجامعات، لتقديم قراءةٍ جديدةٍ لكتاب الله، و رُؤيةٍ جديدةٍ للإسلام تُمثِّل حقيقة الإسلام كما هو في كتاب الله و تُقدِّمه للناس كافةً بِصُورته العالَمِية، و ما لم نفعل ذلك سنبقى مطرودين من رحمة الله، و سنبقى في ذَيْل القافلة و سنبقى من الذين ضل سَعيُهم في الحياة الدنيا و هم يَحسِبون أنهم يحسنون صُنعاً. » (الدكتور محمد الفقيه)



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأُمة الآن في مُفترَق طُرق، و لَيْس لها إلاَّ خِيار الصَّحْ ...
- من نتائج تكفير فُقهاء الدين الإسلامي للغالبية العُظمى من بني ...
- الذين يُفبركون أخباراً كاذبة لأغراض تخريبية مُجرمون ضد الإنس ...
- هذا أفضل ما يُمكنني فعله لفلسطين
- النبي لم يكُن سلفياً
- هل هذا الفكر «الديني» يساعد الأمة ؟
- عن اغتيال إسماعيل هنية رحمه الله : أين الخلاص ؟
- هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب !
- تقديس و تقليد «السلف الطالح» مرفوض قطعاً !
- داعش… و ما أدراك ما داعش !
- لست المهدي المنتظر
- « لِمَ هذا الخذلان ؟ نحن لسنا كفاراً، نحن مسلمون ! »
- تحيَّة لإنسان عظيم
- تعليق بريء على دعاء…
- سنة جديدة طيِّبة للجميع
- شتان بين -الكونفوشِيُوسِيين- و -المُحمَّدِيين- مع الأسف !
- «يحرم و لا يجوز الترحُّم على غير مسلم» : كيف يصدر هذا عمَّن ...
- عنصرية حتى في الدعاء !
- أخشى أن يكون أكثرُنا للحق كارهاً !
- لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها مهما كلف ذلك…


المزيد.....




- كنائس سوريا تصدر بيانا ناريا ردا على تصريحات ماسك وكارلسون ب ...
- الفاتيكان: الحالة الصحية للبابا فرنسيس ما زالت -مستقرة-
- تاسع يوم رمضان.. 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحا ...
- السيد الحوثي يدين جرائم -الجماعات التكفيرية- في سوريا
- المرشد الأعلى الإيراني ينتقد -الدول المتسلطة- بعد رسالة ترام ...
- الفصائل المسلحة بسوريا توسع مجازرها الطائفية وتوقف الاتصالات ...
- غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
- تحقيق: حملة إلكترونية تتذرع بالطائفية لترويج تدخل إسرائيل في ...
- مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى
- الفاتيكان يكشف عن أحدث التطورات الصحية للبابا فرنسيس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تُريد الخلاص لأُمَّتك يا مُسلم ؟