أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - «التطبيع الفني» وفيلم «لا أرض أخرى»















المزيد.....


«التطبيع الفني» وفيلم «لا أرض أخرى»


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 15:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


«لا أرض أخرى» « No Other Land» فيلم وثائقي أثار الجدل حول «التطبيع الفني» بعد أن حصد جائزة «الأوسكار»، حيث أُنجز الفيلم بإنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، وإخراج مشترك فلسطيني - إسرائيلي، من إخراج فلسطينيين هما باسل عدرا، وحمدان بلال، واسرائيليين من دعاة المساواة ورفض التمييز العنصري، هما يوفال إبراهام وراشيل تسور.
قال المخرج يحيى بركات، رئيس جماعة السينما الفلسطينية إن حفل الأوسكار دائماً تحكمه السياسات، وأن التعاون بين فلسطينيين وإسرائيليين هو السبب في فوز فيلم «لا أرض أخرى» بجائزة الأوسكار. وأشار إلى أن العديد من الأفلام الفلسطينية وصلت إلى مهرجان الأوسكار، ولكن لم تحصل على هذه الجوائز، وأن فوز فيلم «لا أرض أخرى» كأفضل فيلم وثائقي طويل يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب فوزه بالجائزة.
فيلم «لا أرض أخرى» فاز بعشرات الجوائز منذ صدوره العام الماضي، في مهرجان برلين السينمائي في شباط /فبراير 2024، نال جوائز مهرجان برلين السينمائي «جائزة برلين للأفلام الوثائقية وجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في بانوراما» وجوائز دائرة نقاد السينما في نيويورك، وجائزة الشجاعة تحت النار من IDA Org وجائزة الجمهور من CPH:DOX. جائزة الجمهور في مهرجان فولكستون للأفلام الوثائقية، وجائزة لجنة تحكيم النقاد، ومهرجان هوت سبرينجز للأفلام الوثائقية.
رغم هذا النجاح لم يتم عرض الفيلم في المهرجانات السينمائية العربية حتى الآن، باعتبار أن حركة المقاطعة تحظر عرض أفلام يشارك فيها إسرائيليون، وبالتالي فإن عرض هذا الفيلم يقع في دائرة محاربة التطبيع مع إسرائيل.
الاتحاد العام للنقابات الفنية في مصر يقف بكل أعضاء نقاباته الثلاث وقفة واحدة ضد كل من يسعى للتطبيع مع الكيان الغاشم. بقرار الاتحاد الصادر بتاريخ 19/1/1981 وبإجماع رؤساء النقابات الأعضاء، وكذلك المؤسسات والهيئات التي تنظم المهرجانات الفنية داخل وخارج مصر، والذي أقر منع التعامل بأي شكل من الأشكال مع الكيان الصهيوني ويؤكد الاتحاد رفضه التام لجميع محاولات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بكافة صوره، انطلاقاً من موقفه الدائم والمعلن. ويعاقب من يتعامل من أعضاء النقابات الثلاثة مع الكيان الصهيوني بالفصل.
فوز الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى» بجائزة الأوسكار عن الأفلام الوثائقية 2025، أثار ردود فعل ومنشورات على منصات التواصل الفلسطينية والعربية، حيث اعتبر البعض أنه انتصار يعكس إصرار الشعب الفلسطيني على إيصال قضيته للعالم رغم كل العقبات، وأنه نجاح لجهود الصحفي باسل عدرا وزملائه لتقديم عمل فني عن الظلم الذي تعانيه فلسطين والفلسطينيين من نظام الفصل العنصري. بتصوير رواية عما تتعرض له قرى «مسافر يطا» من التدمير على يد الاحتلال الإسرائيلي وعن التهجير الجماعي القسري للمجتمع الفلسطيني، حيث يقوم باسل عدرا بتوثيق التدمير المستمر لقريته وتصوير الهدم لمنازلها من قبل الجنود الاسرائيليين.
أما على الجانب الإسرائيلي فقد أثار انتقادات واسعة، وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار وعبر حسابه على «إكس»، انتقد فيلم «لا أرض أخرى»، ومنحه جائزة الأوسكار، كون هذا الفيلم ينقل صورة سيئة عن إسرائيل. واعتبر زوهار «فوز فيلم «لا أرض أخرى» بجائزة أوسكار لحظة حزينة لعالم السينما.. اختار مخرجو الأفلام ترديد الروايات التي تشوه صورة إسرائيل في العالم».
وأضاف وزير الثقافة الإسرائيلي: «حرية التعبير قيمة مهمة، ولكن تحويل تشويه إسرائيل إلى أداة للترويج الدولي لا يعد إبداعاً- إنه تخريب لدولة إسرائيل، وبعد مذبحة 7 أكتوبر، والحرب الدائرة حالياً، يضاعف ذلك من الأضرار».
وفق هذا يُطرح السؤال: أي جانب جعل الفيلم يستحق جائزة الأوسكار؟. هل جرى التقييم على أساس من الجانب السياسي؟. أم الإنساني؟. أم الإبداع الفني؟. ربما يكون مزيج من ذلك، السياسي يكمن في التعاون بين أربعة ناشطين ينتميان إلى طرفين متصارعين، وهذا الصراع امتد على فترة زمنية طويلة، وهدد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، وجاء عرض الفيلم في ظل احتدام الحرب على قطاع غزة وتصاعد التوتر في الإقليم، مما أعطى لعرض الفيلم أهمية خاصة.
في الجانب الإنساني يعرض الفيلم معاناة الفلسطينيين من التهجير ومن تدمير منازلهم، وهذا لطالما أثار التعاطف والتأييد والدعوة لأنصاف مظلومية الشعب الفلسطيني.
الجانب الفني أيضاً أساسي في نجاح أي عمل سينمائي، فقد امتاز الفيلم بوفرة المادة الفلمية من صور دعمت التوثيق، خصوصاً أن تصويره تم لسنوات طويلة على مدى عقدين من الزمن، جعلت منه أفضل أفلام الوثائقيات بشكل عام، بما التقطته العدسة مباشرةً من أحداث، مثلت منتهى الواقعية، لاسيما لحظة قتل شقيق عدرا على أيدي جنود إسرائيليين. وهذا ليس المشهد الوحيد في الفيلم لقتل مباشر يتعرّض له فلسطيني من قبل عسكريّ إسرائيلي.
يتألف الفيلم في الغالب من لقطات شخصية ليوميات الخراب في مسافر يطّا، تم تصويرها بواسطة الصحفي الفلسطيني باسل عدرا، ورفاقه وما كان قد صوّره أهله وأقرباؤه وجيرانه على مدى 20 عاماً، ضمّوا لقطاتهم، وأصبحت أرشيفاً غنياً يوثق تدمير الجيش الإسرائيلي لـ« مسافر يطا» في منطقة صغيرة وعرة في جنوب الضفة الغربية المحتلة بذريعة أن الجيش الإسرائيلي يريد تحويلها إلى منطقة تدريب عسكرية ، وتظهر لقطات آلات التصوير الجيش الإسرائيلي وهو يهدم مدرسة، ويردم آبار المياه بالإسمنت، ليحرم السكان من مقومات الحياة، ولا يتمكنون من إعادة البناء.
عدد من النقاد الفنيين تحدثوا عن الظروف التي نشأ فيها «مفهوم التطبيع» والتي تغيرت مع الزمن، فقد ظهر مفهوم التطبيع اعتراضاً على اتفاقية كامب ديفيد كمفهوم سياسي، لكن يجب إعادة النظر في ما يجب مقاطعته، وما يجب السماح بعرضه ومشاهدته، بحكم تغير الظروف، ومنهم الناقد الفني المصري عصام زكريا، والناقد الفني المصري رامي عبد الرازق.
يقول عصام زكريا في مسألة «التطبيع الفني» أنه موضوع شائك، لا سيما في مثل حالة هذا الفيلم الداعم للقضية الفلسطينية بشكل كبير، لذا لابد من «إدراك الفارق بين مقاطعة فيلم يتضامن مع إسرائيل، وبين عمل يرصد الانتهاكات ويتضامن مع القضية الفلسطينية بشكل واضح».
ويدعو الناقد الفني المصري رامي عبد الرازق إلى إدراك أن «التغيرات التي حدثت في السنوات الماضية تفرض ضرورة إعادة صياغة مفهوم «التطبيع الفني»، انطلاقاً من وجود الكثير من الأصوات داخل إسرائيل المناهضة لسياسات الحكومة والتي تدعم الموقف الفلسطيني بوضوح».
ويدعو إلى إعادة النظر في الرؤية القديمة التي تقتصر على اعتبار التطبيع مجرد وجود أي مشارك إسرائيلي في صناعة الفيلم، بالتالي يُمنع عرضه في أي فعالية سينمائية. وأضاف أن «هناك أعمالاً جيدة للغاية لصنّاع سينما يحملون الجنسية الإسرائيلية، ثم حصلوا لاحقاً على جنسيات أوروبية، لكن أعمالهم تُمنع أيضاً، رغم دعمهم للمواقف الفلسطينية، على غرار المخرج إيال سيفان، الذي قدّم أعمالاً داعمة للفلسطينيين».
ويعتبر رامي عبد الرازق أن فوز «لا أرض أخرى» بـ«الأوسكار» أمر يستحق أن يعيد إحياء النقاش حول هذه النوعية من الأفلام، والدعوة إلى تحديث المصطلحات، بدلاً من اقتصارها على نظرة «ضيقة»، وفق قوله.
فيما يؤكد عصام زكريا تفهمه مخاوف المتمسكين بقرار رفض «التطبيع الفني»، باعتبار أن «إعادة النظر في القرار ستفتح الباب أمام وجود «درجات رمادية» يمكن استغلالها مستقبلاً، ولكن الأمر يتطلب إعادة نظر من النقابات الفنية في القرار».
يقودنا تقييمنا للعمل الفني من حيث تضامنه مع القضية الفلسطينية، إلى البحث في شخصيات المشاركين الإسرائيليين في العمل، ومن تصريحاتهم، مع أن تقييم العمل هو الأصل.
في التصريحات بعد الفوز بالأوسكار، انتقد المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام أثناء تسلمه جائزة الأوسكار سياسة اسرائيل، كما تحدث عن التهديدات التي تلقاها من حكومته بسبب تعاونه مع الفلسطينيين، وتوثيق جرائم المستوطنين، وقوات الاحتلال واصفاً أن ما يحدث في غزة انتهاك للحقوق الإنسانية، كما تحدث عن معاناة زميله الفلسطيني من الفصل العنصري، وقد خاطر بالاعتقال لتوثيق تدمير مسافر يطا، وقال: «عندما أنظر إلى باسل أرى فيه شقيقي لكننا غير متساوين. نعيش في نظام، حيث أنا حرّ تحت قانون مدني، فيما يعيش هو في ظل قانون عسكري يدمّر حياة الناس». كل ذلك إيجابي، لكنه أدان هجوم السابع من أكتوبر ورأى فيه جريمة وحشية، ناكراً على الشعب الفلسطيني حقه في مقاومة الاحتلال.



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمام اجتماعين استثنائيين عربي ثم إسلامي
- شروط وضغوط لأجل المرحلة الثانية
- أناشيد الطابور الصباحي في المدارس الفلسطينية
- تمديد الهدنة أم تعطيل وتصعيد؟.
- السياسة الأميركية ما بين حربين «أوكرانيا – غزة»
- العرب في مواجهة تهديد أمنهم القومي
- هدنة هشة وخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار
- ريفيرا فلسطين
- تصريحات عجيبة في لقاء ترامب ونتنياهو
- بين رأيين في حرب 7 أكتوبر
- مقترح ترامب للتطهير العرقي
- العودة شمالاً تهزم خطة الجنرالات
- المسافة الفاصلة بين «السور الواقي» و«السور الحديدي»
- اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار
- مسألة «التحالف الدفاعي» بين واشنطن وتل أبيب
- سقوط العقيدة العسكرية الإسرائيلية
- «الأنظمة العربية وسياسات الفصائل الفلسطينية»
- نكبة مشفى كمال عدوان
- مظاهر الفشل الأمريكي الإسرائيلي الغربي في اليمن
- سوريا، والمرحلة الانتقالية


المزيد.....




- ترامب يوجه ضربة قوية جديدة لزيلينسكي خلال أقل من 24 ساعة
- جهاز الخدمة السرية الأمريكي يطلق النار على رجل مسلح قرب البي ...
- سوريا: هل تعرقل أحداث الساحل الدموية مسيرة المرحلة الانتقالي ...
- في الثامن من آذار.. حفل بهيج في كوبنهاكن
- تطورات -صادمة- في الساحل السوري ومطالب دولية بحماية المدنيين ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن عن خطط لاستقدام عمال من سوريا
- -عد أيها الملك وأنقذ البلاد-.. استقبال حاشد لملك نيبال المعز ...
- الجيش الروسي يدمر رتلا تابعا للقوات الأوكرانية الهاربة من كو ...
- البيت الروسي في بيروت يحتفل بيوم المرأة
- الخارجية الأمريكية تعلق على أحداث الساحل السوري الدامية وتدع ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - «التطبيع الفني» وفيلم «لا أرض أخرى»