أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نجاح محمد علي - المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية














المزيد.....


المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 14:18
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في ظل صمت دولي مريب وتجاهل إعلامي لافت، تتكشف مأساة إنسانية جديدة في سوريا، حيث يتعرض العلويون لموجة من العنف والإعدامات الميدانية على يد قوات النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني. هذه الأحداث المروعة تأتي في وقت حساس، حيث شهر رمضان المبارك، مما يزيد من وطأة المعاناة ويثير تساؤلات حول القيم الإنسانية والأخلاقية.

وفقًا لتقارير حقوقية، شهدت الأيام الأخيرة ارتكاب جرائم مروعة ضد المدنيين العلويين في مناطق الساحل السوري. فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن السورية قامت بإعدام 162 مدنيًا علويًا، بينهم نساء وأطفال، في خمس مجازر منفصلة في المنطقة الساحلية. هذه الإعدامات الميدانية، التي تمت بإجراءات موجزة على يد عناصر تابعين لوزارتي الدفاع والداخلية، ترفع العدد الإجمالي للضحايا إلى أكثر من 250 شخصًا منذ اندلاع أعمال القتل الجماعي العلنية . وهذا الرقم في تزايد.

تحول الجولاني من زعيم جهادي إلى سياسي
من المفارقات المؤلمة أن هذه الجرائم تأتي تحت قيادة أحمد الشرع، الذي سعى في الفترة الأخيرة إلى تجديد صورته وتحويل نفسه من زعيم جهادي إلى سياسي معارض. فقد تخلى عن اسمه الحربي "الجولاني" واستخدم اسمه الجديد في البيانات الرسمية، في محاولة لإعادة تشكيل صورته أمام المجتمع الدولي. لكن يبدو أن هذا التحول الظاهري لم يغير من جوهر ممارساته القمعية، وحقيقته التكفيرية.

ما يثير الاستغراب هو الصمت المطبق من قبل العالم الغربي والعديد من الدول العربية التي ساندت التغيير الذي حصل في ديسمبر 2024. هذا الصمت يثير تساؤلات حول مصداقية الخطاب الدولي حول حقوق الإنسان وحماية الأقليات.

فبينما كانت هذه الدول تتحدث عن ضرورة التغيير في سوريا باسم الحرية والديمقراطية، نجدها اليوم تغض الطرف عن جرائم ترتكب بحق مدنيين أبرياء.

إن استمرار هذه الجرائم ينذر بمستقبل مظلم لسوريا، وهو مستقبل تتحمل مسؤوليته بشكل كبير تركيا والدول التي أشعلت هذه الحرب المدمرة العبثية منذ عام 2011. فقد ساهمت هذه الدول في تأجيج الصراع وتغذية التطرف، مدفوعة بأهداف اقتصادية وجيوسياسية، بما في ذلك السيطرة على مسارات أنابيب الغاز في المنطقة.

نعم، لا يمكن فصل ما يحدث في سوريا عن المصالح الاقتصادية الكبرى في المنطقة. فمشروع أنبوب الغاز الذي كان مخططًا له أن يمر عبر سوريا كان أحد الأسباب الرئيسية وراء الرغبة في إسقاط النظام السوري السابق. هذا المشروع، الذي كان من شأنه أن يربط حقول الغاز في المنطقة الخليجية بأوروبا عبر سوريا، كان يمثل تهديدًا للمصالح الروسية في سوق الطاقة الأوروبية.

و في خضم هذه الأحداث المأساوية، يبرز تجاهل لافت للنظر لقضية الاحتلال الصهيوني وتمدده في الأراضي السورية. فبينما يتركز عنف النظام السياسي الجديد على الاقليات الداخلية وتستمر الجرائم المرتكبة ضد العلويين، تواصل قوات الإحتلال الصهيوني توسيع نفوذها في المناطق السورية دون رادع أو محاسبة دولية.

إن ما يحدث اليوم في سوريا من جرائم ضد العلويين يمثل كارثة إنسانية بكل المقاييس. فهذه الممارسات لا تهدد فقط حياة الأبرياء، بل تهدد أيضًا النسيج الاجتماعي السوري بأكمله وتنذر بتفكك الدولة وانهيار مفهوم المواطنة، ناهيك عن تداعياتها الاقليمية على المنطقة عموماً.

و في ضوء هذه الأحداث المروعة، يتوجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لوقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها. كما يجب على الدول العربية والغربية التي ساندت التغيير في سوريا أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية وتضغط من أجل وقف العنف وحماية المدنيين.

إن المأساة التي يعيشها العلويون في سوريا اليوم هي جزء من مأساة أكبر تعيشها سوريا منذ سنوات. وما لم يتم التحرك بشكل جاد وفعال لوقف دوامة القتل الطائفي وحماية جميع المكونات السورية، فإن مستقبل البلاد سيظل رهينة للصراعات والانتقام. إن السلام والاستقرار في سوريا لن يتحققا إلا من خلال العدالة الشاملة واحترام حقوق جميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش الصهيوني يخطط لعمليات اغتيال مركزة: استراتيجية جديدة ل ...
- العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في ظل العملية العسكري ...
- وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي
- المتغطي بالأمريكان عريان: المثال الأوكراني نموذجًا
- أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟
- زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم ...
- صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعا ...
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!
- اتفاقية عدم اعتداء سعودية ايرانية مطلوبة قبل إعلان التطبيع م ...
- شرق أوسط جديد ..فقاعة بايدن الانتخابية !
- كركوك مدينة القوميات المتآخية تبحث عن هوية
- سوريا أزمة تلد أزمات
- الوجود الأمريكي في العراق وسوريا : ما الذي تغير؟
- رئيس باكستان يحل البرلمان تمهيدا للانتخابات..و لكن !
- قانون تجريم التطبيع .. لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظي ...


المزيد.....




- بعد أحداث الساحل السوري.. رامي مخلوف يهاجم الأسد و-الفرقة ال ...
- محلل سياسي يتحدث لـCNN عن فرص التوافق باجتماع دول جوار سوريا ...
- بعد تهديدات ترامب.. وزير الطاقة الإسرائيلي يأمر بقطع الكهربا ...
- باريس تضخ 195 مليون يورو إضافية لدعم أوكرانيا من الأصول الر ...
- -بلومبرغ-: أوروبا تواجه عقبات غير متوقعة لتعزيز دفاعها
- نائب رئيس وزراء بيلاروس والوفد المرافق في بنغازي لبحث تعزيز ...
- وزير خارجية الأردن: أمن سوريا واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن ...
- سوريا.. العثور على مقبرة جماعية تضم عناصر أمن وشرطة قرب القر ...
- ترامب: الوقت -ينفد- أمام إيران من أجل التفاوض حول الاتفاق ال ...
- مصر.. بيان للداخلية حول انتشار فيديو لاستيلاء الشرطة على دار ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نجاح محمد علي - المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية