أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطيه الدماطى - يفعلها المجرمون ويرمى بها الأبرياء















المزيد.....


يفعلها المجرمون ويرمى بها الأبرياء


عطيه الدماطى

الحوار المتمدن-العدد: 8274 - 2025 / 3 / 7 - 16:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأخطاء الشائعة فى حياتنا :
أننا عندما يرتكب البعض جريمة والمقصود ذنب نتركه ونتهم غيره وفى الغالب فى هذا الزمان :
رمى الأبوين بأنهما لم يحسنا تربية المجرم
نجد فى هذا الأسبوع الرمضانى منشور منتشر يقول :
مفيش مبرر يخليك ترمي صاروخ ع بنت ف الشارع غير ان امك معرفتش تربيك وابوك معرفش يطلعك راجل
بالطبع المنشور ترك المجرم وأن الجريمة فردية كما قال سبحانه :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى "
واتهم الأبوين بجريمة قد لا يكونا ارتكباها وهى عدم التربية فالآباء والأمهات يربون وبعض الأبناء يكفرون بتربيتهم
وهذا موجود فى كتاب الله فى أمثلة منها :
ابن نوح (ص) رباه والده ومع هذا كفر وارتكب الذنوب كغيره وفيه قال سبحانه :
"وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ"
أبن الأبوين المسلمين الذى قتله العبد الصالح(ص) لأنه كان فى بداية تعذيبهم على كفرهم وهو الغلام والمقصود الرجل المقتول الذى اعترض موسى(ص) على قتله وفيه قال سبحانه :
"وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)"
الولد الذى كفر رغم تربية والديه له على الإسلام وفيه قال سبحانه :
"وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"
بالطبع حكاية اتهام الغير بجريمة لم يرتكبها قديمة وقد زادها الضالون المضلون باختراع روايات مثل :
اتهام البرىء وهو ولد الزنى بالكفر حيث أنه لا يدخل الجنة ومن ذلك ما نسبوه إلى النبى(ص) :
"ولد الزنا شر الثلاثة "
وأيضا:
" لا يدخل الجنة ولد زنية "
والمصيبة أيضا أنهم أدخلوه فى العهد القديم الذى يسمونه التوراة بالغلط وما هى بالتوراة حيث يعلن العهد القديم أن ولد الزنا وبعده عشر أجيال من أولاده وأحفاده ليسوا من جماعة الله يعنى كفرة وهو قوله :
"لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ." (سفر التثنية 23: 2)
وهو إصرار عجيب من الضالين المضلين على اتهام البرىء وترك المحرم ومن ثم لا تجد فى تلك المواضع من الروايات والحكايات أحد يتهم المتهمين الأصليين بالجريمة وهى :
الزنى وأنهما المجرمان بالفعل وليس ولدهما
بل المصيبة أن الزانيين يدخلان الجنة بينما يحرم البرىء وهو ولد الزنى منها كما فى الرواية التى تقول :
"ما مِن عَبْدٍ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ علَى ذلكَ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ قُلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ قُلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ قُلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ علَى رَغْمِ أنْفِ أبِي ذَرٍّ وكانَ أبو ذَرٍّ إذَا حَدَّثَ بهذا قالَ: وإنْ رَغِمَ أنْفُ أبِي ذَرٍّ"
والرواية تعارض كتاب الله فى أن فرعون قال لا إله إلا الله ومع هذا دخل النار كما قال سبحانه :
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ"
هذا المقال الغرض منه :
بيان حقيقة أن الكثير من كلامنا فى حياتنا عندما نتهم الآباء والأمهات بعدم تربية أبناءهم عندما يرتكب الأبناء الأخطاء والسيئات هو :
كذب
ونجد المثال الشهير الذى انخدع به المجتمع حتى النبى(ص) نفسه هم أن يضلوه به هو :
أن المجرم الذى قام بالجريمة اتهم بريئا من الكفار بالجريمة وصدقه النبى(ص) والمسلمين وجادلوا والمقصود دافعوا عنه واتهموا البرىء الذى أخبرهم الله ببراءته وأن من اتهمه هو المجرم
وفى المعنى قال سبحانه :
"وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ"
وهذه الحكاية هى تطبيق لقولهم :
رمتنى بدائها وانسلت
وحكاية هذا المثل:
أن رجلًا من العرب اسمه سعد بن زيد بن مناة ، تزوج امرأة فائقة الجمال تدعى رهم بنت الخزرج بن تيم الله بن رفيدة بن كلب بن وبرة على ضرائر لها، وأنجبت له ولد سماه مالك بن سعد وكانت ضرائرها يغرن منها فيشتمنها بالقول "يا عفلاء" والعفل هو عيب بجسم المرأة التي حملت ووضعت فكانت رهم تبكي وتشتكي إلى أمها أمر شتمها ، فنصحتها أمها أن تتههم بنفس التهمة عندما يشتمنها فانتظرت رهم حتى تشاجرت معها واحدة منهن فقالت لها : "يا عفلاء" ، فضحكت ضرتها وقالت "رمتني بدائها وانسلت" والمقصود اتهمتنى بعيبها وتبرأت منه
والمثل الذى ينطبق عليه عنوان الموضوع هو :
سايبين الحمار وشدوا فى البردعة
فنحن تركنا المجرم وماسكين فى الأبرياء
يا ليت كل واحد منا يتهم من قام بالفعل ويترك الأبرياء الذين لم يرتكبوا الفعل



#عطيه_الدماطى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة لكتاب فضائل شهر رجب
- فرط الحركة أم فرط الاعتداء؟
- الديمقراطية وأشباهها
- الانقاذ من الموت
- مراجعة لكتاب أساليب نبوية في التربية والتعليم
- قصة العجل فى القرآن والعهد القديم اختلافات كبرى
- البنايات العجائبية
- الجوائز
- الوراثة والبيئة وأكذوبة علم النفس
- تحرى الأخيار لصحة أو بطلان الأخبار
- المعية الإلهية فى النجوى
- خواطر حول سورة الأعراب البهائية
- مصادم الهيدرونات
- السفر عبر الزمن
- إلى أى مدى تبلغ قساوة القلوب ؟
- مراجعة كتاب المتراس في علاج أوجاع الرأس
- كذبة إبريل
- المشترك اللفظى والكوارث
- قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا
- إضاءات حول أحكام الرؤى والأحلام


المزيد.....




- الفصائل المسلحة بسوريا توسع مجازرها الطائفية وتوقف الاتصالات ...
- غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
- تحقيق: حملة إلكترونية تتذرع بالطائفية لترويج تدخل إسرائيل في ...
- مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى
- الفاتيكان يكشف عن أحدث التطورات الصحية للبابا فرنسيس
- عائلة الباشا المقدسية حافظت على كنيس يهودي فكانت المكافأة طر ...
- فيديو كلمة الشرع من المسجد حول الأحداث في سوريا
- خديعة جديدة.. ما وراء سماح إسرائيل بالصلاة في المسجد الأقصى ...
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .. تكشف عن موعد عيد الفطر 20 ...
- أحصل على ثواب مضاعف “موقع تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 20 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطيه الدماطى - يفعلها المجرمون ويرمى بها الأبرياء