|
ترامب يقوم بهجوم كاسح على العمال الامريكان
جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 22:53
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
منذ توليه سدة الحكم لولاية ثانية يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإتخاذ خطوات بل ضربات في جميع المجالات ،دولياً ، اقتصادياً وسياسياً ،تُثير القلق على الصعيد السياسي الدولي ، كما تُثير القلق على الصعيد الداخلي الأمريكي ، خاصة وأنه يقوم بتوجيه الضربات لمختلف العاملين والموظفين ، خارقاً أسس علاقات العمل وقوانين العمل واتفاقيات العمل ، ويستمد ترامب هذه القوة من حليفه الرأسمالي ايلون ماسك ، الذي يعرف عنه معاداته للعمال والنقابات التي نجح قاداتها في كسر عنفوانه المعادي للعمال من خلال تنظيم اضرابات في شركاته حتى تمكنوا من الحصول على مطالبهم العادلة ، وقد كتب أحد الخبراء بهذا الخصوص ، أي مصدر اتخاذ ترامب وماسك قراراتهم المعادية للعمال التالي:”لقد اختار ترامب شخصية مناسبة لتقويض حقوق العمال عندما عين إيلون ماسك رئيسا لما يسمى بإدارة كفاءة الحكومة. كان ماسك، أغنى رجل في العالم وأكبر مساهم في حملة ترامب، معروفا بمعاداته الشديدة للعمال، وقد اشتبك مرارا وتكرارا مع العمال في الشركات العملاقة التي يملكها، من بينها تيسلا، وسبيس إكس، وإكس (تويتر سابقا). والواقع أنه بحلول يناير/كانون الثاني 2025، كان لدى مجلس العلاقات العمالية الوطني 24 تحقيقا مفتوحا في انتهاكات قانون العمل من قبل هذه الشركات الثلاث، بما في ذلك المراقبة المزعومة للموظفين في تويتر والتدخل في تنظيم النقابات في تيسلا. وفي المقابل، بعد يوم واحد من اتهام مجلس العلاقات العمالية الوطني لشركة سبيس إكس التابعة لماسك بالانتقام من العمال الذين تجرأوا على انتقاد ممارساته في التوظيف، رفعت سبيس إكس دعوى قضائية لإعلان مجلس العلاقات العمالية الوطني، الذي أنشأه الكونجرس في عام 1935، غير دستوري وإنهائه”. خطوات ترامب بخصوص الغاء مؤسسات تشغيلية فيدرالية مختلف التي كانت نتيجتها فصل آلاف العاملات والعمال بدون أية حقوق ،وهناك من وصف قرارت ترامب هذه بأنه قام : " بطرد جماعي للعمال الفيدراليين، وألغى العقود مع النقابات العمالية، وشل أنشطة مجلس العلاقات العمالية الوطني، وهي وكالة فيدرالية أنشئت لضمان حق العمال الأميركيين في التمثيل النقابي، وشن هجمات مدمرة على لجنة تكافؤ فرص العمل، وهي وكالة فيدرالية أخرى أنشئت لحماية حقوق العمال. وبما أن هذه القيود وغيرها على حقوق العمال حدثت جميعها خلال الشهر الأول من إدارة ترامب، فمن المرجح أن يتبعها المزيد خلال فترة ولايته في منصبه”.عملية الطرد الجماعي للموظفين والعمال وفق تقديرات بعض الخبراء شملت 200 الف عامل في الحكومة الفيدرالية ، خاصة من العاملين في التعليم والصحة وغيرها من الوزارات الفيدرالية ، لذلك هب هؤلاء العمال ونقاباتهم مثل نقابة التعليم ونقابة العاملين في الخدمات ومنها الخدمات الصحية وغيرها لتنظيم التظاهرات والإعتصامات امام البيت الأبيض ،والتي تتواصل دون إنقطاع حتى يومنا هذا ،للمطالبة بالغاء قرارات ترامب وحليفه ماسك، الذي كان من أكبر الممولين لحملته الإنتخابية والتي دفع ثمنها تسليمه وزارة ومنحه صلاحيات تتعدى المبنى التنظيمي للحكم الفيدرالي الأمريكي، ومنها الإعتداء على العمال وحقوقهم بل وقطع لقمة عيشهم ما بين يوم وليلة وقيامه بالدوس على قوانين علاقات العمل بقيام إدارة ترامب بشن "هجوما مدمرا على وكالة فيدرالية أخرى أنشئت لحماية حقوق العمال، وهي لجنة تكافؤ فرص العمل. وقد تأسست هذه اللجنة بموجب قانون الحقوق المدنية لعام 1964 لمنع التمييز في مكان العمل، لكنها فقدت أيضا القدرة على مواصلة عملياتها عندما طرد ترامب بسرعة اثنين من مفوضيها”.
الرد العمالي هو المزيد من الوحدة في تاريخ الحركة النقابية الأمريكية عرفنا بعض الإنقسامات من جهة وسرعان ما عادت هذه النقابات الى الإتحاد من جهة اخرى ،مثلاً عندما جرى تأسيس اتحاد النقابات العالمي في العام 1945 ، حدث انقسام ما بين المنظمة النقابية "الإتحاد الأمريكي للعمل" و"مؤتمر المنظمات الصناعية" الذي تنظم فيه عمال الصناعة الامريكية ، لكن سرعان ما عرف قادتهما أن قضية الوحدة العمالية هي ضرورة خاصة في دولة رأسمالية فأعادوا الوحدة النقابية بينهما وهي ما زالت قايمة حتى يومنا هذا وتضم حوالي 13 مليون عاملة وعامل منظمين نقابياً ، وبرأينا سيكون لهم دور هام في مواجهة ترامب وحليفه أيلون ماسك ، ومن خلال متابعتنا لما يجري هناك فالمظاهرات التي تنظمها الحركة النقابية لا تتوقف ، ليس فقط بخصوص الفصل من العمل بل وضد مجمل السياسة التي يقوم بها ترامب بخصوص فرض الضرائب والجمارك التي من يدفع ثمنها العمال خاصة.
اتحاد عمال الخدمات : الوحدة قوة كما ذكرنا سابقاً واجهت الحركة النقابية الأمريكية عدة إنقسامات ،وكان آخرها الأنقسام الذي قام به اتحاد نقابات عمال الخدمات ، والذي يضم 2 مليون عضو منظم فيه ،لقد حدث هذا الإنقسام قبل حوالي 20 عاماً أي في العام 2005 ، عندما اتهم قادة اتحاد عمال الخدمات قادة الاتحاد الأمريكي للعمل و-مؤتمر المنظمات الصناعية بأنه لا يقوم بخطوات كافية لتنظيم العمال نقابياً في الولايات المتحدة ، وعندما انشق هذا الإتحاد كان عدد العمال المنظمين فيه أقل من العدد الذي بلغه اليوم بكثير ،أي أن خطوته هذه دفعته الى العمل على تنظيم عمال الخدمات في مختلف المرافق التشغيلية ليصل العدد اليوم الى 2 مليون عاملة وعامل منظمين في هذا الإتحاد. بعد إعلان ترامب عن هجماته المذكورة على العمال والنقابات ، بدأ الجانبات بإجراء محادثات مكثفة أدت الى التوصل الى إتفاق بتوحيد الحركة النقابية ما بين "الاتحاد الأمريكي للعمل -مؤتمر المنظمات الصناعية" و "اتحاد عمال الخدمات" وبذلك أصبحت الحركة النقابية الأمريكية تضم اكثر من 15 مليون عاملة وعامل منظمين ، إضافة الى ذلك تجري حملة فيدرالية لتنظيم الكثير من أماكن العمل نقابياً ، وقد لاحظنا ذلك في البيان التلخيصي الأخير الصادر عن الاتحاد الأمريكي للعمل-مؤتمر المنظمات الصناعية، والذي شمل تنظيم عدد من اماكن العمل وتوقيع اتفاقيات جماعية. بالتأكيد سوف تُشكل هذه الوحدة النقابية قوة نضالية لإسقاط سياسة ترامب – ماسك المعادية للعمال والنقابات وهذا ما أكدته النقابية ليز شولر الأمين العام للاتحاد النقابي الموحد ، بتأكيدها أن الحركة النقابية الأمريكية هي القوة التنظيمية على الصعيد الفيدرالي والتي تستطيع تعبئة وتنظيم نضالات عامة ضد سياسة ترامب هذه. وقد لفت نظرنا شعار رفعه العمال خلال مظاهرتهم هذا الأسبوع أمام البيت الأبيض بواشنطن ضد سياسة ترامب العدائية فقد تطرق هذا الشعار الى قضية فرض الجمارك وطرد العمال المهاجرين، بل أممية هذا الشعار الذي يدعو أيضاً للنضال النقابي العالمي ونصه كالتالي: ”لقد أظهر التاريخ أنه عندما يتم تحريض العمال ضد بعضهم البعض، نخسر جميعًا. الرسوم الجمركية لا توقف جشع الشركات - إنها فقط تحول العبء على المستهلكين. عمليات الترحيل لا تحمي الوظائف - فهي تمزق الأسر ويسهل على الشركات استغلال العمالة غير المسجلة. الإجابة الحقيقية؟ التضامن الدولي. العمال الذين ينظمون معا عبر الحدود هو السبيل الوحيد لمحاربة الاستغلال، والمطالبة بأجور عادلة، ومحاسبة الشركات. نحن أقوى عندما نقف متحدين”. نعم نحن العمال أقوى عندما نقف موحدين في نضالنا ضد قوى رأس المال، كلنا ثقة بان الوحدة العمالية ستكون حجر الزاوية في إسقاط هجوم ترامب على العمال في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو اختار ترامب شخصية "لتقويض حقوق العمال عندما عين إيلون ماسك رئيسا لما يسمى بإدارة كفاءة الحكومة”.
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجموعة العشرين العمالية تتخذ قرارات هامة في اجتماعها بجنوب أ
...
-
يوم العدالة الاجتماعية ، هل توجد عولمة عادلة؟
-
العمال يريدون إعادة الإعمار وليس الترحيل
-
ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للنقابات العمالية
-
-حياة الماعز- والمؤتمر الدولي لسوق العمل
-
حوادث العمل في فرع البناء تكلف الإقتصاد المحلي 15 مليار شيكل
...
-
الاستغلال الرأسمالي ، ما بين دافوس والسودان
-
من تاريخ الحركة النقابية العربية الفلسطينية - فلسطين كانت ال
...
-
تقرير الأجور العالمي ، واحداً من كل ثلاثة عمال هو عامل غير
...
-
الرياضيون عمال
-
طريق الوحدة والنضال النقابي , طريق تحقيق المطالب العادلة
-
الشباب ما بين العمل والتعليم وفقدان التدريب
-
المؤتمر العاشر للاتحاد الدولي للمعلمين .. هموم وتحديات
-
اعادة الوحدة النقابية الفلسطينية ضرورة المرحلة
-
حرية الصحافة وصمت الغالبية الكبرى للصحفيين في اسرائيل
-
في ذكرى ثورة 23 يوليو المصرية ،جمال عبد الناصر والحركة النقا
...
-
مصر أزمة نقابية وتراشق الاتهامات تغيير وزاري يؤدي الى خلافات
...
-
في الذكرى ال 75 لرحيله: -شاعر القطرين- خليل مطران هو شاعر -ك
...
-
الذكرى الخامسة لاتفاقية منع التحرش والعنف في العمل
-
مؤشر حقوق العمال العالمي الصادر عن الإتحاد الدولي للنقابات ا
...
المزيد.....
-
رسميًا “وزارة المالية تكشف عن حقيقة تبكير رواتب الموظفين لشه
...
-
إضراب تحذيري في المستشفيات ومرافق الرعاية في ألمانيا
-
21.4% معدل البطالة خلال عام 2024
-
عدد أقل من العمال الوافدين غير المقيمين في السويد
-
فرنسا: إضراب مئات الأطباء غير الأوروبيين عن الطعام احتجاجًا
...
-
اتحاد نقابات العمال ينتقد قرار -النواب- بالموافقة على المادة
...
-
WFTU Presidential Council Resolution of solidarity with the
...
-
قرار المجلس الرئاسي لاتحاد النقابات العالمي بالتضامن مع شعب
...
-
ماسك: عدد بطاقات الائتمان بقيمة 10 آلاف دولار في الوكالات ال
...
-
إحداها مادة لها آثار وخيمة على سوق العمل.. -النواب- يُقر خمس
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|