أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عارف معروف - هل أتاكَ حديثُ النقابات والاتحادات ؟!














المزيد.....


هل أتاكَ حديثُ النقابات والاتحادات ؟!


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 22:51
المحور: المجتمع المدني
    


هل أتاكَ حديثُ النقابات والاتحادات ؟!

بفعل غياب الديمقراطية لم يعرف العراق حياة وممارسة نقابية حقيقة ، خلال عقود طويلة ، خلا فترات قصيرة ولمحات عابرة . كانت فيها تلك النقابات والاتحادات مسرحا لتنافس حزبي شرس ليس بهدف خدمة اعضاءها وضمان حقوقهم القانونية المشروعة وحرياتهم وتطوير قدراتهم ، كما كانت تنص معظم انظمتها الداخلية وبياناتها التأسيسية ، وانما لخدمة مظاهر القوة اوالسيطرة الحزبية في عراق عرف بتنافس او بالاحرى تناحر شديد ، على هذا الصعيد ، لم يخرج منه الاّ من سيء الى اسوء ، للأسف الشديد !
وغب تسلط النظام البعثي عقب 1968 تحولت هذه النقابات والاتحادات الى " واجهات " للعمل الحزبي المحض ، واحتكرت ، تدريجيا ، او اختُزلت الى مجرد منظمات حزبية تابعة للحزب الحاكم لتتحول لاحقا الى مكاتب امنية قد يعتقل فيها الاعضاء وتنصب لهم الكمائن ليسلموا الى اجهزة التعذيب بل وربما مارس البعض التعذيب ، بالفعل ، في اقبيتها ، كما تحدثنا تجارب البعض !
لكن النظام البعثي اهتم بتمويل هذه المنظمات والنقابات ، التي عدّها سندا قويا لمسعاه في السيطرة على المجتمع واستعباده ، فلم تتوقف وارداتها عند اشتراكات اعضاءها او تحصيلها لرسوم معينة نصت عليها قوانينها ، وانما " اقطع " لبعضها الاملاك واوقف لها موارد مهمة للدخل اعتاشت عليها وعاش افراد مجالسها الادارية ورئاساتها في بحبوحة نسبية رغم انها كانت خاضعة ماليا للتدقيق والمساءلة من قبل الاجهزة المالية المختصة فلم يكن ممكنا لهذه الادارات والمجالس ان تتصرف بهذه الماليات والعوائد كما تريد في ظل اجهزة رقابة مالية معروفة بصرامتها عهدذاك ...
لكن جائحة الفساد الكبرى التي شملت كل المفاصل تقريبا ، عقب 2003 لم تشمل هذه المنظمات فحسب بل وحولت بعضها الى حصون فساد وامبراطوريات مالية حقيقية استفاد منها واستغلها عدد من الرؤساء والهيئات الادارية التي " تخضرمت " في ادارتها وتمسكت بكراسيها خلال سنين طويلة وحققت عوائد شخصية فاحشة مستغلة و مستندة الى تخادمها مع قوى واحزاب " العملية السياسية " وحاجتها اليها كمراكز نفوذ واسناد والى علاقات الفساد التي انشأتها مع مراكز القوة والسلطة هنا وهناك ، من خلال :
1- استثمار مصادر الدخل غير المعروفة نسبيا من الموقوفات والاقطاعات التي جعلها النظام السابق لها .والتي جعلت اسرارها حكرا على تلك الهيئات والرئاسات دون ان تصرح بالكثير منها .
2- فعّلت وتفعل باستمرار مواد وفقرات في قوانينها الخاصة بما عظّم مواردها بشكل غير مسبوق مستغلة ضعف او انعدام الرقابة القانونية على ممارساتها هذه ..
3- بقية الموراد الاعتيادية الاخرى من اشتراكات ورسوم ، خصوصا وان هذه المصادر تعاضمت بفعل تنامي عضوية كل هذه النقابات والمنظمات عشرات وربما مئات المرات بفعل كثرة الخريجين غير المسبوقة في كل الاختصاصات بالنسبة للنقابات المهنية وكثرة الشركات والتجار والحرفيين وغيرهم بالنسبة لغيرها .
4- الهبات والمنح التي مصدرها الحكومة في احيان وجهات مانحة داخلية او خارجية في احيان اخرى ..
لذلك فليس غريبا ان يحتدم تكالب و صراع ضاري وبعيد عن كل قيمة مبدأية او نقابية بين الفاسدين على مقاعد رئاساتها وهيئاتها الادارية والذي قد يتجاوز العراك وتبادل الشتائم الى مستويات اخرى بفعل دسامة وثقل الفرائس ... اننا نلفت نظر الهيئات القضائية وقبلها جهاز الادعاء العام وهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية وكل من له علاقة في هذا الباب الى ضرورة ممارسة دورها البناء وواجبها ، الضروري والمهم ، في التدقيق والرقابة في هذا المجال لوضع الامور في نصابها الصحيح !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 شباط 1963.. بعض الأسئلة !
- هل هو النصر حقاً ، ام أنها الهزيمة ؟!
- انها ليست بطولة فقط .. بل تحد للمستحيل !
- 7 اكتوبر : عظمة الدرس !
- نعم ، كان - يداً - للطاغية ، لكنه كان - طيباً - معي !
- لماذا علينا ان نكره ايران ؟!
- هل يمكن - شطب - ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق ؟!
- هل كان خطاب السيد محبطاً حقا ؟
- مرة اخرى ..في رثاء الراحل كريم العراقي : من قتل الشاعر الفتى ...
- هل انت مع السوداني ام ضده ؟!
- - خدمة علم - في زمن تبجيل الماكييرة !
- عراق اليوم : هل بقي أمل ؟!
- عيد وطني لا يهم احدا ولا يعني احد !
- بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !
- عقد ال600 .... هل قتلوا احمد الجلبي ؟
- رأس جبل الجليد الهائل !.................(1)
- غيضٌ من فيض !
- قرار المحكمة الاتحادية وذيل الشيطان !
- ريّا ن !
- هل نحن شعب ميّت ؟!


المزيد.....




- أول تعليق لجنبلاط على اعتقال أشهر رجال استخبارات حافظ الأسد ...
- سوريا...اعتقال أبرز رئيس للمخابرات الجوية في عهد حافظ الأسد ...
- موريتانيا: السلطات تشن حملة اعتقالات وترحيل لمهاجرين غير نظا ...
- الحكومة المصرية تسهل شروط استيراد السيارات لذوي الاحتياجات ا ...
- متهم بمئات الاغتيالات.. اعتقال أبرز رئيس للمخابرات الجوية في ...
- استمرار التوتر بجنوب السودان واعتقال وزير آخر
- رسالة مفتوحة إلى ترامب من سجين في غوانتانامو
- رايتس ووتش: أطفال زامبيا يواجهون خطر التسمم بسبب شركات التعد ...
- كبار المسؤولين في نظام الأسد المتهمون بارتكاب جرائم حرب
- مصر.. أحكام بالإعدام والسجن في قضية -الدارك ويب- التي هزت ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عارف معروف - هل أتاكَ حديثُ النقابات والاتحادات ؟!