أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (78) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب














المزيد.....

في الدين والقيم والإنسان.. (78) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 12:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الدين والقيم والإنسان.. (78)
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن الذكر الحكيم، كونه كامل وشامل وتام، لا يحتاج لا إلى زيادة أو نقصان. بل يحتاج فقط، إلى تدبر دقيق مستمر، حسب تغير الزمان والمكان.

إن القرآن الكريم، رغم نزوله قبل حوالي 15 قرنا، لم يزل كأنه نزل اليوم. لذا فهو صالح لكل زمان ومكان. هذا هو سر معجزته الفريدة.

القرآن الكريم كلام الله الحي الرحمان الرحيم، موجه للأحياء لا للأموات. فما دامت الحياة مستمرة، فتجديد فهمه مستمر حسب معطيات كل عصر.

القول بتجديد فهم القرآن، لا يعني تجديد القرآن في حد ذاته، بل تجديد قراءته حسب السقف المعرفي لكل عصر. فما لله مطلق وما للبشر نسبي.

على الناس أن يقرؤوا القرآن بعيونهم، لا بعيون من سبقوهم. فلكل عصر أدواته المعرفية الخاصة، بها يستطيعون إيجاد حلول لشفرات كتاب الله.

ما دام القرآن الكريم، صالح لكل زمان ومكان، فلماذا يفرض على العصور اللاحقة، تفسير السلف الذي يناسب عصرهم لا عصر غيرهم؟؟

ليس الجهل هو سبب التخلف، بل استغلاله وتوظيفه هو سبب كل مشاكل الحياة. فالجهل أمر طبيعي، لكن يمكن التخلص منه بالمعرفة والعلم.

ليس من العيب أن يكون الإنسان جاهلا، لكن العيب كل العيب أن يظل جاهلا، دون القيام بمحاولة التغلب عليه. فالحياة لوحدها تعلمه وتكونه.

الجهل لا يعني الأمية في كل الحالات. لقد نجد متعلما جاهلا لأبسط الأشياء الضرورية في الحياة. فالجهل عار دوما، والعلم نور على الدوام.

ما يريده مشايخ الإسلام، هو جعل المجتمع في أي عصر كان، أن يبقى صورة طبق الأصل لمجتمع السلف العباسي. لأن النموذج الصالح هو عصرهم.

إن التعامل مع النص الإلهي الثابت المطلق الأبدي، يجب أن يكون بشريا إنسانيا، يقوده الأحياء حسب سقفهم المعرفي الجديد لا الأموات.

على النص الإلهي، أن يبقى مستمرا في الوجود، حتى تتفاعل معه كل المجتمعات المتعاقبة عبر الزمان والمكان، حسب تطور أدواتها المعرفية.

لقد ضاع كثير من الوقت في حفظ القرآن، دون فهم أو تدبر، إلا لدى عرب قريش، حيث نزل بلغتهم. اليوم يجب أن يكون فهمه وتدبره موازن لحفظه.

حفظ القرآن دون فهم وتدبر، مضر للقرآن وللدين معا. فمشكلة العالم العربي الإسلامي، هو توافق الجهل مع الأمية، ضد كل ما هو معرفي علمي.

إذا ما التقى الجهل مع الأمية في أمة من الأمم، وتحالفا على المضي قدما، فلا ينفعها أي دين كان، إن لم تكن تمتلك أدوات فهمه وتدبره.

الإمام البخاري أصلا، هو جامع وناقل للأحاديث الموجودة في عصره. حاول أن ينقحها من الشوائب، فلم يتمكن إلا من 1% من أصل 600 ألف حديث.

بعض الناس في عصر البخاري، بعد قرنين من موت رسول الله (ص)، كانوا يحفظون الأحاديث، ويروونها غالبا عن الأموات. فكيف نتأكد من صدقهم؟

لقد تم نقل الأحاديث عن النبي وعن الصحابة والتابعين، لحوالي قرنين من الزمن. لكن كيف يمكن الحفاظ على سلامتها وصحتها في هذه المدة؟

إن الدين يؤدي إلى العلم، والعلم هو الآخر يؤدي إلى الدين. فإذا لم يقوما بدورهما، فلا حاجة لنا بهما معا. لأن كليهما ضروريان للحياة.

الدين يحتاج إلى علم، والعلم يحتاج إلى دين. فلا دين بلا علم ولا علم بلا دين. بالعلم نعرف ما خلق الله. وبالدين نُقوم العلم ونُهذبه.

إنكار العلم يقتل الدين ويعزله عن العالم. وإنكار الدين يؤدي إلى طغيان العلم. فبالعلم نفهم الدين، وبالدين يتم توجيه العلم أخلاقيا.

إن أدلجة الدين وتسييسه، لتبرير سلطة الحكام والشخصيات الاعتبارية، جعل رجال الدين يُنزلون الله من السماء إلى الأرض، وشخصوه في البشر.

إن فقهاء الديانات السماوية الثلاثة، جعلوا لله شريكا في الأرض؛ اليهودية في عُزيْر، والمسيحية في يسوع، والإسلام في الوحي الثاني.

ما دام الدين موجه للناس، لا غرابة من تحريفه أو تشويهه، لأن الإنسان من طبعه، يعبر عن الجانب الإلهي فيه، يبحث عن إله في الأرض.

لقد استغل أهل الحديث والوحي الثاني، المسافة الزمنية مع موت محمد (ص)، ووظفوا علم الأنساب لتحديد السند. هكذا تم فرضه من غير نقاش.

لقد قام أهل الحديث، بنفس ما قام به أصحاب الإنجيل: فقالوا هم أيضا: قال الرسول، وقال الله. لأن قوله مقدس؛ " لا ينطق عن الهوى..".

هناك قضايا عولجت في القرآن، لم يعد لها وجود في الواقع. فلماذا لا نجد حلولا علمية لقضايا عالقة، كمراقبة هلال رمضان وتوحيد رؤيته؟

من القضايا التي لم يعد لها وجود في الواقع. كحد قطع اليد، وجلد مرتكب الزنا، والرق وملك اليمين والجزية.. لأنها لم تعد تساير الواقع.

يمكن إيجاد حلول لكل ما يتعلق بما هو اجتماعي قابل للتغيير والتطور، بالاجتهاد، يجمع بين الدين والواقع، من دون تزمت أو انفتاح مفرط.

ممارسة الفروض من شهادة وصلاة وزكاة وصوم وحج، تقتضي الاقتناع العقلي القلبي بوجوبها، والإيمان الصادق بها، لا التقليد فحسب.

غاية التدين السليم الصادق، ليس طمعا في الجنة أو نفاقا وتظاهرا بالعبادة، لغش الناس والنصب عليهم. بل للتصالح مع الذات والغير والله.

التدين فردي لا جماعي، رغم أن الصلاة تؤدى جماعة. فهو قائم على العلاقة المباشرة مع الله. لكن تأشيرة قبولها ونفاذها، هو العمل الصالح.

يُسأل الإنسان في الأمة العربية الإسلامية، فقط عن إسلامه وصلاته وصيامه وحجه، ولا يسأل عن أفعاله الخيرة، وأخلاقه الحميدة وإنسانيته.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدين والقيم والإنسان.. (77) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (76) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (75) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (74) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (73) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (72) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (71) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (70) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (69) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (68) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (67) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (66) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (65) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (64) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (63) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (62) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (61) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (60) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (59) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (58) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...


المزيد.....




- بعد وفاة البابا فرانسيس.. هذا ما سيحدث لاحقا في الفاتيكان لح ...
- مصر ترد على دعوات إسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى
- الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس
- البابا فرنسيس.. الأسقف الأرجنتيني الذي أحدث ثورة في الكنيسة ...
- أين سيدفن البابا فرنسيس حسب وصيته؟.. تفاصيل مجهولة عن مراسم ...
- البابا والحرب.. موقف بابا الفاتيكان من الأزمة الأوكرانية
- بالآلاف يعود الشباب الفرنسي إلى كنف الكنيسة.. وتحقيق من بنيا ...
- الفاتيكان يُعلن وفاة البابا فرانسيس بعد أيام منذ خروجه من ال ...
- وفاة البابا فرانسيس عن عمر ناهز 88 عامًا
- الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (78) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب