أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - نُص أشكنازي ؛ عارف الحسيني















المزيد.....


نُص أشكنازي ؛ عارف الحسيني


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 21:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


نص اشكنازي، عارف الحسيني، رواية تقع على متن 156 صفحة من القطع المتوسط، وهي من اصدارات دار الشروق للنشر والتوزيع سنة 2024 في عمان ورام الله.

رواية مقدسية بامتياز، كتبت بحس العارف والمعايش لتفاصيل القدس وتاريخها ويومياتها ونضالات ابنائها وما يرافق ذلك من هزائم وانكسارات وموقف عز ..

تدور احداث الرواية في القدس وتتمحور حول شخصية البطل المستوطن الصهيوني نصف الاشكنازي اتسفكيا، وهو مستوطن يهودي وعنصري جشع، طامع في المال والملك؛ فيتخذ الدين والزواج درجة في مآربه المريضة، يتزوج من رونيت ويتخذها هي ووالدها سلما للصعود والحصول على امتيازات عديدة، اهمها تملك بيت في القدس/حي الشيخ جراح تم الاستيلاء عليه من قبل الجمعيات الصهيونية بالتواطيء مع المحامي الاسرائيلي وكيل الاهالي...ويتم من خلال حوارات الرواية التعرف على كثير من عادات وتقاليد المجتمع الصهيوني ومصطلحاته وتعقيداته وامراضه المجتمعية والعنصرية..

وكذلك يتم التعرف على اكبر المشاكل التي تعاني منها البلدة القديمة واحيائها المختلفة مثل حي الشيخ جراح بالذات...وهذه المشكلة تمثلت في الاستيلاء على بيوت الفلسطينيين بطرق متعددة وملتوية بالترغيب تارة وبالترهيب تارة اخرى، وهذا ما ما يحدث في بيت رقية بموجب ادعائهم خرق قانون المستأجرين المحميين ص 42 فيمنح اتسفيكا وزوجته رونيت بعد ان منحتهم اياه جمعية الاستيطان الدينية الوطنية ص 61 .هذا البيت الذي تظهر فيه فيما بعد مغارة سرية مخبأة خلف الحائط والتي يتخذ منها المستوطن اتسفكيا وزوجاه مصدرا للدخل الجشع من خلال ابتداع الروايات وتزوير الحقائق حول ما هية المغارة وتاريخها وموجوداتها..

"كتبنا قصة طويلة عن المغارة، واخذنا التراخيص اللازمة بعد الترتيب والتنسيق مع سلطة الاثار لحبك القصة ومنحها الاثباتات التاريخية المتينة، اصبحت المغارة مزارا دينيا مهما في اورشليم، يأتي اليها المؤمنون "الحسيديم" للصلاة كل يوم، وخاصة في الاعياد، يتركون التبرعات السخية الفردية والجماعية، وينتظرون رضا الرب عن اعمالهم" ص 74.

ثم يستحضر الكاتب في ص 108 قصة استيلاء جديدة على منزل نبيه.. ويستحضر الكاتب مناقب نبيه وتاريخه ومسيرته هو وزوجته في سبيل منع الاستيلاء على بيتهم من قبل صهاينة مزورين وبحجج واوراق واهية ومزورة بشكل فاضح وبطرائق لا تمت للمجتمع المقدسي بصلة لا من قريب ولا من بعيد لكنه حكم القوي والمحتل سيد الموقفوالاهم في قصة نبيه وزوجته في دفاعهم عن منزلهم في مواجهة المصادرة والقانون الاسرائيلي هو حجم الصعوبات التي تواجههم من كل النواحي وانعدام امكانيات السلطة في مواجهة هذا الامر..لكن الكاتب لم يترك الامر لمهاوي الردى ولم يتركنا عرضة للاحباط وانعدام الامل؛ بل يطرح حلولا عدة تزرع الامل وتغذيه بالامل فنجده يقول في ص 141: " بعد كل هذه السنوات على النكبة والنكسة ، وبعد مرور النضال الفلسطيني بمراحل عديدة، لم تعد قيادة الصراع محصورة على مستوىالقيادات من كلا الطرفين، او بين فئات واضحة كجماعات لها افكار وتوجهات حزبية او تنظيمية في الجانب الفلسطيني، او حكومة وجيش فقط في الجانب الاسرائيلي..".

ويقول في ص 143:"مالم يحسب المحتلون حسابه، انه بمصادرتهم لاراضينا وبيوتنا، والاتيان بعائلاتهم ليسكنوا بجانبنا، ومع الاختلاط بالاعمال...أتقنا نحن الفلسطينيين لغتهم عنوة، وتعرفنا على طريقة حياتهم عن قرب، ومواعيد اكلهم ونومهم وشربهم، وحفظنا نحن العرب البسطاء ازقة حاراتهم وسكانها، وماضيهم وحاضرهم...بذلك اتخذ الصراع شكلا اجتماعيا شخصيا، ولم ينتبهوا الى تغير الحال، وخطر قُرب المُعتدي المتعالي على المُعتدى عليه الواعي، استمر المستوطنون بالتمادي غير آبهين بالخطر الذي يحدق بهم عندما يعرف المظلوم مواعيد نوم الظالم، وعدد ابنائه واسمائهم ومشاكلهم وطبيعة غلاقاتهم الاسرية ونقاط ضعفهم كبشر".

"وهذا ما حصل لاتسفيكا ورزنيت بعد ان قرروا ان يحتلوا بيت الخالة رقية، فلم يعد احد يخشاهم هم وامثالهم ممن سرقوا بيوت العرب في حي الشيخ جراح".

ويخلص الكاتب بوعي نتيجة هذه التجارب التي خاضها ابناء المدينة المقدسة الى ضمنه روايته عبر ص 146 بقوله: " ياحورية، بعد انهيار المنظومة الفصائلية، اصبحت مقاومة المحتل حالة شخصية وليست حالة جمعية، فهي تتاثر بالظروف العامة، علينا ان نبقي فكرة مقاومة الاحتلال فكرة حية في جميع المجالات التي يمكن لنا ان نحقق فيها انتصارات صغيرة هنا او هناك، ان تبقى القدس وفلسطين تسري في عروق الجميع..".

بطل الرواية إتسڤيكا المستوطن نصف الشرقي ونصف الغربي “الأشكينازي” ومن هنا جاء اسم الرواية واشتقه العارف بعتبات القدس وحكاويها عارف الحسيني .

وهذا المستوطن النُص اشكنازي هاجر أبوهُ من العراق الى فلسطين حين قامت الحركة الصهيونية بإحضار اليهود عبر البواخر من العراق إلى فلسطين إبّان النكبة، أمّا أُمُّهُ فهي من يهود بولندا الناجين من المحرقة “الهولوكوست”.

لعب الحظ والتوزيع غير العادل للجينات لصالحه، فكانت ملامحه غربيةٌ لأُمِّهِ، طولُهُ فارعٌ مع وجهٍ مُدَوَّرٍ أشقرَ مائلٍإلى الاحمرار، وعيناه بنيَّتين تميلان إلى العسلي،أما أطباعه وعقليته، فهي بلا شك جاءت من الجينات الشرقية التي ورثها عن أبيه، لكن إتسڤيكا لم يعترف حتى بينه وبين نفسه أنَّ له أيَّ أصولٍ عربية، وقد انحاز منذ طفولته إلى جذور أُمِّهِ البولندية، وأعلن نفسه أشكنازيًّا أصيلًا، كل ذلك كان تجسيدا حيا لسيرة اليهود الجشعين عبر التاريخ، والذين شكلوا عبئا اجتماعيا وثقافيا ودينيا على المجتمعات التي عاشوا فيها، والذين وجدوا[الاوربيون] ضالتهم بانشاء وطن قومي لليهود بفلسطين فرصتهم التاريخية للخلاص من اليهود وشرهم، وقد يكون ماورد في كتاب تاجر البندقية لويليام شكسبير خير تجسيد لشرهم الذي يطال كل الاخيار من كل الامم.

فتاجر البندقية أو تاجر فينيسيا هي إحدى أشهر مسرحيات الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، وقد حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، ومعاداة من قبل التوجه الرسمي لليهود بسبب شخصية شايلوك المثيرة للجدل، حيث تبدأ المسرحية مع تاجر شاب من إيطاليا يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال تجارته، لكنه يحتاج للمال الفوري من أجل صديقه الذي يحبه كثيراً، بسانيو، لأنه أراد التزوج من المرأة التي يحبها، بورشيا. وفي المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة والعزلة والرغبة في الانتقام.

صاحبنا الحسيني ابن المدينة المقدسة وسليل عائلتها النبيلة نجحةعبر صفحات روايته ان ينقلنا الى اجواء القدس بغير حالات الكرنفال التي اعتدنا، وبغير اخبارها البطولية التي تزين شاشات التلفاز، فصاحبنا يجعلنا واياه ننظر للقدس بعيون ابنائها الذين اثقلتهم سني الاحتلال وظلمه وجوره ومحاولاته المستمرة لتهويد القدس الارض والانسان والتاريخ.

صاحبنا في هذه الرواية وهو يستعرض اوجاع القدس كمصوراتي بارع؛ نجح بالتقاط اللحظة والمشكلة والتشخيص وطرح بعضا من الحلول على الملا...

كل هذا وكل ما جاء على لسان صاحبنا من تأوه وآه لحال القدس ما هو إلا تجسيد حي لقول الشاعر:
"مشيناها خُطى كُتِبت علينا
ومن كُتِبت عليه خُطى مشاها
ومن كانت مَنيّتهُ بأرضٍ
فليس يموت في أرضٍ سواها"



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماء القدس السابعة؛ اسامة العيسة
- هنا الوردة ؛ امجد ناصر
- سياج الغزالة ؛ ناصر رباح
- سافوي 28
- سافوي 27
- سلسلة اليوميات الفلسطينية
- الى فتح في عيد ميلادها 60
- الاعمال المقدسية الكاملة؛ عارف العارف
- في شباك العصافير؛ وليد الهودلي ]2[
- الفلسطينيون من حرب إلى حرب ؛ ايريك رولو
- امرأة الموساد، قصة موردخاي فعنونو ، بيتر هونام
- سافوي 26
- رشاد ابو شاور؛ سيرة من الزمن الفدائي الجميل
- تحت ظل الخيمة
- سافوي 25
- سافوي 24
- #دروس_وتجارب؛ فتح وجدت لتبقى ولتنتصر..
- دروس وتجارب ثورية؛ -فتح مرت من هنا-
- دروس وتجارب ثورية؛ نحن والآخر وأدوات التغيير
- في شباك العصافير؛ وليد الهودلي


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يقر نظام رقابة آليا على حدوده الخارجية بديل ...
- إسرائيل تريد إبقاء القواعد الروسية في سوريا
- روبيو: النزاع في أوكرانيا هو حرب بالوكالة بين الولايات المتح ...
- تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا يُفاقِم الصراعا ...
- السيناتور غراهام: زيلينسكي كان جيدا في الحرب لكنه يحتاج إلى ...
- روبيو يحذر -حماس-: خذوا تهديدات ترامب على محمل الجد
- كوريا الجنوبية.. إصابة مدنيين وتدمير عدة مبان إثر إلقاء طائر ...
- السودان.. تحركات في 3 مسارات لوقف الحرب المتصاعدة
- 700 دبلوماسي أميركي يحتجون على تفكيك وكالة التنمية
- خطاب ترامب أمام الكونغرس جذب 36.6 مليون مشاهد


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - نُص أشكنازي ؛ عارف الحسيني