أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-














المزيد.....


أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 20:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كانت علاقة أوروبا بأمريكا مبنية على دعم أوروبي للسياسة الامريكية في لعالم , يقابله دعم اقتصادي وعسكري امريكي لأوروبا . الاثنين رابحين من هذه العلاقة , ولكن ترامب يريد تغيير أصول اللعبة . انه يريد أصدقاء غير حلفاء . كل جانب يعمل من اجل اعلى المصالح او المنافع التي يمكنه يجنيها . ترامب يرى ان الاتحاد الأوربي منافس لأمريكا , فيما ان أوروبا ترى من الولايات المتحدة حليف غير موثوق به . وهذا ما كشفته حجم التصريحات الاوربية بعد المشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الاوكراني زيلينسكي .
فعندما خرج زيلينسكي من البيت الأبيض مطرودا يوم28 شباط , لم يذهب الى بيته منتحبا وانما ذهب مباشرة الى بريطانيا الذي استقبله رئيس وزراءها كير ستامر بالقول " لكم الدعم الكامل من جميع انحاء المملكة المتحدة , ونحن نقف معك ومع أوكرانيا مهما طال الامر" . هذا التعاطف الحار مع الرئيس الاوكراني يحمله تقريبا جميع قادة أوروبا . انهم وجدوا ان " زعيم العالم الحر " غير قادر على التعامل مع شركائه , بل يعتبرهم عبء اقتصادي عليه , خاصة في قضية المصاريف العسكرية و التعامل التجاري . الرئيس ترامب يرى ان 2% من حجم الإنتاج المحلي للقارة غير كافية لتغطية حاجاتها العسكرية ويريدها ان ترفع الى نسبة الى 5% , فيما يعتقد ان القارة تستفيد من السوق الامريكية اكثر ما تستفاد الاعمال الامريكية من السوق الاوربية , ولا بد له من فرض ضريبة على السلع الاوربية 25% , حتى تستطع السلع الامريكية منافستها.
الاوربيون ينظرون ان المشادة الكلامية استفاد منها لاحد منها عدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين , حيث ان حديث السيد ترامب السالب حول زيلينسكي قبل وخلال الاجتماع كان يصب في أضعاف أوكرانيا و تقوية موقف الرئيس بوتين, وان اقصاء أوكرانيا من محادثات السلام , يعني فرض إرادة الرئيس بوتين على أوكرانيا او " بشروط روسيا", وهذا ما لا تريده أوروبا . وان الإشارات التي تخرج من بعض المسؤولين الأمريكيين حول احتمالية سحب ترامب الدعم العسكري من أوكرانيا انما دعوة فوز مفتوحة الى الرئيس بوتين في الحرب. ولهذا السبب تراكض قادة اوربيين كبار لمطمئنة أوكرانيا بانها يجب ان لا تخاف وانها ليست الوحيدة في البيت , وانما هناك حراسه. فقد تعهدت بريطانيا بتقديم 3 مليارات جنيه إسترليني سنويا لدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا , فيما قررت المانيا بزيادة مساعدتها الى كييف بمبلغ 3 مليارات يورو .وفي اجتماع قادة الدول الأوروبية في لندن قال شولتس المستشار الألماني عقب الاجتماع " من المهم ان يكون الجميع هنا قد اعرب مرة أخرى بشكل واضح عن نيته دعم أوكرانيا .. من الواضح لنا اننا يجب ان ندعم أوكرانيا ماليا وعسكريا".
أوروبا وصلت الى قناعة انها في حاجة الى حماية امنها بعد الخسارة المحتملة ل " المظلة " الامريكية . ومن اجل البقاء امام أي تهديد روسي عليها الاعتماد على امكانيتها الذاتية لا على صديق يفرض شروطه عليها او عدم الاكتراث لمصالحها كما حدث في اجتماع السلام في الرياض , والذي اقصى جميع أصحاب العلاقة بهذا الحرب , واكتفى بروسيا فقط . هذا القرار اعده الاوربيون إهانة لهم وتجاوز على حقوقهم , فكان رد فعلهم في التحرر من التبعية الامريكية سريعا . كان من اعنف هذا ردود الفعل , هو الرد الفرنسي بشخص رئيسها ايمانويل ماكرون , حيث حث الأوروبيين على ان يكونوا " اكثر تماسكا و قوة من أي وقت مضى , وان يتجنبوا التبعية السعيدة في علاقاتهم مع الولايات المتحدة " . وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية ورسولا فون دير لاين " علينا ان نسلح أوروبا من جديد بشكل عاجل . وعلى جميع الأوروبيين المساهمة في الدفاع وضمان تحقيق قفزة في الصناعة العسكرية". وحسب ما جاء في مجلة فريس الامريكية , ان " بعد المؤتمر الصحفي الكارثي في المكتب البيضاوي , تعمل أوكرانيا و حلفائها الان جاهدين على استبدال الأسلحة الرئيسية المصنوعة في الولايات المتحدة بترسانة أوكرانية , بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي".
شخصيا لا اعتقد ان أوروبا ستقطع كل حبال الوصل مع أمريكا . ولكن أوروبا استلمت الرسالة من انها من المستحيل الاعتماد على الولايات المتحدة طويلا , ولابد لها الاعتماد على نفسها في حماية نفسها من أي العدوان الخارجي , وانها تعرف جيدا أيضا عدم استطاعتها بالاستمرار في تمويل الحرب في أوكرانيا طويلا , وهذا ما ستقوم به أوروبا : احياء صفقة المعادن الثمينة والتي ستمنح الرئيس الأمريكي مصلحة راسخة في ردع روسيا , والتي ستحرر أوروبا من التزاماتها المالية والعسكرية تجاه أوكرانيا . وفي الاخير روسيا ستربح الحرب , أمريكا ستربح عقود المعدن الثمينة , أوروبا تتحرر من الرعب من روسيا , و أوكرانيا ستخسر ما يقارب خمس من أراضيها الى الروس, والله يحب المحسنين .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق


المزيد.....




- تقطعت بهما السبل 3 أيام أسفل منحدر جبلي.. إنقاذ متنزهين سقطا ...
- 74 جلدة للمغني الإيراني مهدي يراحي بسبب أغنيته عن خلع الحجاب ...
- زاخاروفا: الاتحاد الأوروبي ينسف أي مقدمات للتسوية السلمية في ...
- هل تستطيع أوروبا سد الفجوة بعد إيقاف الولايات المتحدة الدعم ...
- انهيار النظام العالمي في عهد ترامب - الإندبندنت
- ما هي خطة -إعادة تسليح أوروبا- والعقبات التي قد تواجهها؟
- جنوب السودان على صفيح ساخن: الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويع ...
- عن طريق الخطأ.. مقاتلة كورية جنوبية تلقي قنابل على منطقة مدن ...
- السويد تعتزم نشر مقاتلات -جاس غريبن- لدعم مهام الناتو في بول ...
- موسكو تعتبر حديث ماكرون بشأن الردع النووي -تهديدا لروسيا-


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-