أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز 2














المزيد.....


الى والدي العزيز 2


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 17:42
المحور: سيرة ذاتية
    


ومن الكتب التي اخترتها وقتها، مجلد اسلاميات لطه حسين يعرض فيها اشكاليات تاريخية ومنها الفتنة، وكان بداية لكي اتابع الاحداث التاريخية بنظرة بعيدة عن العمائم والملالي في احاديثهم، وهذا ليس تأييد لما كتبه طه حسين، ولكن لنظرة كتبها شخص بشهادة عليا، هذبت من رواسب عامة عن الماضي، وتعلم في فرنسا. وجلبت من دواوين للجواهري خلجات وبريد العودة وبريد الغربة وايها الارق، وفي التنقل بين القصائد فيها رسمت صورة للمثقف العراقي لا يرضى عن حكومات الجهلة في العراق. وفي قصيدة الوتري (ديوان الجواهري) اتعبني البيت:
ولقد رأى المستعمِرونَ فرائساً منَّا ، وألفَوْا كلبَ صيدٍ سائبا!
وقد ورد ذلك في قصيدته عن هاشم الوتري، محطات مهمة في تطور الوعي لدي، وقابلياتي على التفكير. ولابد من اشارة الى قصيدة الجواهري مخاطبا محمد علي كلاي، يهزء فيها من الاخير رغم مكانته العالمية، وقيمته بالمال الذي يملك:
مجّدْ ذراعَكَ، إنّها هِبَةٌ أغنتْكَ عن أدبٍ وتأديبِ
وهكذا وجدتك هامة عالية لم تتاثر سلبا بكل الاوجاع التي سببها البعث والعمامة لك ولعائلتك. واصبح ذلك الشموخ نبراسا لي لتقليده identification، ولم انحني ابدا امام رياح الجهلة! استخدمت الكلمة الانجليزية لشرح الامر identification يختلف عن mimication وتعني تقليد الحركات والصوت اي اشكالية ظاهرية كما يفعل الفنان.
وصادف وجودك معي في بغداد، ورافقتني لمقابلة للقبول في تخصص طبي عالي! وحذرتني من معوقات اخرى غير العلم والقابليات. وهكذا كانت لهجتي وسكني من العوائق، وتم قبولي بفرع الدراسة التي اختارته "استاذة"! وعندما هممت بالمباشرة وجدت الكلية تطلب تحويل دراستي الى موضوع اخر، متعللة باصابتي بشظية في الحرب مع ايران وعملية فتح الجمجمة، واحتمال الاصابة بالصرع، وعللوا ذلك بالحرص على حياة بطل! الا اني رفضت عرضهم. ولهذا قضية سافرد لها مقالا خاصا. وما اتذكره يا والدي بانكم استحسنتم موقفي.
ولكنك حضرت مناقشتة اطروحتي بعد سنوات، وكنت تسكن بغداد حين تركت البصرة نازحا او مهجرا عندما تعرضت البصرة الى قصف مدفعي من الجارة الشرقية في حرب مجنونة.
وفي هذا النزوح او الهجرة الداخلية لم يسمح ضرورة العراق التاريخية واتباعه ان تكون علنية بحجم النزوح بعد 2003 واحداث العنف. وسكنت في اماكن مختلفة، ومنها المحمودية! حيث شراء هيكل لاكماله بيتا. ومع صعوبة الحياة واهمها الجانب المادي وضخمه شباب في الحي العسكري بسرقة اطار سيارتك، واصبحت اسير الدار، لا تستطيع مفارقته. وانا وقتها مديرا لمستشفى المحمودية العام.
كنت يا والدي ضحية الصراع بين الافكار القومية وحلم صبية بوحدة عربية فورية (البعث في اول حكم له 1963) وافكار واقعية لا ترى للعواطف مكانا في تاسيس الدول، ودفعت سنوات من عمرك في سجن صحراوي (نقرة السلمان)، وضحية اخرى لصراع ساند فيه الفكر الديني عواطف الصبية في حكم العراق.
وقبل النزوح فقدت ابنك الثاني (جمال رحمه الله) في حرب مجنونة اججها الحكام الجهلة، وقبل جفاف دم الشهيد جمال وجدت نفسك تنزح من مدينتك! وكل ذكرياتك في حين يعلوا صراخ الغجر في الاعلام عن النصر.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى والدي العزيز 1
- الصحة العقلية للشباب العراقي: ملاحظات خاصة
- مناقشة سياسة صحية للرئيس ترامب 1 داء السكر 2
- الشرق الاوسط الجديد
- نشر البحوث الطبية
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البيولوجية الحديثة) 3
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 2
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 1
- تكريم اساتذة اطباء
- د. فوتشي وجائحة كورونا 2
- الدكتور فوتشي وجائحة كورونا 1
- الكابتاكون في الشرق الاوسط
- وحرب اسقاط صدام 1
- في ذكرى بدايات حرب اسقاط صدام حسين
- ممارسة النشاط البدني (الرياضة) اثناء الحمل
- وتفسيرات لزيادة نسب الاصابة بالادمان وامراض القلب وداء السكر ...
- الى والدي مع الحب
- التقييم النفسي للقادة السياسيين عن بعد في العالم- علم حديث
- هادي شويش في ذكراه الثالثة
- وتتغير صفات الادوية


المزيد.....




- نواب يرمون قنابل دخان في برلمان صربيا وإصابة بـ-سكتة دماغية- ...
- حقيقة الفيديو المنسوب لتدريبات مقاتلات F-16 في السودان
- الرئيس اللبناني في قمة القاهرة: البعد العربي لقضية فلسطين يف ...
- رمضان في سوريا: - دعوات الإفطار أصبحت ترفاً، والأزمة غيرت عا ...
- ما المتوقع من اجتماع القادة العرب في القاهرة بشأن مستقبل غزة ...
- حل الدولتين.. مسار يراد وأده
- كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في قمة القاهرة
- رئيس المجلس الأوروبي في القمة العربية بالقاهرة: الاتحاد الأو ...
- الرئيس الفلسطيني في القمة العربية بالقاهرة: مستعدون لإجراء ا ...
- السمنة في الهند: -وباء- يهدد أكثر من 135 مليون شخص


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز 2