أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - توظيف الدراما في إيقاظ الأحقاد














المزيد.....


توظيف الدراما في إيقاظ الأحقاد


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعود المسلمون بشقّيهم السنّي والشيعي؛ إلى إعادة تدوير واجترار تاريخهم الدموي الإرهابي، وصراعاتهم القديمة المُحمّلة بالأحقاد والثارات، ليُدخلوا المنطقة بحُمّة مُستعِرة من الكراهية وشهوة الانتقام والتشفّي بعضهم ببعض، فيتسابقون على إنتاج مسلسلات يشحنوا من خلالها نفوس العامّة الرعاع من الغوغائيين الجَهَلَة، فيوقدوا نيران الفتنة في جولة جديدة من الأحقاد الطائفية، عبر ما يُسمى بالدراما التاريخية، فيقوم السُنّة بإنتاج مسلسل "معاوية" ابن أبي سفيان الأمويّ، بتكلفة ١٠٠ مليون دولار، طبعاً جكارى بالشيعة والأئمّة الإثنى عشر، فيردّ شيعة العراق بـ فيلم «شجاعة أبولؤلؤة» المجوسي، قاتل الخليفة عمر بن الخطاب.
وهنا لا تقِف إيران مكتوفة الأيدي، فتردّ الصاع صاعين وثلاثة، بإنتاج مسلسل عن "سلمان الفارسي" من ثلاثة أجزاء، بتكلفته 15 مليون دولار! على الرغم من الأوضاع الاقتصادية المأساوية في كُلٍّ من العراق وإيران، لكن تبقى الأولوية للصراع الطائفي مهما كلّف الأمر!
ولكن تبقى المأساة؛ أن تلك المسلسلات، التي قد تُشعل حروباً جديدة في المنطقة، لا تستند إلى أي مرجعية تاريخية صحيحة يُعتد بها، بل هي مُجرّد استرجاع للروايات المُلفّقة المزوّرة والكاذبة، التي كُتبت مُتأخّرة عن تلك الأحداث المُفترضة بقرن ونصف أو قرنين، حتى أنّه لا يوجد إثبات تاريخي أركيولوجي على وجود العديد من الشخصيات المذكور في تلك المسلسلات بمن فيهم "النبي" مُحمّد نفسه!
مع التذكير أنّ بداية التدوين التاريخي لدى المسلمين، قد بدأ وباعتراف المسلمين أنفسهم بعد بداية العصر العباسي في الـ 768 ميلادي، ما يعني حوالي مئتيّ سنة من ولادة مُحمّد المُفترضة عام 570م .
أي أن العصر الذي عاش فيه "مُحمّد" وعصر الخلفاء الراشدين الأربعة وعصر الخلفاء الأمويين الذي استمرّ 89 عاماً، أي حوالي الـ 180 عاماً، كانت عصوراً شفوية لم يُكتب فيها كتاباً واحداً ولا مدوّنة واحدة!
أضف إلى ذلك أن العديد من الدراسات الحديثة تقول بأن معاوية ابن أبي سفيان كان نصرانياً وابنه يزيد أمّه نصرانيّة وأن الخلافة الأموية كانت خلافة مسيحيّة بامتياز، وقد رُسم الصليب على العملة التي كانت مُستخدمة منذ خلافة معاوية ويزيد، وأن كُل المُشتغلين في ديوان الخلافة وإدارتها كانوا مسيحيين، وذلك بحسب الباحث والأكاديمي السوري نجيب جورج عوض.
والأكثر من ذلك؛ أن قبيلة قُريش التي تُبنى عليها كل الرواية الإسلامية، يقول الباحث خزعل الماجدي، أنّهم لم يجدوا لها أيّ آثار تاريخيّة أركيولوجية في الجزيرة العربية حتى الآن، وهذا يتقاطع مع ما قاله الباحث والمؤرِّخ في تاريخ الحضارات والأديان فراس السوّاح، أن قبيلة قريش هي قبيلة شامية عاشت في بادية الشام.
قد لا يُستهجن هذا الأمر لدى مؤرّخيّ التاريخ المختصين بعلم الآثار "أركيولوجيا" المُعتمدين على اللقى الأثرية والمخطوطات والدلائل القاطعة التي تُثبت الأحداث التاريخية أو الشخصيات. وعلى تلك الأرضية وجدوا أنّه لا دلائل تاريخية أركيولوجية تتقاطع مع ما جاء في التوراة اليهودية من قصص تاريخية وأماكن جغرافية، ولا على وجود شخصية "النبي" موسى نفسه تاريخيّاً. وذلك ينطبق أيضاً على الأناجيل المسيحية وشخصية "يسوع" أيضاً، وذلك باعتراف وإقرار مؤرّخي الأركيولوجيا اليهود والمسيحيين.
لكن نعود إلى أصل الموضوع، حول ما يفعله المسلمون اليوم على اختلاف طوائفهم، من تأجيج الكراهية والتنابذ، باستخدام المسلسلات والأفلام ذات الطابع الديني الطائفي الشعبوي، والتحريض العنصري، المبني على أكاذيب التاريخ والتراث، من أجل تحقيق أهداف سياسية وهيمنة على المنطقة.
فكيف يا ترى سيُصيغ كتّاب السيناريو لتلك المسلسلات والأفلام روايتهم، وأي رواية يعتمدون.
يقول كاتب السيناريو العراقي حامد المالكي، ما فحواه؛ لقد زوّرنا التاريخ الإسلامي في كتابة الأحداث لمسلسلات تلفزيونيّة، ولو كتبنا حقيقة تلك الأحداث، لكان من المستحيل أن تبثّها أي قناة أو تأخذها أي شركة إنتاج، فكان التزوير ضروري من أجل التسويق والعرض.
وفيلم "الرسالة" أيضاً، للمخرج العقّاد مثلاً، كلّه أكاذيب وتلفيقات لا علاقة لها بالتاريخ، بحيث لم يكن هناك أي تدوين عن تلك المرحلة وأحداثها في حينه.
يمكن القول أن ما يقوم به المسلمون على اختلاف طوائفهم في هذا العصر، هو استمرار للمسلسل التاريخي الكاذب المزوَّر المُلفّق، وهذا لا يعدو أن يكون "مُجرّد هذيان جماعي ومرض نفسي مُزمن" لهذي الأُمّة المُتهالكة، فاقدة الوعي والإدراك والضمير، سائرة بشعوبها نحو هاوية سحيقة.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُحال تجنّب سوء الأفعال
- استعصاء الثقافة والتغيير
- لَعنَة الدين والطائفيّة
- السوريون أمام امتحان تاريخي
- تذهب السَكرَة وتأتي الفِكرة
- بين الأرض والسماء
- حصاد غوغائية العربان
- إعجاز علمي !
- باب العامود ، طريق الآلام ، والشاعر -الصعلوك-.
- حضارة واحدة، وتعدّد ثقافات
- أصول الاستبداد عند بني يعرب
- هستيرية بني يعرب!
- نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!
- الحلقة الجهنّميّة !
- -الغزو مستمرّ-
- أهداف خارج المرمى!
- -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-
- متى تتناسون ومتى تعتذرون ؟!
- هلاك سوريا؛ الماسون أم البعث ومشتقاته؟
- الدوران حول المورَج ...!


المزيد.....




- الزعيم الروحي للدروز: مشروعنا سوري وطني ولا نسعى للانقسام
- “رابط رسمي” التسجيل في اعتكاف المسجد الحرام 1446/2025 في شهر ...
- دروز في جرمانا يحتفلون بتصريحات قادة الإحتلال وهذا موقف زعيم ...
- الإمارات: تأييد الحكم على 53 متهما من قيادات وأعضاء الإخوان ...
- رابط التسجيل في اعتكاف المسجد الحرام 1446 والشروط المطلوبة
- قائد الثورة الاسلامية يقدم مساعدة مالية للافراج عن السجناء
- منحة قائد الثورة الاسلامية يقدمها ضمن مبادرة سنوية لاطلاق سر ...
- شيخ الأزهر يحث القمة العربية على اتخاذ موقف -موحد- بشأن غزة ...
- الحرب دمرت معظم المساجد.. السحور والإفطار في غزة بلا أذان
- قوات الاحتلال تقتحم بلدة بروقين غرب سلفيت في الضفة الغربية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - توظيف الدراما في إيقاظ الأحقاد