أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد السباعي - اللجنة الدستورية والمجلس التشريعي في سوريا الجولانية














المزيد.....


اللجنة الدستورية والمجلس التشريعي في سوريا الجولانية


محمد السباعي

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 22:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مهزلة دستورية- قانونية جديدة في سوريا ما بعد الأسد، وفي حلقة أخرى من التهافت والضحك على اللحى تضاف إلى رصيد نظام الحكم الجديد في دمشق، أقدم القائد الجديد للمرحلة الحالية أبو محمد الجولاني على تعيين لجنة مكونة من 7 أشخاص مهمتها صياغة إعلان دستوري يضم 48 مادة. وأضاف الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام أن الجولاني ينوي أيضاً تعيين مجلس تشريعي مصغر مؤلف من 100 عضو كي يحل محل مجلس الشعب.

يعد هذا التصريح تكملة لمقررات ما سمي ب "مؤتمر النصر"، الذي عين الجولاني رئيساً للجمورية، على الرغم من تعليق العمل بدستور 2012، مما ساهم بتحويل قائد الدولة الجديد إلى رئيس يعمل في ظل مايشبه الليمبوس أو الفراغ الدستوري والمؤسساتي، ويتمتع بسلطات لا تحددها ولا تقيدها أي وثيقة قانونية معروفة. ومن المثير للسخرية، أن الاعترافات الضمنية لجميع المشاركين بالعملية الانتقالية، إن كان بإمكاننا الحديث عن أي عملية من هذا النوع، تشير إلى أن شكل نظام الحكم سيكون رئاسياً، مما يفسر الهوس الذي يعتري منصب رئيس الجمهورية، والانتخابات الرئاسية التي جرى التلميح أو الإشارة إليها في بعض المناسبات، ولو بشكل خجول.

لا يشير التصريح، من قريب أو من بعيد، إلى نية نظام الحكم على عقد استفتاء لشرعنة الإعلان الدستوري المزمع إصداره، كما حدث في مصر ما بعد مبارك مثلاً، مما يؤكد مرة أخرى على أن هذا النظام وكل ما يصدر عنه، بالضبط كما النظام السابق، لا يمتلك أدنى مقومات الشرعية.
ويتجلى الطابع الكوميدي، بل الكاريكاتوري، لهذا التصريح بالأسلوب المطروح لاختيار أعضاء اللجنة الدستورية والمجلس التشريعي المتمثل بالتعيين المباشر من قبل رئيس الجمهورية. إذا بدلاً من كون اللجنة والمجلس هيئات مستقلة عن السلطة الانتقالية، تمثل تطلعات ورأي الشعب في المرحلة الانتقالية، تغدو تلك الأخيرة منذ نشئتها محض استطالات أو امتدادات للسلطة الانتقالية عينها، وعلى وجه الخصوص رئيس الجمهورية.

وفي ظل غياب الأحزاب السياسية الفاعلة على الأرض حتى هذه اللحظة، لا حاجة لنا بإلقاء نظرة على أسماء الأعضاء الذين جرى، أو سيجري تعيينهم إلى اللجنة الدستورية والمجلس التشريعي كي نستدل على المبدأ الذي يحكم هذه التعيينات، التي ستكون بالضرورة على سبيل الزخرفة والديكور، وأشبه بتعيينات مجالس وعاظ السلاطين في الأزمان الغابرة، التي اقتصرت سلطاتها ومسؤولياتها على "الاستشارة". عملية التعيين، حتى وإن تمكنت من تجاوز الزبائنية والمحسوبية، ستتعامل مع الأعضاء بوصفهم أفراداً معزولين، يمثلون في أحسن الأحوال طوائف أو مناطق معينة, أو كفاءات ذات طابع قانوني، أو علمي، أو تكنوقراطي. لكنها لن تفرز ذواتاً سياسية، أو كتلاً برنامجية، تعبر عن قوى أو فئات اجتماعية معينة، كما تفعل الانتخابات المباشرة، القائمة على قاعدة التمثيل النسبي وفق اللوائح الحزبية مثلاً.

القوى الاجتماعية والذوات الجماعية تتشكل وتتصارع في المجتمع الحديث على مستوى المجتمع المدني، أي من خلال الأحزاب، والنقابات، والجمعيات، إلخ. النظام السابق صادر المجتمع المدني بأكمله, وألحقه بجسم الدولة، مما أدى إلى طغيان جهاز الدولة القمعي، بشكل وحشي، على كل الأجهزة الأخرى، من ضمنها الأجهزة الإيديولوجية، وإلى غلبة القسر والعنف المنفلت من عقاله على التوافق والائتلاف. هذا المسار، بالإضافة إلى الحرب الأهلية المدمرة، حوّل ما يسمى بالشعب السوري إلى كتلة هلامية قابلة للصقل بما يوافق الدولة والطبقة الحاكمة. تعاني هذه الكتلة البشرية من قِسر جوهري يحول دون نشوء شخصية سياسية، أو القدرة على صياغة مطالب سياسية واضحة باستقلالية.

الحكم الجولاني-القاعدي لم يحد عن نظيره الأسدي-البعثي، الذي وجد فيه أسوة، فأكمل نهج سلفه بفرض ديكتاتورية عصبوية، تستأثر بالسلطة، وتهمل خلق قنوات لتوجيه المطالب الشعبية. وحسبنا في ذلك حادثة ذات دلالة وقعت مؤخراً، تمثلت في حل إدارات بعض النقابات المعينة من قبل الدولة في ظل النظام السابق، واستبدالها بإدارات جديدة موالية للحكومة الحالية. علينا ألا ننسا أن مطلب النقابات الحرة والمستقلة عن الدولة لم يتم التطرق له حتى, ولو على سبيل الإشارة الخجولة. أما بالنسبة للأحزاب السياسية، فالإشارة اليتيمة لهم أتت في التصريح الذي تناولناه في هذا المقال.

وبمثابة خاتمة: هنيئاً "لنخبنا" و "مثقفينا" بدولتهم الديمقراطية، على الطريقة القاعدية !



#محمد_السباعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة أوكتوبر في مئويتها: الرهان الذي فشل
- ورطة في المقهى
- ظلّ الخليل
- تركتْ حقيبتها
- خارطة ذات
- رفاق فدوى ( إلى شهداء حركة 20 فبراير )
- على ضفة العشق
- ثلاثيات وطن 4
- الوأد
- ثلاثيات وطن 3
- ثلاثيات وطن 2
- ثلاثيات وطن
- إغفاءتان
- أمينة
- إباء
- في البدء كانت .. ثورة
- انسحاب
- لعينيك من تربتي شبه
- لستُ الملك!!
- وطني


المزيد.....




- ترامب يعلن موعد فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك.. وقرا ...
- ترامب: التوصل لاتفاق بشأن المعادن الأوكرانية لا يزال ممكنا
- سترانا: زيلينسكي يتفاعل سلبيا مع الدعوات الأمريكية لوقف النا ...
- ترامب يحذر.. لن نتسامح مع موقف زيلينسكي
- مصر.. ظهور مفاجئ لأبو تريكة يثير جدلا واسعا في البلاد 
- الصفدي يؤكد للشيباني موقف الأردن الداعم لسوريا
- محللون: جلسة الكنيست كشفت حدة أزمة نتنياهو واتساع هوة الخلاف ...
- محمد صلاح ونانسي ومسلسل -معاوية- يحققون تفاعلًا في رمضان.. ا ...
- لحظة تنفيذ عملية الطعن في حيفا
- ترامب: موسكو تسعى لتسوية الأزمة وزيلينسكي يعارض ويعرقل


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد السباعي - اللجنة الدستورية والمجلس التشريعي في سوريا الجولانية