أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - هنا الوردة ؛ امجد ناصر














المزيد.....


هنا الوردة ؛ امجد ناصر


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 20:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هنا الوردة رواية لأمجد ناصر. تقع على متن 222 صفحة من القطع المتوسط ، والرواية صدرت لأوّل مرة عام 2016 عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت. ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2018، المعروفة باسم «جائزة بوكر العربية».

يروي الكاتب الأردني «أمجد ناصر» في هذه الرواية حكاية «يونس الخطّاط»، سليل العائلة البرجوازية القريبة من نظام الحكم ، لابل هي احد دعائم نشأت النظام الحاكم منذ التاسيس.

يونس الخطاط السياسي والمثقف والاديب شخصية مثيرة للإعجاب: فهو مزيج من العاشق والمتمرد والمغامر والحالم الذي يمشي إلى هدفه الكبير، المتمثل في الحرية والعدالة الاجتماعية، فينتسب لتنظيم محظور ويخوض تجارب جمة ويلتقي بقائد التنظيم [الامين العام] في مهمة سرية حاملا رسالة له من التنظيم المطارد، ويعود بعد لقاءه مع الامين العام حاملا رسالة اخرى..وحول شخصية يونس الخطاط والحامية التي يعيش فيها [البلد الوليد الناشيء على اطراف الصحراء بعد انهيار الامبراطورية] ويحكمها الحفيد.

تدور الاحداث وتتوالد وتنسج الحكايات؛ فيونس هو بطل الرواية ومن حوله تدور الدوائر والاحداث..
يخطط التنظيم لاغتيال الحاكم الطاغية الفاسد والذي يبيع مقدرات البلد ومؤسساته ومستشفياته ...
يقع الاختيار على مجموعة من اعضاء التنظيم بما فيهم يونس الخطاط، وتفشل المحاولة التي اسفرت عن اصابة الحاكم بكتفه وملاحقة اعضاء التنظيم ومطاردتهم حتى تمكنهم من الهروب والتسلل عبر الحدود الى خارج البلد ص 217 ولغاية ص 222 وهذه الصفحات هي الاكثر وجعا ومراجعة للنفس والذات.

الرواية فيها ما يمكن ان نعتبره اشارات عالية الرمز والدلالة، وكتبت من واقع واحداث متخيلة وقد تنطبق كثير من وقائعها على احداث ووقائع شخصيات ماضوية، وفي نفس الوقت فهي تحمل رؤية وبعدا مستقبليا وهذا ما يمنح الرواية بعدا اخر بانفتاح احداثها على عوالم مستقبلية، فالرواية فيها الكثير من الافق الرحب، لكن الاهم ان فيها كثيرا من التجارب الذاتية للمؤلف ولجيله الحالم بغد ومستقبل افضل ...

أجمل ما في الرواية أن احداثها ووقائعها برمزيتها العالية يمكن أن تنطلي على كل الدول العربية البائسة بلا إستثناء..في تعبير حي عن قسوة الظروف التي يمر بها الانسان العربي في مواجهة انظمته المتسلطة والدكتاتورية ذات الاسر اللقيطة المتوالدة من رحم الاستعمار ومن بين ظهرانيه وجنباته ...

واسوأ ما في الرواية خلوها من الحبكة وهنا الطامة الكبرى في الرواية، فرغم جهد الكاتب القائم على فكرة التنظير للثورة والتبشير بها وقيامه بتجميع الكثير من الأفكار(سياسية، دينية، اجتماعية، ثقافية، يسارية، ثورية، عائلية، تاريخية،...) الا انه اخفق في الحبكة والحياكة مما كان له الاثر الاكبر من الملل والضجر الذي اعتلى صفحات الرواية.

وما ينطبق على الحبكة يمتد اثره ليسري على عنوان الرواية؛ فلم يشكل العنوان مدخلا او عتبة الولوج للنص؛ هذا طبعا ان تجنبنا الفزلكات ومحاولات لي الحقائق وتطويعها بغية التبرير للكاتب؛ فمثلا يمكننا التبرير بان العنوان جاء مجازيا وفائق الدلالة والرمز؛ فهنا الوردة احسن امجد وسم الرواية بهذا العنوان والاستهلال؛ وهذا يتبين لللقاريء من خلال الاحداث ، فالذي يبشر بالثورة هو كحامل المسك والعطر والورد ...بقي ان تفوح منه او منها الرائحة وتملأ المحيط وهو ما يمكن اسقاطه على نجاح الثورة من عدمها...لكن تبقى مهمة الثائر والمناضل ان يقدم الامل تماما كالحبيب الذي يقدم الوردة عربونا على ذلك الحب، وكذلك الامر بالنسبة للثورة وابنائها حاملين هذه الوردة..

خلاصة القول : الرواية على وفرة احداثها ومعلوماتها إلاّ انها جائت بلا روح وخالية من الديناميكية ورتيبة السرد ، وهذا قد يكون خطأ لم يستطع صاحبنا تفاديه، او انه جاء بالتقصد من باب التوافق مع حالة التصحر التي تمر بها اوطاننا العربية وحالتها السياسية الرتيبة والرثة والتي تسببت بها الانظمة العميلة والرجعية والمتخلفة والمستبدة...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياج الغزالة ؛ ناصر رباح
- سافوي 28
- سافوي 27
- سلسلة اليوميات الفلسطينية
- الى فتح في عيد ميلادها 60
- الاعمال المقدسية الكاملة؛ عارف العارف
- في شباك العصافير؛ وليد الهودلي ]2[
- الفلسطينيون من حرب إلى حرب ؛ ايريك رولو
- امرأة الموساد، قصة موردخاي فعنونو ، بيتر هونام
- سافوي 26
- رشاد ابو شاور؛ سيرة من الزمن الفدائي الجميل
- تحت ظل الخيمة
- سافوي 25
- سافوي 24
- #دروس_وتجارب؛ فتح وجدت لتبقى ولتنتصر..
- دروس وتجارب ثورية؛ -فتح مرت من هنا-
- دروس وتجارب ثورية؛ نحن والآخر وأدوات التغيير
- في شباك العصافير؛ وليد الهودلي
- القدس؛ صورة اخرى للحنين ...
- وداعا مريم؛ زياد عبدالفتاح


المزيد.....




- من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الج ...
- هجوم إسرائيلي على ميناء طرطوس شمال غربي سوريا
- نتنياهو يشدد: -لا توقف قبل تحقيق أهدافنا كلها-، وتفاصيل تتكش ...
- بعد خطورة حالتها.. والدة الناشط علاء عبدالفتاح تتلقى الغلوكو ...
- حلف الأطلسي.. شبح التلاشي
- تحرك عربي جديد ضد إسرائيل أمام الجنائية الدولية
- عون: نقدر الدور السعودي في دعم لبنان
- لوبان تدعو إلى إجراء مؤتمر حول أوكرانيا بدون الناتو والاتحاد ...
- -مشهد وحشي-.. رئيس الوزراء الفرنسي يهاجم ترامب
- ماسك: زيلينسكي يريد حربا أبدية


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - هنا الوردة ؛ امجد ناصر