أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي) 4/4














المزيد.....


تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي) 4/4


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 19:53
المحور: القضية الكردية
    


واحدة من أبرز الانتقادات الموجهة إلى أوجلان، من قبل أغلبية الشعب الكوردي، بشكل عام أي قبل الخطاب، هي تبنيه لفكرة "الأمة الديمقراطية" بديلاً عن القومية الكوردية التقليدية. وفقًا لهذه الرؤية، لا ينبغي أن يسعى الكورد إلى دولة قومية خاصة بهم، بل إلى نظام ديمقراطي لامركزي قائم على التعددية والمشاركة في الدول التي يعيشون فيها.
هذه الفكرة تلقى معارضة من عدة اتجاهات داخل الحراك الكوردي:
• القوميون الكورد يرون أن أوجلان يُميع القضية الكوردية ويقدم تنازلات مجانية للدولة التركية عبر إلغاء الطابع القومي للمطالب الكوردية، وتحويلها إلى قضية ديمقراطية عامة داخل تركيا.
• أحزاب كوردية أخرى، مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) والاتحاد الوطني الكوردستاني (YNK) ترى بأن الخطاب خطوة إيجابية نحو السلام، وهو ما بينته ودعمته عدة دول أوروبية وأمريكا ورئاسة هيئة الأمم المتحدة، وعلى الأرجح كان لقادتها إطلاع على المضمون، لكنها من حيث الفكرة المطروحة، قد تعتبر، بعض الأطراف الكوردية، أن هذه الرؤية، تخدم الدولة التركية أكثر مما تخدم الكورد، لأنها تكرّس فكرة أن الكورد يجب أن يندمجوا في الدول التي يعيشون فيها دون المطالبة بحقوق قومية مستقلة.
• المعارضون داخل PKK نفسه، مثل بعض القادة العسكريين، قد يرون في هذا الخطاب محاولة لإضعاف الحركة الكوردية المسلحة دون تقديم ضمانات حقيقية من الدولة التركية. لذلك عملية إلقاء السلاح ستأخذ مسيرة طويلة من الحوارات والاتفاقيات.
السيناريوهات المستقبلية بناءً على هذا الخطاب، قد يؤدي إلى عدة احتمالات، بعضها إيجابي وبعضها يحمل مخاطر للحراك الكوردي:
الاحتمال الأول:
تمهيد لحوار سياسي جديد بين تركيا والكورد
إذا استجابت تركيا لهذه الدعوة بإجراءات ملموسة مثل تخفيف القمع، وإجراء إصلاحات قانونية لصالح الكورد، وفتح قنوات سياسية للحوار، فقد يكون هذا بداية مرحلة جديدة تُكرّس الحقوق السياسية والثقافية للكورد داخل تركيا. لكن هذا السيناريو لا يبدو مرجحًا في ظل حكومة أردوغان المتحالفة مع القوميين المتشددين.
الاحتمال الثاني:
استغلال الخطاب لتصفية الحراك الكوردي دون تقديم تنازلات
هناك احتمال أن يكون هذا الخطاب جزءًا من استراتيجية الدولة التركية لإضعاف الكورد، من خلال خلق انقسام داخل حزب العمال الكوردستاني بين مؤيدين ومعارضين لحل الحزب. في هذه الحالة، قد تستخدم أنقرة الخطاب كوسيلة لإضعاف المقاومة الكوردية دون تقديم أي اعتراف بالحقوق القومية.
الاحتمال الثالث:
فشل الدعوة واستمرار الصراع
إذا لم يلقَ الخطاب دعمًا داخل الشارع الكوردي، أو من العمال الكوردستاني، قد يؤدي إلى موجة جديدة من المواجهة العسكرية بدلًا من التهدئة، حيث قد يعتبر البعض أن الدولة التركية تحاول خداع الحركة الكوردية من جديد.
من الصعب تخيّل أن تركيا ستعدل دستورها لتعترف رسميًا بالكورد كقومية مستقلة، خاصة في ظل النظام الحالي الذي يعتمد على إيديولوجيا القومية التركية الصارمة، حتى في الفترات التي شهدت محادثات سلام، لم تذهب الدولة التركية أبعد من تقديم بعض الإصلاحات الشكلية، مثل السماح ببعض وسائل الإعلام الكوردية، وإلغاء بعض القيود على استخدام اللغة الكوردية، لكن دون أي اعتراف دستوري واضح بالكورد.
إذا كان هناك أي تعديل دستوري في المستقبل، فمن المرجح أن يكون بإطار يسمح بلامركزية إدارية محدودة، وليس اعترافًا قوميًّا صريحًا، أما احتمال منح الكورد حكمًا ذاتيًا مشابهًا لإقليم كوردستان العراق، فهو غير وارد على الإطلاق في ظل النظام التركي الحالي.
الخطاب يثير الكثير من الأسئلة أكثر مما يقدم إجابات، من حيث تداعياته على المشهد السياسي الكوردي والتركي.
ومن الواضح أن الخطاب قد حظي باهتمام دولي وإقليمي واسع، حيث لاقى ترحيبًا إيجابيًا في الأوساط السياسية الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، فضلًا عن دعم هيئة الأمم المتحدة، التي تنظر إلى أي مبادرة سلام كخطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل تتغير تركيا بالفعل، أم أن لعبة "السلام المشروط" ستُعاد من جديد؟ خاصة عندما تتوضح غاية أردوغان بأنها ليست فقط لحل القضية التركية الكوردية داخل تركيا، بل هناك طموحات نحو الدول المجاورة، ومحاولات للمطالبة بإزالة القوى العسكرية الكوردية في سوريا والعراق التي تنتهج إيديولوجية الأمة الديمقراطية، كحجة لديمومة التدخل في شؤون هاتين الدولتين.
والسؤال الأكبر:
هل ستستجيب الدولة التركية لهذه الدعوة بشكل إيجابي، أم ستستغلها كأداة لتصفية القضية الكوردية؟
وهل هذه المبادرة تُطرح كجزء من حل حقيقي، أم أنها مجرد مناورة سياسية أخرى لتجميل صورة تركيا أمام المجتمع الدولي؟ خاصة بعدما أصبحت تعاني من بدايات شبه عزلة دولية، على الأقل إقليمية، من روسيا التي لم تعد تصنفها كدولة كبرى بعدما خدعها على خلفية صفقة بسيطة على مستوى سوريا، ومن إيران والدول العربية وبعض الدول الإسلامية، ولكل دولة من هذه الدولة جرج ما أو طعنة من أردوغان.
إذا كانت تركيا جادة في إيجاد حل حقيقي للقضية الكوردية، فإن الخطوة الأولى والأساسية يجب أن تكون إطلاق سراح عبد الله أوجلان، ليتمكن من التعبير عن موقفه بحرية تامة بعيدًا عن أي ضغوط أو تأثيرات سياسية، دون هذه الخطوة، يبقى الخطاب محل شك، ويظل مثار جدل أكثر من كونه خطوة جوهرية نحو الحل.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والم ...
- ترامب وبينس إهانة للبيت الأبيض باسم السلام
- تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والم ...
- تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والم ...
- الجميع حضر في قاعة مؤتمر دمشق إلا الوطن!
- مخرجات المؤتمر الوطني السوري سلاح جديد في معركة تركيا ضد الك ...
- تركيا وإعادة إنتاج الاستبداد والدور الفاجر في صياغة مؤتمر ال ...
- تحويل القضية الفلسطينية من صراع قومي إلى أداة للتلاعب الإقلي ...
- كيف ابتلعت العروبة شعوبًا وحضاراتٍ بأكملها؟
- لماذا يتهافت الكورد على دمشق بدل فرض شروطهم من قامشلو؟
- الحرب النفسية والدعاية السوداء كيف تستهدف تركيا استقرار غربي ...
- ما بين التسوّل السياسي الكوردي والقيادة الحقيقية
- ميلاد كوردستان بداية الاستقرار والتعايش في الشرق الأوسط
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- مؤتمر الحوار الوطني السوري تهميش للكورد ومخطط لإقصاء الحراك ...
- من متطلبات المرحلة تصعيد دور القيادة السياسية في الإدارة الذ ...
- آن الأوان لفصل المسار السياسي عن العسكري في الإدارة الذاتية
- تيه بين العدم والخلود
- كيف تُدار الحرب ضد الكورد بوجوهٍ بلهاء وألسنة مأجورة؟


المزيد.....




- -تلفزيون سوريا-: -قسد- تنفذ حملة اعتقالات واسعة في الرقة وال ...
- بن غفير يدعو لقصف مخازن الغذاء بغزة وإعدام أسرى فلسطينيين
- الأمم المتحدة تعلن إجلاء 24 لاجئا أفريقيا من اليمن
- -قطعة من جهنم-.. هكذا يعمق الاحتلال عذابات الأسرى في رمضان
- عضو منظمة التحرير الفلسطينية يبحث مع السفير الإسباني أوضاع ا ...
- اعتقال شخص رفع علم العراق السابق فوق منزله في بغداد
- غزة وشبح المجاعة عقب منع المساعدات
- هآرتس: نتنياهو يقامر بالجيش والأسرى بشن الحرب على غزة
- قيادي في حماس: نتنياهو يعبث بمصير الأسرى ولن نقبل بصيغة جديد ...
- برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا.. هل لخفض ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي) 4/4