أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - بين زعل بوش الاب وزعل ترامب














المزيد.....


بين زعل بوش الاب وزعل ترامب


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 02:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الأستاذ حسن الجنابي ,هو وزير عراقي سابق خائف على مستقبل أوكرانيا بعد المشادة الكلامية التي جرت بين رئيسها فلاديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض . الأستاذ الجنابي يسرد قصة رفض وزير الخارجية العراقي طارق عزيز استلام رسالة جورج بوش الاب الذي حملها جيمس بيكر لصدام حسين . الرفض اغضب بوش الاب مما تبعها ويلات على العراق .
لا اعتقد ان المقارنة صحيحة بين الغضبتين , وكان الأستاذ الجنابي يقارن بين تفاحة وبرتقالة او سميها ما شئت .
ان صدام حسين كان قد احتل دولة شقيقة للعراق , دولة الكويت واضافها الى العراق كقضاء من اقضية محافظة البصرة , الامر الذي رفضه القريب والبعيد . العالم بأجمعه رفض الاحتلال العراقي وطالب العراق انهائه .
اما امر أوكرانيا فهو مختلف تماما . دونالد ترامب أراد ان ينهي القتال بين القوات الأوكرانية و الروسية امام رفض أوروبي , الامر الذي دعاه ان يقصي الاوربيين من محادثات السلام في المملكة العربية السعودية.
وما الامر الذي الهب الاجتماع بين ترامب و زيلينسكي ؟ ترامب أراد من الاجتماع ان يتمحور حول عقد المعادن الثمينة التي أرادها ترامب تعويضا عما انفقت الولايات المتحدة من مال وسلاح على حرب أوكرانيا في زمن الرئيس جو بايدن , فيما أراد زيلينسكي موافقة الرئيس ترامب على الضمانات الأمنية , الامر الذي نفرز ترامب وانهى الاجتماع وخرج زيلينسكي مطرودا من البيت الأبيض امام اعين الصحفيين.
وهل ان الخلاف بين الاثنين سيجلب الويل والثبور وعظائم الأمور على أوكرانيا كما جرى على العراق ؟ الجواب هو لا . الخلاف هو اوكراني – أميركي وليس خلاف اوكراني – عالمي كما كانت قضية احتلال العراق لدولة الكويت الشقيقة .
الغرب أراد محاصرة روسيا مستخدمة زيلينسكي أداة له , وبعد إنذارات و مناقشات روسية كثيرة معه , لم ينتج عنها حل يرضي الروس , فقرر فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا في عملية مسلحة سماها " العملية الخاصة " في شباط 2022. ترامب أراد انهاء النزاع لأنه اصبح مكلفا للولايات المتحدة , فيما يرى الاوربيون وقف النزاع بدون ضمانات خيانة لأوكرانيا .
ولهذا السبب كان رد فعل جميع دول أوروبا تقريبا حول المشادة الكلامية متعاطفا مع زيلينسكي , لان أوروبا تعتبر اندحاره امام روسيا يعد انتحار لها , واذا كان هناك سلام يجب ان يكون سلاما مضمونا منها ومن الولايات المتحدة الامريكية . لقد كان الدعم الأوربي لزيلينسكي سريعا ولم يتجاوز الساعة المشادة الكلامية حتى خرجت تصريحات دعم من الرئيس الفرنسي ورئيس وزراءه , رئيس وزراء بريطانيا واسبانيا و ليتونيا و النرويج و الجيك و استراليا والسويد وهولندا , والمستشار الألماني . كلهم ينظروا الى ان حرب اوكرانيا انما يحمي ليس فقط حريتها وانما حرية أوروبا بأجمعها وانهم سيقدمون لزيلينسكي كل أنواع المساعدة من اجل انهاء النزاع بشكل مشرف .
وعليه , فان أوكرانيا وشعبها سوف لن يمران كما مرا على العراق وشعبه من العدوان الأمريكي و الحصار الاقتصادي العالمي الذي دمر البشر والحجر فيه.
ترامب جاء الى البيت الأبيض وهو يختلف عن جميع من سبقه من رؤساء . السابقون كانوا يضعون السياسة قبل كل شيء , ترامب وضع المال قبل شيء . ترامب لم يكن سياسيا , وانما رجل اعمال يتقنص الفرص دون التفكير بعواقب الأمور. أي ينظر للقضايا العالمية من منظور الكلفة و المنفعة المالية , وهذه مشكلة الرئيس ترامب .
الرجل جاء الى البيت الأبيض وفي جعبته شؤون يغلب عليها المال لا السياسة , مما اقلق بها العدو والصديق.
شراء جزيرة جرينلاند (Greenland) بدون الرجوع الى استشارة سكانها او مالكها او من يديرها.
غيير اسم خليج المكسيك الى خليج الأمريكي بدون مشورة من الدول ذات العلاقة .
إعادة مضيق بنما الى ملكية الولايات المتحدة.
ضم كندا , وهي ارض اكبر من الولايات المتحدة , وجعلها ولاية رقم 51 دون الرجوع اخذ راي احد من الكنديين .
شراء قطاع غزة و طرد سكانها الى دول أخرى .
الطلب من الاوربيين زيادة مشاركتهم في المصاريف العسكرية على حلف الناتو , وهو الحلف الذي تقوده والمسؤولة عنه الولايات المتحدة .
احتكار المعادن النادرة وعدم السماح لدول أخرى المشاركة في استثمارها.
اعتبار الاتحاد الأوروبي اتحاد عدو للولايات المتحدة وليس صديقا ,وسوف لن يكون كذلك تحت حكمه.
فرض ضرائب اضافية على الصادرات الصينية الى أمريكا بمقدار 10%.
وأخيرا يريد فرض ضرائب على السلع الاوربية القادمة الى أمريكا قدرها 25%, وسط تكهنات من ان هذه الضرائب قد تؤدي الى ركود اقتصادي عالمي .
هذه الرغبات الامريكية اقلقت العالم , وبكل تأكيد تزيد الفجوة بين القارتين الامريكية والأوروبية, وان المشادة الكلامية قوت موقف زيلينسكي داخليا وخارجيا .داخليا , وقف احد المتبضعين امام احد المتاجر ليقول لاحد الصحفيين " اعتقد الخلاف الرئيسي هو ان أوكرانيا تريد صنع السلام ولكن ترامب يريد المعادن الثمينة" , فيما صرحت رئيسة المفوضية الخارجية بالاتحاد الأوربي بالقول " سنعزز دعمنا لأوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة محاربة المعتدي . اليوم , اصبح من الواضح ان العالم الحر يحتاج الى قائد جديد ".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق


المزيد.....




- ترامب يعلن موعد فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك.. وقرا ...
- ترامب: التوصل لاتفاق بشأن المعادن الأوكرانية لا يزال ممكنا
- سترانا: زيلينسكي يتفاعل سلبيا مع الدعوات الأمريكية لوقف النا ...
- ترامب يحذر.. لن نتسامح مع موقف زيلينسكي
- مصر.. ظهور مفاجئ لأبو تريكة يثير جدلا واسعا في البلاد 
- الصفدي يؤكد للشيباني موقف الأردن الداعم لسوريا
- محللون: جلسة الكنيست كشفت حدة أزمة نتنياهو واتساع هوة الخلاف ...
- محمد صلاح ونانسي ومسلسل -معاوية- يحققون تفاعلًا في رمضان.. ا ...
- لحظة تنفيذ عملية الطعن في حيفا
- ترامب: موسكو تسعى لتسوية الأزمة وزيلينسكي يعارض ويعرقل


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - بين زعل بوش الاب وزعل ترامب