أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - !!وهذا هو رأي المفتي : ولاعجب















المزيد.....

!!وهذا هو رأي المفتي : ولاعجب


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    


هل مخالفة القرار السياسي لأي حاكم من الحكام في الدول العربية والإسلامية تعتبر من الدواخل في أبواب الحرام والحلال ومن ثم تستلزم الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة أو تستوجب لعنة الله في الدنيا وغضبه في الآخرة علي من يخالف القرار السياسي للحاكم في الدول العربية والإسلامية ؟
وهل طاعة الحكام العرب بصورتهم الراهنة ووضعهم الحالي أمر واجب علي كل المسلمين في كل مايأمرون به وماينهون عنه ؟
وهل تلك الطاعة من باب الإمتثال للآية الكريمة : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..). النساء ٥9 .
وماذا يكون الأمر لو كان قرار الحاكم مخالف لنص من النصوص الدينية أو تعلق القرار السياسي بأمر من أمور الجور والظلم والفساد ؟
وماذا يتوجب علي المسلمين أن يفعلوا إذا سلب الحاكم المال وجلد الظهر , وهتك العرض وقتل الولد !! ؟
هل تتوجب عليهم الطاعة , وأن يسكت المسلمين عليهم وعلي أفعالهم السوداء وقراراتهم الملعونة من باب أن الطاعة للحاكم واجبة من باب ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..)
ومن باب : لاتخرجوا عليهم ما أقاموا فيكم الصلاة .
هذا كلام نريد الفتيا فيه والوقوف علي حقيقة مراد الله سبحانه وتعالي ومراد رسوله صلي الله عليه وسلم حتي لايستدرجنا من يلوحوا في وجه الناس بالنصوص الدينية المقدسة حسب مفاهيمهم العقلية هم وحدهم ومن ثم يكون هذا المفهوم هو مراد الله ومراد رسول الله ويقع الخطأ وتلتبس الأمور .
وهذا ماوقع فيه مفتي مصر في فتواه المنشورة بصحيفة المصري اليوم العدد 945 مؤكداً : أن تخفي المعتمرين وتخلفهم عن العودة لأوطانهم بعد أداء مناسك العمرة وهروبهم من السلطات السعودية داخل أراضي المملكة لأداء فريضة الحج حرام شرعاً ولا يجوز بأي حال من الأحوال.
وقال جمعة في فتواه الجديدة التي أصدرها أمس تحت رقم «٥١١٥»: إن المعتمرين الذين يدخلون الأراضي السعودية بتأشيرة عمرة، وقوانين البلاد تحتم عليهم المغادرة بعد انتهائهم من العمرة،
ولا تسمح لهم بالبقاء حتي الحج - إقامتهم بعد ذلك - وتخفيهم، تُعد مخالفة لقوانين تلك البلاد ولأمر الحاكم، وهذا لا يجوز شرعاً لقول المولي عز وجل «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..». النساء ٥٩، .
هذا ماقال به مفتي مصر في شأن هذا الأمر الذي أدخله في أبواب الحرام الديني وأخرجه من باب المخالفة السياسية للقرارات والقوانين والتشريعات التي تسنها وتبتدعها كل دولة من الدول للحفاظ علي مصالحها وهذا لايختلف عليه أحد لأن المخالفة السياسية تحتمل الخطأ والصواب وكذلك القرار السياسي يحتمل الخطأ والصواب , ولايعرف الحرام والحلال , لأنه مقترن بقرار سياسي وهذا من باب الرأي , ورأي خطأ يحتمل الصواب , ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ , أما ما يقرنه مفتي مصر بالحلال والحرام الشرعي , ومن ثم يستوجب الأمر الجنة في طاعة القوانين والتشريعات المقترنة بعقوبة يقرها الحاكم في الدنيا , ودخول النار يوم القيامة بسبب مخالفة الحاكم في قانون أو قرار أو لائحة أو تشريع أرضي من التشريعات التي أقرها المجتمع وأراد الإمتثال لها وعدم مخالفتها ’ فهذا لايجوز وأعتقد أنها فتوي غير مبررة علي الإطلاق حتي بالإستناد إلي النصوص الدينية ذاتها !!
فهل يتذكر مفتي مصر أن هناك كيان يمثل قارة بأكملها تسمي دول الإتحاد الأوروبي وهذا الكيان وحد الدستور والعمله لهذه القارة , وألغي التعريفة الجمركية بين دول القارة المسماة حالياً بالإتحاد الأوروبي , بل وجعل حرية السفر والإقامة بين أفراد ومواطنين دول الإتحادالأوروبي دون حاجة إلي تأشيرة أو جواز سفر, وتمت إقامة هذا الكيان الرائع علي أساس المواطنة وليس علي أساس الدين أو الجنس أو العقيدة أو اللغة أو اللون ؟!!
أم أنه مازال يتذكر ما قاله الشاعر : بلاد العرب أوطاني , وكل العرب إخواني !!
أعتقد من يقول هذا يصبح من المحرمات الدينية حسب رأي المفتي !!
ولكن مفتي مصر يحاول جاهداً إدخال من يتهرب من المعتمرين داخل الأراضي السعودية بعد أداء العمرة في باب الحرام الديني معللاً ذلك بأن :
هذا الحاكم قد أمر بمغادرة البلاد بعد العمرة فتجب طاعته علي الفور ولا يجوز التخلف للحج. وأضاف جمعة: إن المتخلف عن العودة لدياره بعد العمرة يعاني الكثير من الذُل والإهانة في حال اكتشاف أمره حيث يتم ترحيله، والناس لا ينظرون إلي الذين يتم ترحيلهم في كل الدنيا إلا نظرة ازدراء، والمسلم لا ينبغي له أن يذل نفسه،
فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :(لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه)، وإذا كان المسلم لا يلزمه قبول هبة ثمن الماء الذي يحتاجه لوضوئه وقد علَّل الفقهاء ذلك بما يلحقه من المنَّة. والشرع الشريف قد راعي هذا الأمر - فلا يجب علي المسلم تحصيل الحج بهذه الطرق المحرمة من باب أولي.
وأوضح المفتي أن تخفي المعتمر لأداء الحج لا يقتصر علي المتخلف وحده بل يتعداه إلي أهل بلدته، إذ يعيّرون بذلك، وربما كان ذلك داعياً إلي سن تشريعات زائدة بخصوص أهل تلك البلد إذا تكرر من أبنائها مثل هذه الأعمال.
وقال: الواجب لا يترك إلا لواجب كما تقرر في قواعد الفقه، والحاكم هنا أمر بمغادرة البلاد عقب أداء العمرة وطاعته واجبة، والحج الذي تخلف البعض لأجله ليس بواجب في هذه الحالة خاصة أنه سيرتبط بمخالفات جسيمة.
والأزمة في هذه الفتوي ليست إلا في إدخال الأمور التنظيمية التي تحددها الدول داخل نطاق الحرام والحلال والجنة والنار وبهذا يختلط السياسي بالديني , والدنيوي بالعقيدي , والقانوني بالشرعي , والعقاب الأخروي بالعقاب الدنيوي , وذلك في حالة هذه الفتوي التي أفتي بها مفتي مصر !!
ولكن كان الأجدر بعلماء الدين الحديث عن الجالية السودانية في مصر وما حدث ضدها من أعمال وأفعال ترهيب وعنف وصلت لحد القتل وهم ممن أسميناهم الإخوة الأشقاء علي مدار التاريخ ووحدة وادي النيل , ووحدة مصر والسودان , وأن الأمن المصري يبدأ من العمق السوداني ’ وهذا ما قلناه ومازلنا نقوله ونكرره حتي الآن ولم يتخذ علماء الدين والفتيا موقف تجاه هذه المأساة التي تحصل عليها السودانيين وحدهم أمام مبني مفوضية الأمم المتحدة بالقاهرة عاصمة مصر المحروسة !!
وكذلك سكت علماء الدين وعلماء السياسة بل والأمم المتحدة عن نظام الإستعباد في المملكة العربية السعودية والمسمي بنظام الكفيل والذي يمتص من عرق وشقاء ومجهود أبناء الدول الأجنبية العاملين بالمملكة العربية السعودية وتجاهلوا دور الأديان ودور المواثيق والمعاهدات الدولية في شأن ذلك الأمر القائم علي المذلة والهوان والإستعباد ومص المجهود والعرق وبدل الشقاء والإغتراب لمواطنين الدول الأجنبية , وماتكلم من تكلم إلا بكلام يوثق إرادة الحاكم في بلده وإستمراره في مسيرة الظلم والإستعباد !!
ولكن كنت أتمني من مفتي مصر أن يفتينا في نظام الممالك والسلاطين والأمراء في الإسلام ؟
وهل الإسلام يقر هذه الأنظمة في الحكم أم يرفضها ؟
وماهو حكم الإسلام فيمن يورث الحكم والسلطة للأبناء في الدول العربية ؟!!
أعتقد لا إجابة منتظرة وذلك حتي قيام الساعة وإن بدت أشراطها !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليعيش .. حاكمنا العربي
- عن التعديلات الدستورية : إحتكار مصر لصالح آل مبارك
- !! أيمن نور : خذلوك ومن قبلك خذلوا الوطن
- للمفتي رأي في موته : عن صدام والحكام العرب
- سألت الحاكم يوماً : هل تعرف معني الإنسان ؟
- ?عن إعدام صدام حسين شنقاً : لماذا صمت الحكام العرب
- !! في ظل حكم مبارك الأب : مصر لم تعد أمي : مصر زوجة أبي
- هل منكم من إنسان ?!! : عن إعدام صدام حسين
- علي جبل عرفات : هل يتذكر الحجيج الدعاء علي حكامهم
- قبل أن تعلق روؤسكم علي أعواد المشانق
- عقيدة الولاء والبراء ورفض الآخر : بين مفهوم الدين ومفهوم الو ...
- التعديل الحرام للمادة الحرام في الدستور المصري : المادة 77
- النص الخائن : الأزمة في فقه التبرير والتلفيق
- بين الإخوان المسلمين و سلطة الفساد: الحجاب والميلشيات العسكر ...
- الجماعات الدينية : بين عقيدة الفرقة الناجية وفكرة المستبد ال ...
- أزمة البحث عن نص : العقلية التلقينية والعقلية الإبداعية
- الإخوان المسلمين : سلطة الفساد : الميلشيات العسكرية للإخوان ...
- !! عن مفهوم الدعارة السياسية
- بعد إهانة مصر: ماذا ينتظر مبارك الأب ؟!!
- من وحي سورة المَسَد


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - !!وهذا هو رأي المفتي : ولاعجب