|
استراتيجية بوش تعمق ازمات الامبريالية الامريكية قطب العولمة الراسمالية
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 11:37
المحور:
المجتمع المدني
ان استراتيجية بوش الحقيقية هي الهيمنة المباشرة على العراق واستخدامه منطلقا للهيمنة على اغنى منطقة في العالم بالنفط ، بل والهيمنة على العالم ، في عصر يشهد تطور القوى المنتجة الى درجة تتيح تحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وتطور وعي الشعوب بوحدة مصالحها واهدافها وتنظيم وحدة كفاحا من اجل تحررها . اما استراتيجية بوش الجديدة !! فما هي الا واحدة من بدائل المخططات الامبريالية الامريكية لتحقيق استراتيجيتها المرفقة دائما بسيل من التهويل الاعلامي والديماغوعية . فقد اكد بوش في خطابه عند اعلان استراتيجيته (خطته) بان فشل هذه الاستراتيجية هو بمثابة كارثه للولايات المتحدة وفي الحقيقة ليس للولايات المتحدة وانما للادارة الامريكية الممثلة لمصالح اقطاب العولمة الراسمالية. واسهب في وصف النتائج الكارثية لفشل استراتيجيته التي لم تحتو على أي جديد ، بل هي استكمال للمخطط المرسوم في الهيمنة الامريكية على العراق وتحويله الى قاعدة مركزية للهيمنة على المنطقة . ولم يكن هذا اول واخر البدائل في الخططات المرسومة والمستوحاة من ارشيف دكتاتوريات راس المال على مر التاريخ ولاسيما الفاشية، بعد عجز العديد منها عن تركيع شعبنا، رغم مرور اربع سنوات. فلم يترك وسيلة من وسائل الارهاب لتركيع الشعب العراقي بل وحتى وسائل القرون الوسطى باستخدام ابشع اشكال القتل ولا اساليب محاكم التفتيش في القتل على الهوية، ولا الاساليب الفاشية بالابادة الجماعية بالغازات السامة او بالمحارق في استعمال الاسلحة الحارقة التي تبيد قرى ومدن بكاملها. ولم يبقى من الوسائل الفاشية التي تطبقها اسرائيل في فلسطين سوى تفتيت ارض العراق و شعبه بتكوين غيتوات محاطة بالجدار الاسرائيلي في فلسطين او غيتوات طائفية تحرسها قوات عراقية مسلحة ومدربة على اطاعة المستشارين والوحدات الامريكية المرافقة في العراق .فقد جاء في استراتيجية بوش: نشرت الحكومة العراقية التابعة 18 لواء من الجيش والشرطة في مناطق بغداد التسع وسنزيد من عدد المستشارين الامريكان في كل وحدات الجيش العراقي وسنرفق كل فرقة عراقية بلواء من قواتنا . ولم يدل كل ذلك الا عن عجز علاقات الانتاج الراسمالية في مرحلة العولمة الراسمالية عن ايجاد اية وسائل جديدة لتحقيق اهدافها، وعلى حتمية تحرر البشرية منها ومن اثامها. لقد حققت الخطة الامريكية نجاحا تاكتيكيا مؤقتا بتحويل النضال على النطاق الداخلي والعالمي من النضال من اجل سحب القوات الامريكية من العراق الى عدم زيادتها. فقد جاء في الاستراتيجية سنعمل على بناء جيش عراقي اكبر وافضل تجهيزا، الامر الذي يتطلب بقاؤنا لفترة طويلة . ويضيف: ان الخطأ الاساسي في استراتيجياتنا السابقة هو اننا كنا نغادر المناطق التي كنا نطهرها.. دون ان تعترض حتى زعيمة الديموقراطيين في الكونغريس، على عدم انسحاب القوات الامريكية من العراق والاقتصار على المطالبة بتقليلها وليس زيادتها. لقد استهانت استرتيجية بوش بوعي الشعب الامريكي بتخويفه من فشل استراتيجيته لانه سيؤدي الى تعزيز مواقع الاسلاميين المتطرفين ويمكنهم من اسقاط حكومات معتدلة واستخدام عوائد النفط لتمويل طموحاتهم بل وتكرار ضربتهم الارهابية ضد الشعب الامريكي.. فقد رفعت مقاومة الشعب العراقي، لجميع مخططات الادارة الامريكية السابقة وما كلفته من تضحيات وضحايا فاقت ما كلفته العملية الارهابية في 9/11/2001، فضلا عما كشفته اوضاع الشعب العراقي جراء الاحتلال ، وعي الشعب الامريكي وكشفت عن زيف كل اداعاءت الادارة الامريكية لاهداف حربها واحتلالها للعراق واعرب عن عدم استعداده لتقديم كل هذه التضحيات والضحايا من اجل النجاح،الذي لم يجرؤ بوش عن كشف جوهره، وهو: تحقيق مصالح شركات النفط والسلاح الكبرى كما ازداد وعيه بوحدة مصالحه ومصالح البشرية عموما بما فيها الشعب العراقي . كما استهانت الاستراتيجية بوعي شعوب المنطقة باعتبار فشل استراتيجيتها سيؤدي الى تفشي الارهاب وتعاظم قدرته على اسقاط الحكومات المعتدلة . فقد ادركت شعوب المنطقة اولا ان الارهاب هو احد ادواتها الاساسية لتركيع الشعوب، وثانيا حرص الادارة الامريكية على هذه الانظمة التابعة، لانها اداتها لتحقيق اهدافها في استعبادهم وشل نضالهم من اجل التحرر والمساهمة في تحرير الشعوب الاخرى. و ما الحكومة العراقية الحالية التي يطالب بوش بدعمها والتي تم تنصيبها لتحقيق كل اهداف الادارة الامريكية التي لا تقتصر جرائمها ضد الشعب العراقي بل تشمل جميع شعوب المنطقة، ما هي الا واحدة من اسوأ هذه الانظمة التابعة.. كما ان مقاومة الشعب العراقي رفعت وعي هذه الشعوب وعززت ثقتها بقدرتها على مقاومة المشاريع الامبريالية وللحكومات العميلة وصعدت من تضامنها مع الشعب العراقي. واذا نجحت استراتيجية بوش في تخويف الانظمة التي تسميها معتدلة وهددتها بالاسقاط . فبادرت الى تنشيط الجامعة العربية وفي اصدار قادتها للبيانات الرنانة في دعم الشعب العراقي وطرح العديد من مشاريع المصالحة ولكنها لم تجرؤ حتى الان على ارسال قواتها لدعم قوات الاحتلال في العراق ولا حتى الافصاح عن استعدادها لتمويل هذه الحرب القذرة ضد الشعب العراقي . كما فشلت الاستراتيجية الامريكية في اثارة رعب الدول المجاورة بما تضمنته من تهديدات صريحة وبنشر صواريخ باتريوت او حاملات الطائرات الامريكية واجهزة مخابراتها . فقد عزز صمود الشعب العراقي ثقة شعوب الدول المجاورة بقدرتها على مقاومة القطب الاعظم للعولمة الراسمالية وطورت وعيها واساليب كفاحها المشترك ضد العدو المشترك. وكان خطاب بوش يزخر بعبارات الشك بنجاح استراتيجيته المتلفعة بستار سيادة الامن والاستقرار في العراق الذي تعمل هذه الاستراتيجية على محاربته ، من اجل استكمالها باسقاط الحكومة الحالية واقامة حكم عسكري امريكي مباشر تنفذه حكومة عراقية من فلول النظام الدكتاتوري بدون صدام. فبادر الى تحديد الجهة التي سيعلق عليها سبب الفشل في تحقيق الامن : محذرا الحكومة العراقية من عقوبات الفشل التي حددها بفقدان دعم الشعب الامريكي والعراقي !!.. نعم سيقاوم شعبنا الاستراتيجية الامبريالية الامريكية قطب العولمة الراسمالية سواء كانت من خلال ادارتها الحالية بقيادة بوش او المقبلة ولم تخدعه كل هذه الاساليب والوسائل الديماغوغية ولا الارهابية مستعينا بتجاربه الرائعة وبثقته بقدراته وبدعم شعوب العالم له .. نعم ان المعركة صعبة ومعقدة لاسيما وقد تحمل شعبنا بسبب موقعه وثرواته وصموده ، بل ضرباته الموجعة لاعدائه الامبرياليين عبء كل تجارب اعداء البشرية ، لتقديمه مثلا لمن يقاوم هيمنتهم . وأبى دائما الا ان يكون المثل ليس فقط في الصمود والتحمل, بل وفي تحقيق الانتصارات، على كل هذه الاستراتيجيات (الخطط) المتتالية ، وصولا الى تحقيق استراتيجيته: تحرير شعبنا من الاحتلال والمساهمة في تحرير البشرية عموما من علاقات الانتاج الراسمالية المحرك الرئيس لجميع ما يعانيه شعبنا وعموم البشرية من كوارث ومآسي تهدد وجودها 14/1/2007
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تسليم الادارة الامريكية ملهاة صدام الى ادواتها
-
تحية لفصائل الجيش العراقي المقاومة للاحتلال في عيدها
-
نهاية ملهاة صدام خطوة نحو نهاية اعداء البشرية
-
اتركوا العراق لشعبه
-
رسالة شكر للاستاذ احمد الناصري
-
انقذوا بغداد من خطة امن بوش -المالكي
-
اليسار العراقي والحزب الشيوعي
-
الاهمية الآنية لتجربة حركة الانصار الشيوعية ضد النظام الدكتا
...
-
تغييب الاستراتيجية الوطنيةالسبب الرئيس لفشل جميع مؤتمرات الم
...
-
اليسار والحركة الشيوعية الوطنية والعالمية
-
احتجاجات جلال الطالباني على تقرير بيكر هاملتون بعضها حق يراد
...
-
تقرير بيكر هاملتن يضع الصيغة القانونية لتحويل العراق الى محم
...
-
رد على رسالة الرفيق ابو ذر ياسر
-
تعتبر الادارة الامريكية اليوم ان الحرب الاهلية في العراق الو
...
-
رسالة شكر لكل من قدم ويقدم لي النقد
-
بقاء دولة العراق ووحدته هو التحدي الاكبر والاول اليوم امام ك
...
-
مستلزمات المرحلة الراهنة
-
هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدنا
-
تطور نوعي للحركة النقابية العالمية وللعولمة الانسانية CSIتكو
...
-
تشيني يفضح سياسة الادارة الامريكية الفاشية في العراق
المزيد.....
-
سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد
...
-
ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت
...
-
الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
-
بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
-
بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
-
مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح
...
-
مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة
...
-
الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه
...
-
الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس
...
-
دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|