أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - قراءة في دعوة أوجلان للسلام














المزيد.....


قراءة في دعوة أوجلان للسلام


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 17:59
المحور: القضية الكردية
    


ربما ما زال مبكراً لنعلم ما هي تداعيات هذه الحركة أو الدعوة التي أتت من طرف الزعيم الكردي؛ أوجلان، مؤخراً بالتخلي عن السلاح والدعوة لعقد مؤتمر لحزب العمال الكردستاني وحل الحزب، وبالتالي فإن أي تحليل بهذا الخصوص فلن يتعدى نوع من التخمين والاستقراء لما ستؤول إليه أوضاع المنطقة وسط صراع الأجندات والمشاريع المتعددة والمتصارعة، لكن وبعجالة يمكن القول؛ إنها بداية مرحلة جديدة في كفاح هذه الحركة السياسية ضد الهيمنة التركية ومشاريعها الفاشية حيث بدأت الأولى مع تأسيس الحزب على يد مجموعة ثورية شبابية عام 1978، ثم بدأت المرحلة الثانية مع إعلان الكفاح المسلح وها هي المرحلة الثالثة حيث الدعوة لترك السلاح والدعوة للنضال السلمي الديمقراطي والذي بدأ قبل سنوات مع إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد؛ العمال الكردستاني ودخول عدد من وفود السلام للبلاد، لكن وللأسف فإن الفاشية التركية حينها، وبالأخص الدولة العميقة في تركيا، أفشلت مبادرة السلام لنصل إلى يومنا هذا حيث جاءت رسالة أوجلان مع الوفد الذي زاره في إيمرلي.

إن رسالة السيد أوجلان، وبقناعتي، لن تكون فقط نقطة تحول ولحظة تاريخية مفصلية في تاريخ الصراع الكردي التركي أو بنسختها الجديدة بين الديمقراطية والفاشية، بل أيضاً ستضع تركيا وحكومة العدالة والتنمية في مأزق حقيقي حيث من جهة ستسحب كل الذرائع من يد حكومة العدالة وأردوغان في ادعاءاتها وأحقية تركيا بالهجوم على مناطق الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وذلك بدعوى إنها "جزء من منظومة إرهابية"، فحلّ الحزب سيجعل لا معنى لتلك الإتهامات حيث لا وجود للمنظمة أساساً لتقول بأنها؛ إرهابية أو غير إرهابية وبالتالي سحب تلك الورقة من يد تركيا، مما سيعطي مساحة حركة لتعمل مؤسسات الإدارة الذاتية بحرية، كما إنه سيقوي موقف قوى التحالف بالتصدي لأي محاولات اعتداء تركية على روژآڤا ومناطق شمال وشرق سوريا! وكذلك ستعطي فرصة لكل من الإدارة الجديدة في دمشق ومؤسسات الإدارة الذاتية لتعميق الحوارات والاتفاق على مشروع سياسي وطني ينهي الاحتلال التركي لمناطقنا وبالتالي وضع حد لمأساة أهلنا بعفرين وباقي مناطق الاحتلال التركي حيث نعلم؛ بأن تركيا كانت وما زالت هي التي تعيق مثل هذه الاتفاقيات، إن كانت مع قوى المعارضة السورية سابقاً، أو حالياً مع إدارة الشرع الجديدة.

ذاك كان على المستوى المحلي الداخلي؛ أي السوري وما يخص شقنا في مناطق الإدارة الذاتية.. أما بخصوص الملف الكردي في باكور وتركيا، فإنها ستضع تركيا وحكومة العدالة في الزاوية وتحشرها، كون المبادرة وضعت الكرة في ملعبهم حيث باتت تركيا؛ إما تقبل بالدخول في عملية مفاوضات وسلام مع الكرد وحل القضية، مما قد يجعل التيارات المتشددة تنقلب على أردوغان وترفض المشروع وتركيا برمتها في أزمة سياسية وكذلك اقتصادية حيث سيسحب منه ورقة الحرب مع الكردستاني كأهم أسباب أزمتها الاقتصادية وإنهيار الليرة التركية، وبالتالي ستكون حكومة العدالة مطالبة بإيجاد حلول اقتصادية لوضعها المعيشي أو انتفاضة الشارع التركي ضد سياساتها الخاطئة والتي قد تكون بداية ربيع تركي على غرار الربيع العربي وربما تصبح بداية النهاية لسقوط سلطة حزب العدالة. إما في حال رفض حكومة العدالة لتلبية الدعوة ورفضت الدخول في مفاوضات وحل القضية سلمياً، فإنها ستضعها في مواجهة مع القوى الدولية وذلك في ظل ما نجده من دعم دولي لمبادرة أو دعوة أوجلان السلمية.

وهكذا نجد بأن أردوغان سيكون بين نارين؛ نار الداخل في حال لم يقدم حلولاً ترضي كل الأطراف والقوى الداخلية وبين نار الخارج إن لم يدرك كيف يمشي مع هذا الزخم والتيار الدولي المؤيد للسلام وحل القضية الكردية.. يعني وباختصار؛ جنت براقش على نفسها، وبالتالي وقع أردوغان، أو بالأحرى الدولة العميقة في تركيا بشر أعمالها! طبعاً سيكون صعباً على الكثيرين ممن نشأوا وتربوا على الفكر السياسي الأوجلاني وتكونت شخصيتهم وهويتهم السياسية وفق التعريف بأنهم "بككلية"؛ أي المنضوين والمتقمصين، أو بالأحرى الذين تكونت شخصيتهم السياسية على أساس إنهم ب ك ك، سيكون صعباً عليهم تقبل فكرة حل الحزب، كونه سيعتبر للكثيرين منهم على إنه نهاية وجودهم الكياني، وهنا نقصد بالمعنى السياسي أو الحزبي، وخاصةً في ظل تنشأة حزبية للأعضاء وفق المنظومة الفكرية القاصرة لحركتنا الوطنية الكردية حيث يتم تنشأة الأجيال وفق الرؤية الضيقة بالانتماء للحزب أكثر ما يكون الانتماء للقضية وللأسف، لكن وبقناعتي ستكون مؤقتة وخاصةً عندما تبدأ بوادر هذه الدعوة تنعكس إيجاباً على القضايا الكردية في عموم كردستان وليس فقط في باكور وروژآڤا، بل حتى في الأجزاء الأخرى أيضاً!

أما في حال رفض أردوغان وحزب العدالة للتعاطي بإيجابية ومنطق العقل مع مبادرة أوجلان والاستمرار بمنطق القوة والاستسلام، وليس السلام، فسيكون للحديث منحى آخر وقد أشارت إليها قنديل وعلى لسان القائد الآخر؛ مراد قريلان والذي صرح، وبما معناه؛ بأنهم سيلتزمون بدعوة قائدهم ولكن وقبل التخلي عن السلاح أو حل الحزب سيرون ما هي فاعلة تركيا؛ أي ما هي الخطوة والمبادرة الإيجابية المقابلة من جانب تركيا وحكومة العدالة والتنمية وبالتالي فأي رفض تركي لتقديم ما يقابل دعوة أوجلان، سيكون مصير المبادرة الفشل والذي لا نتمناه حيث سيعيد دوامة العنف وهذه لن تخدم أي طرف.. بكل الأحوال وبحسب قراءتنا للمرحلة، وقد سبق وقلتها مراراً؛ بأن الكفاح المسلح لم يعد يجدي الشعوب التي تتطلع للحرية والاستقلال حيث كانت عنوان وأداة مرحلة تاريخية نضالية مضت وأنتهت حواملها وفواعلها واليوم باتت الحركات السلمية والنضال المدني أكثر نجاعةً لاجبار الفاشيات على الرضوخ لإرادة الشعوب والتي نأمل أن تكون بداية نيل شعبنا في مختلف أجزاء كردستان لحقوقه الوطنية كاملةً وفق العهود والمواثيق الدولية ذات الشأن.. فهل ستكون بداية عهد جديد في تركيا والشرق الأوسط الجديد؟!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين الإدارة الذاتية والإدارة الجديدة
- نحن والعرب نفتقر للهوية الوطنية الجامعة.
- ما هي الواجبات الضرورية لضمان حل القضية الكردية في سوريا؟!
- قراءة موجزة في الاتفاق الكردي الكردي؛ ماذا لو كان المجلس الك ...
- سوريا لا تقبل القسمة على واحد، نقولها مجدداً!
- إضاءة حول الدور التركي في سوريا ومستقبل البلاد!
- الكردي عندما يبرر سلوك تركيا العدواني؛ هل هو جبن سياسي وجلد ...
- إقرار البرلمان العراقي إعادة أراضي الكرد وقضية -الحزام العرب ...
- ملاحظات حول لقاء مظلوم عبدي لقناة العربية
- مظالمنا لم تكن واحدة يا سيد دالاتي!!
- ‏رد على أكاذيب أردوغان!!
- أردوغان إن كان يحاول إعادة نجاحات أجداده، فإننا نحن الكرد عل ...
- تركيا “الرجل المريض”؛ لا ترموا بحبل النجاة لها مجدداً!
- يا مجلسنا الكسيح؛ بكم بعتم بضاعتكم؟!
- أيها العنصريون؛ لا تنسفوا ما تبقى من جسور بيننا!
- كرد(نا) والترويج لمقولات الاستخبارات التركية
- أهمية عفرين الإستراتيجية تركياً، قطرياً وأوروبياً!
- يا حيف يا كردو!!
- تظاهرة دمشق وسلوك بعض المثقفين القمعي
- ذكريات وملاحظات عن نظام الأسد المافيوي


المزيد.....




- بن غفير يدعو لقصف مخازن الغذاء بغزة وإعدام أسرى فلسطينيين
- الأمم المتحدة تعلن إجلاء 24 لاجئا أفريقيا من اليمن
- -قطعة من جهنم-.. هكذا يعمق الاحتلال عذابات الأسرى في رمضان
- عضو منظمة التحرير الفلسطينية يبحث مع السفير الإسباني أوضاع ا ...
- اعتقال شخص رفع علم العراق السابق فوق منزله في بغداد
- غزة وشبح المجاعة عقب منع المساعدات
- هآرتس: نتنياهو يقامر بالجيش والأسرى بشن الحرب على غزة
- قيادي في حماس: نتنياهو يعبث بمصير الأسرى ولن نقبل بصيغة جديد ...
- برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا.. هل لخفض ...
- الأمم المتحدة تعلن مقتل 356 عاملا إنسانيا في مناطق النزاع حو ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - قراءة في دعوة أوجلان للسلام