أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - الأزمة السودانية وسقوط الأقنعة وأهمية البحث عن حلول سودانوية لمشكلات السودان














المزيد.....


الأزمة السودانية وسقوط الأقنعة وأهمية البحث عن حلول سودانوية لمشكلات السودان


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 17:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الأزمة السودانية وسقوط الأقنعة وأهمية البحث عن حلول سودانوية لمشكلات السودان:


الأزمة السودانية الحالية من الأزمات الأكثر تعقيدًا في تاريخ البلاد وقارة افريقيا، ويحتاج هذا الوضع المعقد إلي إيجاد حلول إستراتيجية شاملة يصنعها السودانيون أنفسهم، ولا مانع في مساهمة الأصدقاء حول العالم من أجل بناء السلام الشامل والإستقرار المستدام؛ فما يمكن تحقيقه من مصالح مشتركة مع العالم في جو مستقر أكثر مما يتحقق في ظل الإضطرابات، أو لنقول لا يمكن تحقيق أيّ مصلحة مشتركة في مناخ الحرب بينما يتحقق كل شيئ في السلام الذي يأتي برغبة وإرادة السودان، ولكن محاولة فرض الحلول المستوردة من العواصم الخارجية لن يؤدي إلي إستقرار بل سيعيد تدوير الأزمات وتحويرها وتعقيد سُبل التوصل إلي توافق وطني في مناخ حوار سودانوي، وقد كان لنا وللعالم تجربة مريرة قبل أن تنفجر الحرب؛ حيث كنا نحذر من تداعيات إستيراد الحلول الجاهزة وإسقاطها علي المشكلة السياسية السودانية أو إقصاء الأخر وتقوي البعض بجهات غير سودانية ضد سودانيين، وكنا نحاول آنذاك مع آخرين في صناعة حلول سودانية لمشكلات السودان، إلا أن البعض لم يكونوا علي أيّ درجة من الإستعداد في التعاطي بايجابية أو حتى تفهم حقيقة الكارثة التي كنا نستشعر مخاطر وقوعها حتى وقعت الواقعة وحدث ما حدث.

التصورات الإنكفائية للأزمة السودانية أمرًا لا يتصل بمصالح السودان "لا من قريب ولا من بعيد" بل يستند علي مطامع إستعمارية لحكومات العدوان الممولة للحرب الإرهابية التي حرقت الممتلكات الخاصة والعامة وشردت وقتلت ملايين السودانيين، ومع إستمرار الخسائر العسكرية لمليشيا الدعم السريع في كل المحاور بدأ سينايو البحث الخبيث عن المخارج، ولكنه بحثًا من منظور "السارق الذي أراد الهروب بمسروقاته فسلم نفسه بنفسه إلي مركز الشرطة"، وهكذا فعلت حكومة كينيا التي أنكرت سابقًا صلتها بدعم الإرهابيين وقتل شعبنا الصابر في المدن والقرى لكنها فضحت أمرها حين إستضافت عاصمتهم فعاليات الإرتزاق السياسي والعسكري وأعلنت بعدها في بيان رسمي تبنيها "حكومة الأوهام" التي يتحدثون عن تشكيلها، وأثبتت كينيا بنفسها أنها تدعم الحرب الإستعمارية علي أرض غير أرضها في إنتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يمنع التدخل في شؤون أيّ دولة ذات سيادة، وعلي العالم اليوم التكلم بصراحة وإدانة ذلك التوجه الإرهابي بشدة للحفاظ علي مصداقية المواثيق الدولية.

جيلنا الصامد والصاعد علي المشهد العام ولد وعاش تحت نيران الحروب التي لم تتوقف إلي اليوم، والصراعات السياسية التي كانت الصحف والإذاعات تنقلها في أخبار لا تخلو من القتل والإنفجارات حتى إختفت أخبار الآداب والفنون والرياضة، ويقف الشباب الآن أمام أضخم أزمة معقدة في تاريخ السودان الحديث؛ ولكن رغم كل التعقيدات الإنسانية والسياسية والإقتصادية والأمنية التي نعيشها إلا أن الوعي الوطني القومي جعل جيلنا يواصل الكفاح بصمود وجسارة مصوبًا أنظاره نحو سودان السلام والديمقراطية والمواطنة المتساوية والبناء الجديد للدولة الموحدة علي قيمها الجامعة لشعبها المتنوع إجتماعيًا وثقافيًا؛ فلا خوف مع هذا الشعور الوحدودي الذي يعطينا أمل بأن المتمردين والمستعمرين لن يستطيعوا أبدًا تفكيك دولة السودان وتقاسم مواردها وتهجير شعبها طالما هنالك أبطال شجعان يدافعون عن وطنهم وكرامتهم ومستقبلهم بلا هوادة في كل الساحات السياسية والعسكرية.

من يراهنون علي فوز مليشيا الدعم السريع المتمردة في التباري العسكري واهمون بنيل ما هو مستيحل، وحلفاء المليشيا لا يدركون حقيقة سقوطهم في بؤرة شديدة الإظلام؛ فيحاولون في تخبطهم العشوائي إستغلال ضعف وهوان المليشيا للترويج لأجنداتهم السياسية وركوب الموجة لتحقيق أهدافهم، وهذه طبعا مغامرة سياسية مع مجموعة مسلحة منبوذة شعبيًا وملاحقة بالقانون، والحسابات تؤكد إنهيار المليشيا الإرهابية وفقدان سيطرتها علي الميدان العسكري، وقد أصبح من غير الممكن علي الإطلاق القضاء علي الجيش السوداني الذي يحارب بجسارة ويقف إلي جانبه الشعب والقوات الصديقة المشتركة والمستنفرين ويحظى باحترام الحكومات الصديقة التي أعلنت وقوفها مع السودان حكومةً وشعبًا، وهذه الحقيقة يجب أن تكون واضحة وضوح الشمس للعالم الخارجي، وهنالك الكثير من المواقف الدولية الداعمة لوحدة وسيادة السودان وسلامة شعبه العظيم، وينبغي أن يحشد كافة الأحرار عبر حملاتهم السياسية والإعلامية أصوات أكبر لمنع تفكيك الدولة وتدميرها وتحقيق السلم والأمن الإقليمي والدولي.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة علي إجتماع مجلس الأمن الدولي وتحولات المواقف الدولية تج ...
- الحركة الشعبية: حادثة تحطم طائرة القوات المسلحة بمطار وادي س ...
- نظرة علي التطورات في السودان وافريقيا
- الحركة الشعبية: اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية
- الحركة الشعبية: مجزرة مليشيا الدعم السريع الإرهابية في مدينة ...
- الحركة الشعبية: وفاة السفير والكابتن/ د. حيدر حسن حاج الصديق ...
- الحركة الشعبية: إنفجار دانة يؤدي لوفاة فتيات بمنطقة بوط
- حول التدوين المدفعي العشوائي لحركة عبدالعزيز الحلو علي مدينة ...
- الحركة الشعبية: وفاة البروفيسور خالد ياجي نقيب الأطباء السود ...
- وفاة السيدة/ سِقي ويني دبساي اسفها زوجة العميد ركن الطاهر يو ...
- وقفة عزاء ومواساة مع أسرة الرفيق الراحل عبدالماجد إبراهيم
- الحركة الشعبية: تهنئة للقائد مصطفى تمبور بمناسبة تعينه واليً ...
- الحركة الشعبية: حول قرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات ...
- تطورات الراهن السوداني
- صحيفة دارفور الآن تحاور المتحدث باسم الحركة الشعبية-شمال
- صحيفة الشارع السوداني تحاور المتحدث باسم الحركة الشعبية-شمال
- بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية الجد ...
- إنفتاح العلاقات الخارجية في ظِل حرب التحرر الوطني من الإستعم ...
- ذكرى إعلان إستقلال السودان من البرلمان
- الحركة الشعبية-شمال تصدر بيان صحفي في اليوم العالمي لحقوق ال ...


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - الأزمة السودانية وسقوط الأقنعة وأهمية البحث عن حلول سودانوية لمشكلات السودان