أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - موازين قوة جديدة














المزيد.....


موازين قوة جديدة


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 13:29
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بسؤال بسيط أوضح ترامب علناً وجود قوى عظمى أوربا ليس من ضمنها، فأثناء استرسال ضيفه رئيس الوزراء البريطاني في الحديث عن علاقة التعاون بين بلاده والولايات المتحدة وعن أنهما كانا يتبادلا الدعم عند الحاجة، قطع ترامب حديث ضيفه بسؤال أحتقاري: هل يمكنكم مواجهة روسيا بمفردكم؟
وكانت إجابة وريث الإمبراطورية العجوز، قهقهة محرجة.

ورغم ان ترامب بدى في هذه الواقعة مثل "صبي شقي" معجب بعضلاته، إلا إنها كشفت عن انه ينظر إلى روسيا نظرة مختلفة عن نظرته إلى أوربا، نظرة قائمة على حجم القوة العسكرية التي بحوزتها. أمر يفسر أسباب اعجابه غير الخفي بروسيا وبوتين، واحتقاره لبلدان أوربا التي تفتقر إلى القوة وتعتمد على واشنطن في ضمان أمنها.
موقف ترامب يتفجر بالابتذال، لكنه يكشف عن خواء الوضع الأوربي، واستمرار نوم قادة أوربا في العسل، والغرق في حالة الرضى عن النفس والثقة الواهمة بامتلاك قوة لم يعد لها وجود.

ربما حقق قادة أوربا، عبر اتحادهم الفضفاض، نجاحا مؤقتاً على الصعيد الأقتصادي معتمدين على مصادر الطاقة الروسية الرخيصة، والحماية الأمنية الأمريكية، امر استفزّ الروس والأمريكان الذين رأوا ان أوربا تتمتع ببحبوحة عيش، ومكانة دولية تعتمد عليهم كليا في جوانبها الأساسية. فقرر الروس والأمريكان كل من جانبة تغيير المعادلة، بما يجعلهما قطبي رحى ضاغطين على أوربا، وكلاهما يعتمد على قوة عسكرية وترسانة نووية جبارة لا قبل لأوربا بمواجهتها.

وكما كانت بريطانيا وفرنسا كامبراطوريتين كبيرتين تتنافسان حينا وتتوافقان حينا آخر، وتتقاسما مناطق النفوذ، يبدو ان أدارتا ترامب وبوتين قررتا ممارسة لعبة الكبار هذه ذاتها. واتفقتا على تقاسم المغانم في أوكرانيا، وإضعاف اوربا، وتسليم الشرق الأوسط لواشنطن وقاعدتها الكبرى المسماة "إسرائيل".
يكفي روسيا محيطها التأريخي السابق، على الزمن القيصري أو البلشفي، ويكفي أمريكا قارة أمريكا الشمالية والوسطى، والشرق الأوسط كمصدر لخامات ليست لروسيا حاجة اليها لأنها تتوفر على احتياطات نفط وغاز مهولة، وغيرها من احتياطات المعادن النادرة التي تعاظمت بعد ضم المقاطعات الأوكرانية الأربع اليها.

وإذا ما اقتنعت الإدارات الأمريكية التي ستخلف إدارة ترامب بتوجّهه ، وسارت على نهجه، فستثير ولا ريب هواجس، إن لم نقل غضب، الصين التي قد لا يكون بأمكانها الأستغناء عن احتياطيات الشرق الأوسط من النفط والغاز وغيرهما من المعادن. وستسعى بدورها إلى إعادة رسم التوافقات الأمريكية – الروسية، بما يضمن مصالحها، وربما يكون للهند هي الأخرى تحركاً في ذات الإتجاه.

إذن القارة التي حكمت العالم من خلال الأمبراطوريات الأستعمارية القديمة، تواصل الإنحدار نحو مهاوٍ أكثر عمقاً، والإمبراطورية الروسية في طريقها إلى الأنبعاث، لتحتل موقعها في توازن مع القوة الأعظم أمريكا، تطاردهما الصين، وربما الهند كذلك.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر عقلية -التفوق الأبيض-!
- اثنان وستون عاما على الواقعة
- ما هي خلفيات مجزرة أوربرو؟
- من يقف وراء جريمة أوربرو؟
- أدران لا تستدعي الإبتئاس
- نتائج باهرة لمعركة مجيدة!
- أعترافات الشيخوخة
- معضلة النفاق الثقافي
- الدونباس مقابل دمشق
- سجن صيدنايا في اسطنبول
- بين صدام حسين وآل الأسد
- أي مستقبل ينتظر السويد؟؟؟
- التوحش الأوربي وكوارث الشرق الأوسط
- حرية التعبير في الغرب
- ما هي خياراتنا في معادلات الصراع المحلي والدولي؟
- فرية عمالة المقاومة العربية لإيران
- كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟
- نجاحات -غزوة- البيجر!
- نحو تفكيك السردية الصهيونية
- العلم والدين والأنسان


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - موازين قوة جديدة