أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - نظرة علي إجتماع مجلس الأمن الدولي وتحولات المواقف الدولية تجاه السودان














المزيد.....


نظرة علي إجتماع مجلس الأمن الدولي وتحولات المواقف الدولية تجاه السودان


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 02:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


نظرة علي إجتماع مجلس الأمن الدولي وتحولات المواقف الدولية تجاه السودان:


لقد شهد الساحات السياسية والعسكرية تحولات كبيرة خلال الفترة الماضية، إلا أن التحول الأكثر سطوعًا علي الفضاء العام ما جاء في مجلس الأمن الدولي خلال جلسة ساخنة إنعقدت وسط تباين وتعدد الأراء والمواقف حول ما يجري في السودان، والنظرة الدولية لتداعيات المؤامرة الكينية الموجهة نحو شرعنة تقسيم السودان عبر صناعة حكومة موازية لا أساس ولا تأثير لها علي أرض الواقع إلا ضجيج دعاتها في الإعلام الإسفيري؛ وليس هذا تقليلاً من خطورة الأمر بل هو عكس لواقع مكشوف لن نقبله ولن يقبله أيّ عاقل؛ فكان خطاب السفير الحارث إدريس في جلسة مجلس الأمن الدولي صريحًا وقويًا في تناول الروئ تجاه رفض التدخلات الخارجية في شؤون السودان، وقد حذر من التسامح مع إنتهاك ميثاق الأمم المتحدة والصمت علي العبث الممنهج بوحدة وسيادة البلاد، وقد شاطره في ذلك أصدقاء السودان الذين ينظرون إلي المستقبل بعين الحقيقة.

مندوب الصين لدى مجلس الأمن الدولي، تحدث بوضوح عن ان "إعلان جهات مسلحة في السودان عن رغبتها في تشكيل حكومة موازية قد يهدد بتقسيم السودان، وأكد أن بلاده ستدعم سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه"، وكذلك مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي، قال في كلمته التاريخية "نحن على قناعة بأنّ أقصر الطرق لحل الأزمة الإنسانية تتمثل في التعاون مع الحكومة المركزية في السودان والأجهزة التابعة لها"، وتظل الحكومة في السودان تعمل بمؤسساتها القانونية التي تجد الدعم الشعبي والسياسي علي جميع الأصعدة، والأقنعة التي يلبسها البعض من أجل تسويق الأوهام السياسية كشفتها حقائق واقعية للدولة السودانية بتاريخها وإرثها في الحرية والكرامة، وتلك القييم الراسخة يعرفها كل ذي بصر وبصيرة.

هنالك مواقف آخرى واضحة وصريحة في دعم الحكومة السودانية ورفض التدخل في الشؤون الداخلية أو الإعتراف بحكومة موازية، ونقرأ هذه المواقف من صحائف جمهورية مصر والمملكة السعودية وقطر والكويت والجزائر وجامعة الدول العربية؛ إضافةً إلي تصريحات السيد رمطان لعمامرة بشأن خارطة الطريق الحكومية المطروحة وتنفيذ إتفاقية جدة، ويعكس ذلك التوجه تحولاً في فهم قضية السودان وحساسية التعامل معها في ظِل التوترات الأمنية المتصاعدة علي مستوى الإقليم من حولنا، وهنا أجمعت الكثير من الدول علي التعامل مع السلطات القائمة في السودان بعيدًا عن تصورات التقسيم وفرض أجندة الخارج التي لا تحل المشكلة إنما تعمقها في حال لم ينتبه العالم لخطورة ذلك التوجه.

نلاحظ تأرجح في مواقف بعض الدول التي تقف في منتصف هذه الساحة الملتهبة بلا يقين يمكنها من إتخاذ مواقف صريحة تجاه القضايا الإنسانية أو السياسية المبنية علي رؤية تعتمد حقائق الصراع السياسي والأمني الجاري في السودان، وهنا ينبغي مواصلة العمل الدبلوماسي بوتيرة أنشط وأسرع بغية شرح خلفيات الصراع وفرص التعاون المستقبلي وتشجيع تلك الدول في خروجها من دائر الأولويات المنخفضة إلي التعاطي مع الوضع بحساسية أكبر وطبقا لمشروع إستراتيجي واضح المعالم، ومن الواضح أن قوة خطاب السودان والدول الصديقة علي منضدة الأمم المتحدة قد أثر علي روئ الكثيرين حول المسألة السودانية بشكل جيد ودفع من كانوا يلتزمون الصمت بالتحرك خطوة نحو الإعتراف بخطورة المؤامرة الإستعمارية التي تهدف إلي تقسيم السودان وتدميره.

من المهم جدًا أن تعمل الحكومات والهيئات الإقليمية والدولية وفقا لخطة إستراتيجية محكمة يتم بلورتها من المواقف الأخيرة التي تتحدث بوضوح عن ضرورة الحفاظ علي الإستقرار والسلم المحلي والإقليمي، ولا يتحقق ذلك إلا عبر "تصويب السهم علي الفيل وليس ظله" بادانة ممولي الإرهاب والإستعمار ودعم الحكومة السودانية في مساعيها السياسية والعسكرية الرامية إلي تثبيت أعمدة أجهزة الدولة وتشغيلها وحفظ سيادتها القانونية وإيقاف الحملة الإستعمارية المستعرة والمستمرة لتفكيك الدولة وإشاعة الفوضى، لذلك يجب تضافر كافة الجهود لإنهاء التمرد ومحاربة الإرهاب والجرائم المنظمة والعابرة للحدود وحماية حقوق الإنسان أمام حملات القتل والتشريد التي تنفذها مليشيا الدعم السريع الإرهابية أينما حلت، وهذه من مسؤوليات حكومة السودان التي يتوجب علي العالم الوقوف إلي جانبها ودعمها بقوة لتحقق الأهداف المرجوة.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشعبية: حادثة تحطم طائرة القوات المسلحة بمطار وادي س ...
- نظرة علي التطورات في السودان وافريقيا
- الحركة الشعبية: اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية
- الحركة الشعبية: مجزرة مليشيا الدعم السريع الإرهابية في مدينة ...
- الحركة الشعبية: وفاة السفير والكابتن/ د. حيدر حسن حاج الصديق ...
- الحركة الشعبية: إنفجار دانة يؤدي لوفاة فتيات بمنطقة بوط
- حول التدوين المدفعي العشوائي لحركة عبدالعزيز الحلو علي مدينة ...
- الحركة الشعبية: وفاة البروفيسور خالد ياجي نقيب الأطباء السود ...
- وفاة السيدة/ سِقي ويني دبساي اسفها زوجة العميد ركن الطاهر يو ...
- وقفة عزاء ومواساة مع أسرة الرفيق الراحل عبدالماجد إبراهيم
- الحركة الشعبية: تهنئة للقائد مصطفى تمبور بمناسبة تعينه واليً ...
- الحركة الشعبية: حول قرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات ...
- تطورات الراهن السوداني
- صحيفة دارفور الآن تحاور المتحدث باسم الحركة الشعبية-شمال
- صحيفة الشارع السوداني تحاور المتحدث باسم الحركة الشعبية-شمال
- بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية الجد ...
- إنفتاح العلاقات الخارجية في ظِل حرب التحرر الوطني من الإستعم ...
- ذكرى إعلان إستقلال السودان من البرلمان
- الحركة الشعبية-شمال تصدر بيان صحفي في اليوم العالمي لحقوق ال ...
- بيان صحفي للحركة الشعبية-شمال بمناسبة العيد ال(70) للشرطة ال ...


المزيد.....




- الملكة رانيا العبدالله في فيديو مع العائلة الهاشمية بشهر رمض ...
- حقيقة فيديو توقيع زيلينسكي على قنابل استخدمتها إسرائيل خلال ...
- أوربان: الحلفاء في لندن اعتمدوا خيار تأجيج الصراع وتمويل الح ...
- بعد توبيخ زيلينسكي.. ما خيارات ترامب؟
- نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية
- سلوفينيا تحتفل بكرنفالها العريق: مزيج من الفولكلور والألوان ...
- تقرير: بديل مصر لـخطة ترامب حول غزة يهدف لتهميش حماس
- سوريا: المسحراتي يجوب الشوارع بدون موافقات وحواجز الأمن
- -سو-34- تدك مواقع القوات الأوكرانية بقنابل حائمة
- الخارجية الإيرانية للسفير التركي: حساسية الوضع الإقليمي تتطل ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - نظرة علي إجتماع مجلس الأمن الدولي وتحولات المواقف الدولية تجاه السودان