كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 20:15
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
منذ اليوم الذي عاد فيه ترامب ثانية إلى البيت البيضاوي وهو ينتهك سيادة البلدان القريبة والبعيدة، ويطلق تهديداته للرؤساء والملوك والأمراء والقادة. تارة يهدد المكسيك وتارة يتطاول على كندا، ويطالب الدنمارك بالتنازل عن غرينلاند. ويطالب حكومة بنما بالتنازل عن قناتها الملاحية، ويأمر الاردن باستقبال المهجرين، ويأمر لبنان بإتلاف ذخيرة الجنوب، ويطالب العراق بدفع تكاليف الاحتلال الذي كانت تقوده أمريكا وعصاباتها عام 2003, ويوجه ضربة قاضية إلى اوكرانيا، ويستخف برؤساء الاتحاد الأوروبي. ويطرد زيلينسكي ويأمره بالعودة فورا إلى بلاده. .
فما جرى ويجري على يد ترامب هذه الايام لم تشهده العلاقات الدولية من قبل. . لا ريب انكم شاهدتم الفخ الذي نصبه لملك الأردن، ثم الفخ الذي نصبه لزيلينسكي. وكانت معاملته له اشبه بمعاملة مدير مدرسة لتلميذ صغير من ذوي الاحتياجات الخاصة في المرحلة ابتدائية، فكان يوجّه له الاهانات والانتقادات والوخزات التي لا تخلو من التهكم والسخرية. .
كانت الدبلوماسية على مدى السنوات والقرون الماضية تتم خلف أبواب موصدة وفي جلسات سرية، فاصبحت الآن مكشوفة مفضوحة. تجري امام عدسات المراسلين وتنقلها الفضائيات نقلا مباشرا. .
كانت صدمة قاسية استنكرها الأمريكان قبل الأوروبيين، وامتعض منها العالم كله. الأمر الذي دفع قادة البلدان الأوروبية إلى التماسك والثبات في مواجهة ترامب وطيشه وتهوره وبلطجته. فتعاظم دعمهم لأوكرانيا التي لم ترضخ لترامب، ولم تتنازل عن نصف ثرواتها المعدنية. .
حتى الشعب الأمريكي نفسه غير راض عن سلوك ترامب، وكانت له الصحافة الأمريكية بالمرصاد. .
قال بعض المحللين: (لقد تسببت عنجهية ترامب بنسف وتخريب علاقاتنا بحلفائها حول العالم، ولا ينبغي السكوت عن هذا الانقلاب المفاجئ في القواعد الدبلوماسية). .
وهنا صدقت نبوءة هنري كيسنجر عندما قال: (قد يكون من الخطر ان تكون عدوا للولايات المتحدة الأمريكية، لكن ان تكون صديقاً لها، فهذا أمر قاتل). .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟