أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بافي رامان - النظام السوري الاستبدادي قاب قوسين او ادني ، من خلال استراتيجية بوش الجديدة ؟















المزيد.....

النظام السوري الاستبدادي قاب قوسين او ادني ، من خلال استراتيجية بوش الجديدة ؟


بافي رامان

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 13:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ سقوط بغداد راهنت النظام الاستبدادي السوري على انهزام الولايات المتحدة الامريكية في العراق ، من اجل وقف توجيه الحملة الامريكية و الدولية نحو دمشق و طهران و ذلك بتدريب عناصر المتمردين و الارهابيين و البعث الصداميين في قلب العاصمة السورية و المحافظات الاخرى على السيارات المفخخة ، و ايواء جميع عناصر الارهابية العراقية امثال عزت الدوري و كذلك الارهابيين من اغلب الدول العربية و ارسالهم الى العراق ، بالاضافة الى الدعم اللامحدود للطائفة السنية في مناطق الانبار و الفلوجة و الرمادي من خلال هيئة علماء المسلمين و زعيمهم حارث الضاري ، و كذلك دعم بعض الجماعات المنخرطة في العملية السياسية في العراق امثال صالح المطلك الذين يتلون بمئة لون ، ففي الصباح يدعي انه مع المقاومة التي لا نعرف عنها اي شي ، لانه منذ الازل اي مقاومة ضد الاحتلال تعلن عن نفسها منذ يوم الاول من الاحتلال الا في العراق حتى الان لا نعرف اي شي عنهم ، و في منتصف النهار تحت قبة البرلمان و يناقش المشاريع السياسية ، و يدعي انه مع الشعب العراقي من خلال طرح البرامج السياسية ، و في الليل مع الارهابيين و التكفيريين ، كل ذلك بتنسيق واضح مع النظام الملالي في ايران و ذلك من خلال دعم الاخير للشيعة بقيادة التيار الصدري و جعله حزب الله الثانية في العراق ، لاشعال الفتنة الطائفية و المذهبية لزعزعة الوضع العراقي ، و عدم استقرار الحكومة العراقية و للضغط على الجيش الامريكي ، بالاضافة الى التنسيق و التخطيط مع النظام الطوراني في تركيا لتحريك الجماعات التركمانية في كركوك ضد الشعب الكردي ، و بالاضافة الى دعودت الاخيرة لبعض الجماعات الى عقد مؤتمر في استنبول من خلال عدنان الدليمي لافشال التجربة الديمقراطية في العراق ، لان هذه التجربة الديمقراطية ستكون الشرارة الاولى على المنطقة بشكل عام و دول الجوار بشكل خاص .
ان الارهابيين و التكفيريين و الصداميين و انصاف السياسيين حققوا الى حد ما هذا الرهان و كذلك بسبب اخطاء الولايات المتحدة الامريكية في العراق عندما حل الجيش و جميع مؤسسات الدولة العراقية و كذلك اخطاء بريمر في بداية الاحتلال ، لذلك و حتى الامس القريب تبين و كأن الادارة الامريكية اصبحت قاب قوسين او ادنى لطلب المساعدة من النظام الايراني و السوري و بذلك كانت تحمل في ثناياه نصرا معنويا للنهج الاستبدادي السوري – الايراني في المنطقة ، من خلال ما جاءت في تقرير بيكر – هاملتون عندما اوصى الادارة الامريكية بفتح حوار مباشر مع هذه الانظمة ، و كانت تراجعا و اضحا للسياسة الامريكية المعلنة في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير من خلال محاصرة الانظمة الاستبدادية . غير ان ذلك لم يدم طويلا ، فقد قضت استراتيجية بوش الجديدة المعلنة على اخر حلم من اخلام هذه الانظمة و في استبدال سياسته بسياسة الحصار و الضغط على دمشق و طهران ، لان الادارة الامريكية حسمت امرها بصورة لا تقبل التأمل و التأويل في حل العسكري و بذل المزيد من الجهود لكسر ضغوط الارهابيين و التكفيريين ، و يبدو ان الادارة الامريكية جادة في ممارسة مزيد من الضغوط على ايران و سورية بهدف افشال مخططيهما في العراق ، و منعهما من التدخل في الشأن العراقي ، و هذه نقطة هامة جدا تمثل اختلافا جوهريا في الاستراتيجية الامريكية عن النظرة التي ترى ضرورة الحوار معهما من اجل الاستفادة من النفوذ التي تتمتع به كل منهما داخل العراق . مما يعني بشكل صريح الاعتراف بنفوذهما داخل العراق و ذلك عندما طرح اشراك السنة بشكل اكبر في العملية السياسية .
و من المهم ملاحظة ما جاءت في الاستراتيجية الامريكية الجديدة تتقاطع مع مسائل ساخنة و هامة في المنظقة :
1- التحدي الواضح و الصريح ضد تطوير ايران لقدراتها النووية ، و تقليص نفوذها الصفوي في المنطقة ، و ينسجم التصعيد المتضمن في الاستراتيجية الامريكية الجديدة مع التصعيد العام في المجتمع الدولي و المنطقة ، لان هذا السنة يتوقع ان يكون عام الحسم بالنسبة لمصير البرنامج النووي الايراني ، و ذلك بفرض العقوبات الاقتصادية على ايران بالاضافة الى العقوبات الدبلوماسية حتى من حلفائها الروسي و الصيني ، و حشد الطاقات الجماهيرية و الاقليمية ضد ايران .
2- افشال المخطط السوري في لبنان ، و الضغط عليها من اجل تقليص دعمها لحزب الله و بعض الجماعات المسيحية بقيادة الجنرال ميشيل عون التي تعمل ليلا و نهارا لاسقاط الحكومة اللبنانية الشرعية ، و للعمل من اجل انشاء المحمكة الدولية في قضية الاغتيال الارهابي بحق رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ، لان الادارة الامريكية تنظر الى السياسة السورية باعتبارها بعيدة جدا عن الانسجام مع رؤيتها المستقبلية للشرق الاوسط الخالي من الارهابيين ، لذلك فانها ترى في ممارسة الضغوط السياسية و الاقتصادية السلاح الاقوى لتطويق النهج السياسي السوري و هذا كان واضحا عندما فرض امريكا عقوبات اقتصادية على 24 شركة عالمية التي تمول النظام السوري و الايراني بالسلاح و كانت رسالة واضحة قبل اقرار الاستراتيجية الجديدة لهذه الانظمة . كذلك بين ايدي الادارة الامريكية اكثر من ملف لممارسة الضغوط ياتي في طليعتها المحكمة الدولية كما ذكرنا سابقا ، و هذا كان لافتا عندما اشارة بوش في كلمته اليها و ذلك عندما قال : ان المحكمة الدولية اكثر الحاحا اليوم . بالاضافة الى التقارير اليومية التي تصدر من قبل الامم المتحدة و المنظمات الدولية و الحقوق الانسان بالانتهاكات النظام الاستبدادي بحق الشعب السوري .
و يمكن ان تتوقع بعد اليوم بتزايد الضغوط اكثر على النظام الاستبدادي السوري في ضوء استراتيجية بوش الجديدة ، بالاضافة الى المحكمة الدولية التي من المحتمل ان تقرر حتى البند السابع ، تعمل هذه الادارة لعزل هذا النظام دوليا و اقليما ، و قد ظهر ذلك جليا عندما توافق نسبيا بين السياسة الاوربية و الامريكية نحو عزل سورية و كذلك بعض الاجواء العربية .
و في ظل هذه الاجواء ، و الضغوط غير المسبوقة ، لابد للنظام الاستبدادي مراجعة الذات قبل كل شي ، و من ثم العمل على مراجعة شاملة للسياسة السورية ، و هذا ما يتطلبه جميع القوى الوطنية و الديمقراطية داخل البلاد وخارجه ، و البحث عن عوامل القوة و التماسك ، ليس فقط في السياسو الخارجية ، و انما يجب فتح الحوار الجاد و الصريح مع الداخل قبل فوت الاوان لانها اخر فرصة لهذا النظام ، لان التاريخ اثبتت ان كل مراحل الحياة السياسية تكمن في ارتباط السلطة مع شعبه لان الشعب دائما هو الملاذ الآمن و الحصين لاي نظام كان ، و للتاريخ نقول : عندما دخلت القوات البريطانية الى دولة الهند ، اعلن لال نهرو استنفار عام بين ابناء شعبه ليس لمحاربة قوات الاحتلال عسكريا و انما لمحاربتها اقتصاديا ، و قاطعوا البضائع الاجنيبة ، و حولوا كل بيت هندي الى ورشة عمل ، و بذلك اضطر الجيش البريطاني الى الانسحاب من بلادهم لانهم اعلنوا انهزامهم اقتصاديا ، و المقصود من هذا المثل ليس لذكر التاريخ و انما للقول ان الحاكم او السلطة عندما تكون للشعب و نابعة من بين ابناء الشعب و بطرق ديمقراطية ، لا يمكن للشعب ان تتخلى عن هذا الحاكم او السلطة . و لكن في سوريا فان العكس هو الصحيح تماما ، لان السلطة الاستبدادية بالاساس غير شرعي و حالة شاذة على الواقع السوري ، و بالمقابل كلما كثرت عليها الضغوط الدولية و الاقليمية فهي بالمقابل ترفع من وتيرة قمعها و اضطهادها بحق ابناء الشعب ، و تمارس جميع انواع العنف و التعذيب و القتل و الارهاب الدولة المنظم ، و ما التقارير اليومية التي تصدر عن لجان حقوق الانسان و المجتمع المدني و لجان العفو الدولية بممارسة هذا النظام جميع انواع التعذيب و المداهمات اليومية للبيوت و اعتقالات التعسفية بحق ابناء الشعب السوري الا دليل واضح على تخبطات هذا النظام ، و خوفيه المقيد على كرسي السلطة ، و لتغطية ما وصل اليه سوريا من الفساد الاداري و سرقة البلد من قبل عصابات المافيوية ، و كل ذلك من خلال الاحكام العرفية اكثر من اربع عقود و قانون الطوارىء و فلتان ايدي الاجهزة الامنية الاستخباراتية التي تتحكم بكل صغيرة و كبيرة في البلد من تعين اصغر موظف و فراش الى اكبر مسؤول في الدولة ، و التي فاقت تعدادها تعداد المدارس و الجامعات ، و ما الاعتقالات التعسفية الاخيرة بحق الوطنيين و الاحرار و الديمقراطيين من ابنا شعبنا الا دليل افلاس هذا النظام و لتنفيذ مخططات اقليمية ايرانية – تركية ، وخاصة عندما تلاحق ابناء الشعب الكردي خاصة في منطقة عفرين وحلب ، الا للضغط على الشعب السوري بشكل عام و الشعب الكردي بشكل خاص و خوف هذه الانظمة الديكتاتورية من التجربة الديمقراطية الفيدرالية في كردستان العراق . و لكن فان النظام الاستبدادي خسرت الكثير من علاقاتها الخارجية و الاقليمية و خسرت شعبها ، و اصبحت معزولة خارحيا و داخليا ، و بالمقابل فان الشعب السوري ربح الكثير و كسب تاييد دولي و اقليمي ، و رغم ذلك امام النظام الاستبدادي الفرصة الاخيرة للعمل الى المراجعة الى الشعب ، لان الشعب السوري حتى الان تؤمن بالاصلاحات و التغير الديمقراطي و ذلك من خلال تبيض السجون من المعتقليين السياسيين و العمل الى اجراء انتخابات حرة و نزيهة و كتابة دستور جديد تؤمن للجميع حقه في العيش الحر و الكريم و الغاء جميع القوانيين الاستثنائية و العنصرية و الغاء قانون 8 من الدستور التي تعتبر حزب البعث حزب الدولة و السلطة و الغاء قاون رقم 49 من الدستور و كذلك الاعتراف بحق الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد . قبل وقع الفأس في الراس .



#بافي_رامان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام العرب وصمة عار على جبين شعوبهم ؟
- اعدام النهج السياسي ام اعدام الاشخاص؟
- النظام السوري الاستبدادي في قفص الاتهام
- الاستبداد........ الفساد ................ الارهاب ؟
- لنجعل من يوم العالمي لحقوق الانسان يوم للشعب السوري؟
- لنجعل يوم العالمي لحقوق الانسان يوما للشعب السوري؟
- الاسلام...........الارهاب؟ الجزءالخامس
- طلاق النظام السوري الاستبدادي من قبل الشعب السوري ؟
- الاسلام........................ الارهاب ؟ الجزء الرابع
- الاسلام.........والارهاب؟ الجزء الثالث
- الاسلام ............................................ الارهاب ...
- الاسلام...............................الارهاب؟
- التسكع على ابواب الانظمة الاستبدادية و الفاشية
- يوم الخامس من اكتوبر يوم التقاء المعارضة السورية
- سري للغاية : مازال يحدث في سوريا..؟
- لا تندم يا اخي و صديقي - رسالة مفتوحة الى الاستاذ ابراهيم يو ...


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بافي رامان - النظام السوري الاستبدادي قاب قوسين او ادني ، من خلال استراتيجية بوش الجديدة ؟