أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سالم جبران - في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!















المزيد.....

في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 13:52
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مثل قنبلة "عنقودية"، انفجرت قنبلة الفضائح المالية التي اكتشفتها الشرطة مؤخراً، في وجه رئيس حكومة إسرائيل إهود أولمرت ووزير ماليته أبراهام هرشزون.
وقد زاد الفضيحة عنفاً وخطورة وإمكانية واقعية للإسقاطات السياسية أن مديرة مكتب أولمرت شولا زاكين وشقيقها جاكي ماتسا بين كبار المتهمين. السيدة زاكين ترافق أولمرت منذ 1973. فأصبحت سكرتيرته عندما انتخب عضواً في الكنيست (البرلمان) ومنذ ذلك الوقت وهي سكرتيرته المقربة جداً، عملت معه كعضو كنيست، وكوزير للصحة وكرئيس لبلدية القدس وكوزير للمالية، ونائب رئيس الحكومة، والآن عندما صار رئيساً للحكومة، ظلّت شولي زاكين معه، مخلصة وفية له وهو مخلص وفي لها.
ويقال إنها عينت شقيقها يورام كاربي في منصب رئيس هيئة الضرائب. ويبدو أنهما استغلا هذا الوضع استغلالاً حاداً، بحيث بدأ الفساد المالي ينتشر انتشار السرطان في الجسد المريض!
الشرطة الإسرائيلية تابعت هذه القضية في السر وفي صمت خلال أشهر غير قليلة، كما راقبت هواتف كل الشخصيات المهمة أو المتورطة. وقد فجَّرت القنبلة الإعلامية والاقتصادية والسياسية، قبل أيام. ويقال إن التحقيق قد يطول، ولكن في نهايته سوف تطير "رؤوس" كثيرة، ويقال إن حكومة أولمرت نفسها قد تسقط!
هناك مَن يحاول أن يخفف من وقع هذه الفضيحة. وهناك مّن يخاف أن يتسع الشك ليشمل كل شيء وكل مجال. وهناك من منطلق "المسؤولية القومية" مَن يقول: ليس كل شيء فاسداً وجهاز الدولة قد تكون فيه بؤر مظلمة، ولكنه نظيف!!
ومع هذا، فإن مسؤولاً كبيراً في الشرطة، لم تُفصح الصحف عن اسمه قال: "إن مصلحة الضرائب تُدار مثل عصابة إجرام منظم" ويكفي هذا لايضاح الشعور بالذهول والقلق الذي يعم الآن المؤسسة الحاكمة في إسرائيل.
إن هذا التطور-التدهور يبدو شيئاً طبيعياً إذا عرفنا أن عصابات الإجرام تسيطر أيضاً، إلى حد بعيد، على الحياة الرياضية، وتؤثر في نتائج الألعاب، طبقاً لطلبات المقامرين الكبار الذين يشترون أوراق اليانصيب المبنية على نتائج لعب الرياضة.
يجب القول، هنا، أن هذه التطورات في إسرائيل ليست مفاجئة، بل هي جزء لا يتجزأ (جزء طبيعي!) من التطور الاقتصادي والاحتكاري الذي جرى في إسرائيل في العقدين الأخيرين. فإسرائيل أصبحت دولة رأسمالية متطورة بالمقاييس العالمية. ومعدل الدخل السنوي للفرد فيها أكثر من 22 ألف دولار، وهناك شركات إسرائيلية ذات وزن اقتصادي عالمي، تنافس الشركات الغربية. وهناك تداخل بين الرأسمالية الإسرائيلية والرأسمالية اليهودية العالمية، خاصة الأمريكية.
إن إسرائيل قد ودَّعت من زمن بعيد المرحلة عندما كانت "طلائعية" و"مثالية"، وعندما كان بن غوريون وليفي إشكول وغولدا مئير وبنحاس سفير قادة في الحركة الصهيونية (قبل قيام دولة إسرائيل) وبعد ذلك قادة في دولة إسرائيل، ويعيشون حياة بسيطة متواضعة، تكاد تكون متقشفة!
الآن الرأسمالية اليهودية في إسرائيل هي رأسمالية معاصرة، متطورة جداً، متداخلة تماماً مع الرأسمالية العالمية الأساسية، كذلك هناك شعور بأن إسرائيل "واثقة بنفسها"، لم تعد خائفة أن ينقض عليها العالم العربي لإبادتها، ولذلك فإن الرأسمالية اليهودية صارت تعيش وتعمل، خططاً وأساليب، مثل كل الرأسمالية الغربية المتطورة. وصار الدولار، هو الإله الحقيقي الذي يعبده شعب إسرائيل، وصار الركض وراء الدولار، أقوى وأشرس من أي دافع آخر.
المفكر والقيادي السابق في حزب "العمل" أرييه لوبا إليئاب، عرَّف هذا التطور الرأسمالي في إسرائيل تعريفاً دقيقاً جداً عندما قال: "تمر إسرائيل بما مرت به الولايات المتحدة. المهاجرون الأوائل كانوا طلائعيين، مثاليين، حالمين، ولذلك عاشوا حياة بسيطة في سبيل هدف كبير. أما بعد ذلك فبدأ الجشع الرأسمالي الطبيعي. هكذا بالضبط عندنا. إن المال هو ما يوّجه نشاط النخب السياسية والحزبية والحكومية أكثر من أي شيء آخر".
ولكن يجب أن نشير إلى أن القيادة الإسرائيلية الرسمية، الحكومية والدينية ،والثقافية، ما زالت تعتقد أن "الصورة الطلائعية" البسيطة، المفعمة بالحنين لأرض إسرائيل، هي ما تجذب اليهود للهجرة إلى إسرائيل أو على الأقل تجذبهم للتبرع مالياً لإسرائيل.
لذلك فإن إسرائيل تعيش بوجهين وبعقلين: وجه وعقل غارق حتّى النخاع في الجشع الرأسمالي العالمي، وعقل ووجه يتاجران بالطلائعية والروحانية لخداع يهود العالم.
نشرت جريدة "يديعوت أحرونوت" (4/1/2007) خبراً على صدر صفحتها الأولى عنوانه: "سفراؤنا في الخارج: أوروبا والولايات المتحدة قلقتان من الفساد في إسرائيل".
وجاء في الخبر أن السفراء بعثوا تقارير قالوا فيها إن أخبار الفساد الحاد في إسرائيل تجذب اهتمام الناس في الغرب أكثر من النزاع الإسرائيلي-العربي، وأن العالم الخارجي بدأ يكتشف حقيقة إسرائيل كما هي فعلاً لا كما تسوقها الدبلوماسية الإسرائيلية.
وتتفق الصحف الرئيسية في إسرائيل :"هآرتس" البرجوازية الرصينة المستقلة واللبرالية، و"يديعوت أحرونوت" و"معريب" الصحيفتان الجماهيريتان الصفراوان، على أن موجة الفضائح المالية التي تم الكشف عنها تعكس أزمة سياسية وأخلاقية وتصدعاً للقيم، وهذا سوف يؤثر على النظام وعلى مسلك الناس تأثيراً سلبياً جداً، إذا لم تجر معالجة حازمة وعنيفة وتظاهرية ضد الفساد.
ويبدو أن الشرطة سوف تستدعي قريباً جداً وزير المالية أبراهام هرشزون وربما رئيس الحكومة أيضاً للتحقيق أو المساءلة على الأقل، فيما يتعلق بهذه الفضائح.
ويبدو أنه بايحاء من مكتب رئيس الحكومة أولمرت، تنشر الصحف أخباراً تقول إن كل "أبطال" الفضائح الجديدة تم تعيينهم في عهد بنيامين نتنياهو (عندما كان وزيراً للمالية) وسلفان شالوم (عندما كان هو أيضاً وزيراً للمالية). وكلاهما ما زالا قائدين في حزب "الليكود"، بينما أولمرت قفز في حينه من الليكود إلى "قديما" الحزب الجديد الذي أسسه أريئيل شارون قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وقد أعلن وزير المالية الحالي هرشزون في الكنيست أن "الشرطة تقوم بعملها (التحقيق) بنجاعة وبحساسية وبمسؤولية".
السؤال المطروح الآن ليس إذا كان سوف ينتج شيء عن التحقيقات الدراماتيكية،بل من سوف يستفيد من هذه التحقيقات: حزب قديما وحكومة أولمرت، أم حزب الليكود برئاسة نتنياهو المتربص بالزاوية لأولمرت وحكومته..



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان نموذج حضاري متقدم للأمة العربية.. فهل يهدمونه؟!!
- نهاية الطاغية..تحذير لبقية الطغاة!
- هروب الأدمغة من العالم العربي
- حول الفساد في العالم العربي: السمكة تفسد من الرأس!
- أنظمة البطش والتخلف واللصوصية-مسؤولة عن فقر الشعوب العربية!
- الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع ...
- حزب العمل الإسرائيلي أزمة قيادة..وأزمة طريق!
- ابتهجوا يا عرب : اللغة العربية ألا تواجه خطر الانقراض!
- مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فل ...
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!
- المتعصبون المتطرفون فقط-يخافون من الحوار والتفاعل
- البيان الختامي للإتحاد العام للأدباء مثل بيان ختامي لوزراء ا ...
- الدفاع عن سيادة لبنان الديمقراطي دفاع عن كل المستقبل العربي
- لمواجهة قوى التطرف الديني والاستبداد
- لا قيمة للإنسان وحياة الإنسان
- ربيع الثورة يعم أمريكا اللاتينية
- -أدولف ليبرمان يدعو إلى ..تنظيف- إسرائيل من العرب
- تقول إنك قومي ماذا تقصد؟
- لماذا يقرر كل متطرف متخلف أنه إمام فينا
- المهاجرن العرب إلى الغرب.. غيتوات مغلقة..أم شركاء في المجتمع ...


المزيد.....




- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سالم جبران - في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!