رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 02:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
"نجفيّــات" و"نجفيّــون" في ذاكرة حميمة...
والجواهري واسطـة العقــد (2/3)
• رواء الجصاني
----------------------------------------------------
نشرنا القسم الاول من هذه المادة التوثيقية، بذات العنوان اعلاه، وجاء في المقدمة انه يحوم عبر فضاءات ونوافذ الحياة العامة والخاصة، واشرعتها، عبق ذكريات تتدفق من تلقاء ذاتها احيانا لتزدحم، وتتشابك، تبحث عن سبيل بوح نابض.. وفي ذات المسار الباحث عن دوافع وغايات هذه الكتابة ايضا، المرتجاة ان تكون على سليقتها، بعيدا عن التصنع، أزيدُ فأقول ان من بين تلكم الغايات ايضا استلهام من بعض عودة للجـذور "النجفيـة" المفعمة بالتاريخ والجغرافية، والادب الاصول، والقيّـم.. وكذلك – ولم لا ؟! - بعض تبـاهٍ بعلاقات وصداقات وطيدة، او غيرها، مع اسماء وشخصيات "نافذة" تعددت مواهبها اللافتة وعطاءاتها في رحاب وعلياء المعرفة والثقافة والسياسة، وقبل ذلك وهذا: الاجتماعية والانسانية، وكما قيل ويقال فان المرء يعرف باصدقائه..
ومما توقف عنده القسم الاول من هذا التوثيق والسرد عناوين فرعية من بينها: "بعيدا عن العائلتين الجصانية والجواهرية" و" استثناءات" و "شعراء ومثقفون" و" سياسيون ووطنيون" .. وفي التالي القسم الثاني من المادة:
* رسميون ومسؤولون
مما تلتفت اليه الذاكرة ايضا تواتر وفود سياسية وثقافية وغيرها الى العاصمة التشيكية- بـراغ وبخاصة بعد انهيار النظام الدكتاتوري عام 2023 ومن بينهم "نجفيـون" رسميون وشخصيات سياسية، لتبدأ صلات وتتوطد علاقات عديدة، انسانية واجتماعية اساسا.. وكان من الابرز بين الشخصيات الزائرة لبراغ الذوات: السيد عمار الحكيم الذي ترأس وفدا للمشاركة في فعالية دولية حول حوار الديانات، وكان معه رضا جواد تقي، الكربلائي، وهادي العامري، ذو القرابة من "البو عامر" النجفيين.. كما استذكر زيارة الوفد الحكومي، من النجف، برآسة محافظها اسعد ابو كلـل، ويحدث ان قامت "بابيلون" للاعلام بتنظيم "كعدة" - مائدة عشاء "نجفيـة" اجتماعية لهم، حضرها ابو كلل، ومصاحبوه في الوفد، وهادي العامرى الذي كان موجودا ايضا في براغ بزيارة خاصة، والسفير "الكربلائي" ضياء الدباس..
كما حضر تلك "الكعدة" جمع من النجفيين المقيمين والعاملين في العاصمة التشيكية او حواليّها، من بينهم الاصدقاء: الاعلامي د.حسين سعيد، والسيد امجـد الفضل، وكاتـب هذه التأرخة طبعا، بينما اعتذر السيد نجاح الجواهري بسبب وعكة صحية، والطبيب سمير السعدون، لوجوده في سفرة شرق اوسطية.. كما حضرها ايضا د. عدنان الاعسم، الذي كان التعارف قد بدأ معه في براغ منتصف الثمانينات، ثم تعمقت العلاقات الحميمة بعد ان تحمل بعض "اوزار" الصداقة، خلال مساهمته في جوانب التحرير بمؤسسة "بابيلون" للاعلام، ثم بعدها عام 2002 في نشاطات مهمة، تأسيسية، لمركز "الجواهري" الثقافي ..
* وتستمر الصداقات القديمة - الجديدة
وعلى ذكـر المركز الذي حمل اسم الشاعر العظيم، وتولى والى اليوم نشاطات نوعية في التوثيق واشاعة التنوير، كان النجفي د. محمد حسين الاعرجي، من ضمن ثلاثة اشهروا بدء انطلاقته في براغ، مع المستعرب التشيكي القدير، لوبومير هايسكي، الى جانب كاتب هذه السطور.. وكان اول التعارف، والعلاقة مع الاعرجي، بدأ منذ اواسط السبعينات في بغداد، وتنامى في دمشق، وتوثق في اربيـل عام 2000 خلال مشاركتنا في مئوية الجواهري الكبير، التي كان وراء اطلاقها، وتبنيها، صاحب دار المدى ، السياسي المخضرم، الصديق، فخري كريـم.. ومن بعدها تنامت العلاقة مع الاعرجي في بـراغ، مطلع الالفية الراهنة ..
وفي براغ ايضا بدأ وأستمر التعارف، مع قادمين اليها، في العقد الاول من القرن الجاري، ومن "جوار" النجف هذه المرة، و"حواليها" ومن الشامية تحديدا: النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي، د. خالد العطية، والوكيل الاقدم لوزارة الخارجية العراقية، د. محمد الحاج حمود، ومع كل من ذينك الفاضليّن سابق علاقات اجتماعية واسرية في بغـداد.. كما تتوطد في براغ وبدءا من عام 2010 تحديدا مع النجفي حسين معلة، الذي شغل منصب سفير العراق لدى تشيكيا لاربعة اعوام.. وفي غالبية تلكم الصداقات والعلاقات الجديدة، او المستجدة، سادت الاحاديث والذكريات – كما المناكدات – في فعاليات وجلسات اجتماعية وثقافية وحياتية عن النجف واهلها واسرها الكريمة، كما "درابينها" واسواقها ومحلاتها، والبعض من اسرارها، لا جميعها بالطبع !!...
وبالمناسبة، وعلى ذكر براغ نوثق ايضا بان من بين "النجفيين" الذين عملوا، ودرسوا، واقاموا فيها، وبعضهم الى اليوم، اضافة الى من تقدم ذكره، وسيرد تاليا، السادة: زيد الفضل، عبد الجبار العبادي، على السيد سلمان، محمد ال شكـر، محمد ملا سلمان.. وهلال كاظم عبيد ..
* في بيت الجواهري، ومجالسه
اينما يحلّ يصير مكان اقامته، كَبّر ام صغر، مزار شخصيات ووجوه ثقافية وسياسية واجتماعية، دعوا عنكم الاقارب والاهل، ذلك كان حال الجواهري في بغداد وبراغ ودمشق، وانا هنا شاهد عيان على مدى ازيد من اربعة عقود ونصف، والعلاقة بين السيد الوالد، جواد الجصاني، والخال الشاعر، اكثر من وطيدة، وحتى قبل المصاهرة بينهما .. وفي ظل هذا الواقع كان هناك الكثير من التعارف والتعرف، وما يتبع ذلك من علاقات، على ذوات "نجفيين" لهم مواقعهم ومكاناتهم التي تليق بهم..
واذ تفيض الذاكرة وتزيد، تلوح لي، في مجالس الجواهري في بغداد، وجلساته، اسماء النجفيين: الاديب عبد الغني الخليلي، وهو من ابرز رواة الجواهري، وقصيدة " ابو الفرسان" المهداة له من الشاعر العظيم عام 1967، دليل لا أبرز ولا أشهر من دليل.. وكذلك الاديب والشاعر عبد الكريم الدجيلي، الذي انهضم منه الجواهري، متألما بعد ان اصدر – الدجيلي- كتابه "الجواهري شاعر العربية" اوائل السبعينات.. اما عن العلامة مهدي المخزومي، ولطف معشره وادبه الجـم، فلا اظن هناك أبيّـن موجز للتعريف به ما جاءت به سبعة ابيات كتبها له الجواهري عام 1974..
كما من بين التعرف على الادباء والمثقفين في دار الجواهري او مجالسه، وعلاقاته، كان مع الشاعر محمد صالح بحر العلوم، لاول مرة، خلال الزيارات بصحبة السيد الوالد، وانا ابن عشر، لمقر اتحاد الادباء العراقيين ببغداد اواخر الخمسينات الماضية، وقد كان – بحر العلوم- عضوا في الهيئة الادارية التي ترأسها الجواهري حينذاك..
وفي حالة اخرى، ثمة استذكار لظهيرة صيف قبل نحو نصف قرن، وكنت في بيت الجواهري بحي القادسية البغدادي، ليخترق الصمت صوت عال: يهتف " أتعلم ام انت لا تعلم" اني هنا؟! .. ولم يكن صاحب ذلك الصوت غير الشاعر النجفي، عبد الامير الحصيري، ولم يترك حديقة الدار، والجواهري في قيلولته المقدسة، الا بعد ان نُفّـذ طلبه بالحصول على نصف دينار فقط، لا اقل ولا اكثر بحسب تحديده ..
اما في دارة الجواهري بدمشق: 1983-1997 فثمة الكثير في الحال التي اوثق لها، مثل تعارف جديد لي، مع المسؤول السياسي، المعارض لنظام بغداد الدكتاتوري، النجفي د. فاضل الانصاري، ثم تعمق بعد ان تبيّن ان جدته من الاسرة الجصانية.. وكذلك التعارف واللقاء مع المؤرخ الاديب محمد سعيد الطريحي، المقيم في بيروت في تلكم الفترة.. ومع النجفي، احمد الحبوبي، السياسي والشخصية الوطنية، وتعمقت في جلسة حميمة ضمتنا بدعوة من الوطني البارز صالح دكلة، في بيته بالشام في النصف الثاني من الثمانينات الماضية، تبعها تعارف مع اخيه، السيد محمد الحبوبي، بعد ان جمعتنا السفرة " السريّة!" بالسيارات من دمشق الى اربيل، عبر "القامشلي" خريف عام 2000 للمشاركة في فعاليات مئوية الجواهري الكبير التي نُظمت نسخة منها في السليمانية ايضا، بمبادرة من مؤسسة "المدى" الرائدة، وصاحبها، وبرعاية رسمية من الجهات الكردية الثقافية والرسمية والسياسية في اقليم كردستان العراق..
* تعارف وصداقات
في مجالات العلاقات الخاصة والعامة التي شئتُ، وشيئ لي ان اكون في غمارها، علاقات تعارف وصداقات جميلة، تميز عديد منها بالديمومة، والمودة المتبادلة، انطلقت واستمرت، وما برحت، بهذا القدر اوذلك، ومن بينها مع النجفيين: د. عبد الحسين شعبان، الذي تمتد العلاقة بيننا لنحو خمسة عقود ونصف، في بغداد ودمشق وبراغ، تحمل العديد من الذكريات والشؤون السياسية والديمقراطية، والاجتماعية.. كما اتوقف ايضا لاوثق علاقات احترام وصداقة مع المهندس الزراعي عبد الرزاق الحكيم، الناشط الساسي والمدني المقيم اليوم في هولندا، وكذلك مع المعماري، الوطني، نعمان منى، وذلك في لندن مطلع الثمانينات في فعالية طلابية مميزة، ثم في بغداد، سريعا، قبل نحو ستة اعوام ..
كما اتوقف عجولا كي اشير الى التعارف مع المظفرين: "أزهـر" في بستان آل الاعسم بالكوفة، اذ قدمتُ الى هناك من بغداد، لمتابعة اتمام مهمة طلابية ديمقراطية، وسياسية اوائل السبعينات، وكان معي في حينها التشكيلي، عبد الخالق احمد، طالب الصف النهائي في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، المسؤول الطلابي النشيط في مركز اتحاد الطلبة العام، غير العلني.. واشير ايضا لعلاقة تعرف وتعارف مع الاستاذ الجامعي"عبد العباس" (البصراوي – النجفي) في الجزائـر، اوائل عام 1979 وكنت ايضا قد تكفلت هناك بمهمة سياسية لم تدم طويلا، وعدت من هناك الى براغ، حيث المستقر الاعرق ..
وفي سياق الاستذكارات والتوثيق ايضا اشير الى التعارف والعلاقة مع الشخصية السياسية والاجتماعية، عباس سميسم، وذلك في براغ اولا مطلع التسعينات، ثم تاليا اواخر العام 2017 في السويد حيث يقيم الى اليوم.. وثمة حالة اضافية تسهم في تعميق العلاقة بيننا، واعني بها المصاهرة بين اسرتي " سميسم" و"الجصاني" النجفيتين، العريقتين، التي جرت اواخر الخمسينات الماضية، وفي ذلك بالطبع، وكالمعهود، ما يوثق صلات المودة والتقارب المتبادل..
-------------------------------------- * يتبع القسم الثالث والاخير
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟