أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مختار سعد شحاته - ترامب وزيلينسكي: تحليل لقاء البيت الأبيض وسط صراع المصالح وتحديات السلام















المزيد.....


ترامب وزيلينسكي: تحليل لقاء البيت الأبيض وسط صراع المصالح وتحديات السلام


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 00:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


شهد البيت الأبيض اليوم اجتماعًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في لقاء حمل أبعادًا سياسية واقتصادية عميقة وسط أجواء متوترة بسبب التصريحات المتبادلة بين الطرفين في الأسابيع الماضية. اللقاء جاء في إطار توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الأوكرانية، بالتزامن مع جهود لوقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.

أبرز نقاط اللقاء:
التوترات السابقة والتصريحات الحادة:
وصف ترامب زيلينسكي سابقًا بـ"الديكتاتور" واتهمه بإدارة أوكرانيا دون انتخابات، مما أثار استياء كييف.
زيلينسكي رد على هذه التصريحات ملوحًا بـ"صندوق باندورا"، في إشارة إلى تداعيات محتملة قد تؤثر على الدعم الدولي لأوكرانيا.

الاتفاق الاقتصادي:
تم توقيع اتفاقية تمنح واشنطن امتيازات اقتصادية في أوكرانيا، تشمل المعادن والموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، ما يعكس تحولًا في العلاقات الثنائية نحو المصالح الاقتصادية المباشرة

جهود السلام:
اللقاء تزامن مع مساعٍ أمريكية لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما اعتبره البعض محاولة لإعادة صياغة دور الولايات المتحدة في النزاع بعد انتقادات ترامب للمساعدات السابقة المقدمة لكييف.

تحليل اللقاء:
أهداف ترامب:
يبدو أن ترامب يسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة من أوكرانيا لتعزيز موقفه داخليًا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
محاولاته لوقف إطلاق النار قد تكون جزءًا من استراتيجية لتقديم نفسه كوسيط سلام عالمي.

موقف زيلينسكي:
زيلينسكي يحاول الحفاظ على الدعم الأمريكي مع مواجهة الانتقادات الداخلية والخارجية بشأن إدارته للحرب.
الاتفاقية الاقتصادية قد توفر دفعة للاقتصاد الأوكراني، لكنها تثير تساؤلات حول مدى استقلالية كييف في اتخاذ قراراتها السيادية.

التداعيات المستقبلية:
على العلاقات الأمريكية-الأوكرانية:
الاتفاق قد يعزز التعاون الاقتصادي، لكنه يضع كييف تحت ضغوط أمريكية أكبر لتحقيق مصالح واشنطن.

على الحرب الروسية-الأوكرانية:
إذا نجحت جهود وقف إطلاق النار، فقد يكون ذلك بداية لمفاوضات سلام شاملة. ومع ذلك، فإن الشكوك حول التزام موسكو وأوكرانيا بهذه الجهود تبقى قائمة.

على السياسة الداخلية الأمريكية:
ترامب قد يستخدم هذا اللقاء لتعزيز صورته كرجل دولة قادر على تحقيق إنجازات دولية وسط انتقادات لسياسته الخارجية.

والسؤال: كيف ستتأثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بعد هذا اللقاء؟
الإجابة على السؤال تحتاج المزيد من التحليل، نعيده فيما يلي:
لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يحمل تأثيرات متباينة على محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والمصالح المتداخلة. هذا اللقاء يأتي في وقت حساس، حيث تسعى الأطراف الدولية إلى إيجاد حل للنزاع الذي طال أمده، لكن نتائجه قد تثير تساؤلات حول توازن القوى في المفاوضات.

من جهة، قد يؤدي اللقاء إلى زيادة الضغوط على أوكرانيا لتقديم تنازلات في محادثات السلام. تصريحات ترامب السابقة التي أظهرت موقفًا متحفظًا تجاه الدعم الأمريكي المطلق لكييف تعكس رغبة واشنطن في رؤية نتائج ملموسة وسريعة. هذا قد يدفع أوكرانيا إلى اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ على الدعم الأمريكي، خاصة مع توقيع اتفاقيات اقتصادية تمنح واشنطن نفوذًا أكبر داخل أوكرانيا. مثل هذه التنازلات قد تشمل قضايا حساسة مثل وضع المناطق الشرقية التي تسيطر عليها القوات المدعومة من روسيا.

في الوقت نفسه، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة صياغة دورها كوسيط رئيسي في النزاع الأوكراني-الروسي. ترامب قد يستخدم هذا اللقاء لتعزيز صورته كرجل دولة يسعى لتحقيق السلام، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومع ذلك، فإن هذا التحرك قد يثير قلق الحلفاء الأوروبيين الذين لعبوا دورًا كبيرًا في دعم أوكرانيا خلال السنوات الماضية. إذا شعرت الدول الأوروبية بأن واشنطن تتجاوزها أو تفرض حلولًا لا تتماشى مع المصالح الأوروبية، فقد يؤدي ذلك إلى توترات داخل التحالف الغربي.

الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها خلال اللقاء قد يكون لها تأثير مزدوج على محادثات السلام. من جهة، ستوفر هذه الاتفاقيات موارد إضافية لأوكرانيا يمكن أن تساعدها في تعزيز موقفها التفاوضي. ومن جهة أخرى، تجعل هذه الاتفاقيات كييف أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة، مما قد يحد من مرونتها السياسية ويزيد من تعقيد المفاوضات مع روسيا. موسكو قد ترى في هذا التعاون الاقتصادي بين واشنطن وكييف تهديدًا لمصالحها الإقليمية، مما يزيد من احتمالية تصعيد التوترات بدلًا من تهدئتها.

على صعيد آخر، هناك مخاوف من أن يتم استبعاد أوكرانيا من المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو سيناريو قد يؤدي إلى تعميق انعدام الثقة بين الأطراف المعنية. إذا شعرت كييف بأنها مجرد طرف ثانوي في النزاع وأن القرارات تُتخذ دون مشاركتها الكاملة، فقد يؤدي ذلك إلى رفض شعبي أو سياسي لأي اتفاق يتم فرضه من الخارج.

في المستقبل القريب، يبدو أن نجاح محادثات السلام سيعتمد بشكل كبير على قدرة الولايات المتحدة وروسيا على التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن القضايا الرئيسية مثل وضع المناطق المتنازع عليها ودور الناتو في المنطقة. ومع ذلك، فإن أي اتفاق يتم التوصل إليه دون مراعاة تطلعات الشعب الأوكراني وحكومته قد يكون هشًا وقصير الأمد.

بالمجمل، لقاء ترامب وزيلينسكي يمثل خطوة مهمة نحو إعادة تشكيل الديناميكيات الدولية المتعلقة بالنزاع الأوكراني-الروسي. لكنه يثير تساؤلات حول استقلالية القرار الأوكراني واحتمالية فرض حلول لا تلبي تطلعات جميع الأطراف. يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى سلام دائم أم أنها مجرد محاولة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية قصيرة الأمد.

في الختام؛
لقاء ترامب وزيلينسكي يعكس تعقيدات السياسة الدولية حيث تتداخل المصالح الاقتصادية مع التحديات السياسية والأمنية. بينما يروج الطرفان للقاء كخطوة إيجابية، يبقى السؤال حول مدى تأثيره الحقيقي على إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصاعد التوتر بين ترامب وزيلينسكي: تداعيات على مستقبل أوكراني ...
- تنازل حماس عن حكم غزة: بين الضرورة والاستراتيجية
- ترامب وغزة: بين خطط التهجير وتحديات المواقف العربية المتباين ...
- مصر تتحدى -صفقة القرن-: خطة طموحة لإعمار غزة دون تهجير
- صراع الأجندات: إسرائيل تشعل فتيل التوتر في الشرق الأوسط
- ماذا لو أصرت الأردن ومصر على موقفهما؟ تحليلات للإجابة عن سؤا ...
- تصريحات ملك الأردن وترجمة الجزيرة: جدل وتحليلات
- طفلة في طريق المدرسة
- الرفض العربي لخطة ترامب بشأن غزة: تحدٍ دبلوماسي جديد في الشر ...
- توترات متصاعدة وخطوط حمراء: مصر وإسرائيل على حافة الهاوية
- كل النصوص ميتة
- أنتَ السؤال
- جثث
- سفر المُبعدين
- أين أنت يا الله؟!!
- أنا وأنت
- حوارات الرب
- ما يخفيه الله عنا. رواية أنور رحماني وحيدًا في مواجهة التماس ...
- ورطة ابن الشمس. قراءة سريعة لرواية رانيا مأمون.
- عصر المحبة الجديد


المزيد.....




- السعودية.. ضبط فتاتين من اليمن بعد ممارستهما أفعالا منافية ل ...
- ستارمر يحاول الضغط على السيسي
- علامات اللامبالاة
- نصائح تساعدك على التحكم في مشاعرك وانفعالاتك من أجل حياة أكث ...
- فيروسات تهدد البشرية بجائحة جديدة
- OpenAI تعلن عن أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي
- -إيكونوميست-: كييف تخشى أن تصبح أوكرانيا بأكملها ثمنا لمشادة ...
- كندا: على الحلفاء العمل مع أوكرانيا بعد مشادّة ترامب وزيلينس ...
- ستارمر يؤكد دعم المملكة المتحدة الثابت لأوكرانيا
- بريطانيا بين مراجعة ميزانيات الإنفاق وحسابات السياسة


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مختار سعد شحاته - ترامب وزيلينسكي: تحليل لقاء البيت الأبيض وسط صراع المصالح وتحديات السلام