احمد جليل البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 23:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كشفت الفترة الماضية أن التيارات والحركات السياسية الفاعلة في المشهد العراقي، سواء المكونة للحكومة أو المعارضة الداخلية والخارجية، قد أصبحت فريسة لسردية تُصنع في مكان آخر، على فرض وجودها.
حتى أمست هذه التيارات وأتباعها يلتقطون تغريدات أفراد الحكومة الأمريكية، وعندما لم يجدوا فيها ضالتهم، لجأوا إلى تنجيم عضو كونغرس مغمور يُدعى جو ويلسون، فقط لأنه يتحدث بما يوافق هواهم. جو ويلسون، الذي لا يزال يهاجم النظام الروسي، رغم أن توجهات ترامب وإدارته نحو روسيا تُعد الأفضل منذ سنين، مما يعني أن كلامه خارج معادلة السياسة الأمريكية الحالية. ومع ذلك، يتهافتون عليه، ولكم في البشير مثلاً.
لقد دفع الكسل والعجز هؤلاء إلى الجلوس خلف الشاشات، بحثًا عن “المخلّص” و”الحامي” و”الشريف”، متوهمين أن ضغطة زر ستؤدي إلى نشوء “سلطة الحق” وإسقاط النظام وتسليمه لهذا الطرف أو ذاك. متناسين أن النظام الحالي ليس نظام صدام حسين، وأنهم ليسوا بحجم الجلبي أو الحكيم أو علاوي.
سردية “المكان الآخر” دليل إفلاس وعجز الحالمين بها والداعين إليها. هذه السردية، وإن حدثت، فلن تحقق لهم أي انتصارات أو إنجازات، فالدول الكبرى لا تهتم بالطفيليات وأبطال الكيبورد. وإن حدثت، فلن تكون إلا وسيلة لتحسين أداء العملية السياسية الحالية بما يتناسب مع مصالح من يروج لها، لا أكثر. فرفع المستوى أقل كلفة وأقل خطورة، لذا لا سبيل أمام التيارات الفاعلة والعاملة بشكل حقيقي ومخلص سوى الانتخابات واستثمار العملية السياسية لتحقيق التغيير المنشود بما يخدم الشعب.
#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟