صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 23:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في عام 1962 وفي شهر رمضان من تلك السنة، ظهر الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة وهو يشرب عصير البرتقال، طالبا من التونسيين فعل الشيء نفسه، كان هذا الرئيس جريئا جدا، خصوصا وانه كرر دعوته الغاء شهر رمضان في ثمانينات القرن الماضي، وتمثلت جرأته القصوى بسن قانون أحوال شخصية متطور جدا، منع من خلاله تعدد الزوجات.
اليوم يطل علينا ملك المغرب بإلغاء شعيرة ذبح الاضاحي في العيد الكبير، وهي احدى الشعائر المهمة في التقاليد الإسلامية، عازيا الأسباب الى التحديات الاقتصادية والمناخية التي تمر بها البلاد، فهناك تراجع كبير بأعداد المواشي، لكنه قال أيضا "وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: " هذا لنفسي وهذا عن أمتى".
كالعادة فأن إجراءات كهذه يجب تجد لها تبريرات دينية، حتى تسلم من القوى المهيمنة على المجتمعات، والذين هم رجال الدين؛ في الماضي كانت القوى العلمانية والتقدمية واليسارية هي القوى الاجتماعية الكبرى، لهذا كانت تأثيرات رجال الدين محدودة جدا، وتدخلهم بالحياة الاجتماعية ضعيف، صحيح ان الدعوات التي خرجت من بو رقيبة كانت جريئة، الا انها أيضا لم تمر مرور الكرام، فرجال الدين كانت لهم وقفات رجعية وتهديدية، مما اضطره الى البحث عن مبررات داخل السياق الديني ذاته، حتى قيل ان الرئيس بو رقيبة بقي متحسرا على قضية المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، لكنه لم يجد اية واحدة يستنجد بها.
ان ما نشاهده من حالات افلات من بعض الشعائر والطقوس الدينية قد يكون مقدمة لأفعال عظيمة قادمة، فالحياة لا يمكن لها ان تستمر وفقا للماضي، الاقتصاد والحياة المعيشية في هذا العالم باتت هي المقياس الحقيقي لما يجب ان يكون او لا يكون.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟