أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نجاح محمد علي - أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟















المزيد.....


أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 11:21
المحور: القضية الكردية
    


أطلق عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، يوم الخميس 27 فبراير 2025، دعوة وُصفت بالتاريخية لحل الحزب وإلقاء السلاح، مؤكدًا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الخطوة.

وفي كلمة ألقاها نيابة عنه حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب التركي، دعا أوجلان الحزب إلى عقد مؤتمر عام واتخاذ قرار بحل نفسه. وأضاف: “لا سبيل سوى الديمقراطية والحوار الديمقراطي، ولا بقاء للجمهورية إلا بالديمقراطية الأخوية”، مشددًا على أن “لغة العصر هي السلام، والمجتمع الديمقراطي بحاجة إلى التطوير”.

تحوّل استراتيجي، لكن ماذا عن العراق؟

إعلان أوجلان يُعدّ تحولًا جذريًا في المشهد الكردي-التركي، لكنه لا يعني بالضرورة أن أنقرة ستسحب قواتها من العراق تلقائيًا. إذ لطالما بررت حكومة أردوغان وجودها العسكري في شمال العراق بمحاربة حزب العمال الكردستاني، لكن في الواقع، هذا التواجد يعكس سياسة توسعية تتجاوز مجرد مكافحة الحزب، وهو ما رأيناه في سوريا وليبيا وأذربيجان.

موقف الحكومة العراقية: اختبار للإرادة السياسية

الكرة الآن في ملعب الحكومة العراقية، التي يفترض أن تستغل هذا التطور للضغط دبلوماسيًا وإقليميًا من أجل إنهاء الوجود العسكري التركي، خاصة بعد أن أصبحت مبررات أنقرة بلا معنى. لكن السؤال الأساسي يظل: هل تمتلك بغداد الإرادة والقدرة لفرض ذلك، أم أن الحسابات السياسية والمصالح الاقتصادية ستجعلها تتغاضى عن استمرار التواجد التركي؟

الواقع السياسي في العراق يُعقّد المشهد. فالدولة تعاني من انقسامات حادة وتباينات في أولويات القوى الفاعلة داخليًا وخارجيًا، فضلًا عن التدخلات الإقليمية والدولية التي تؤثر على القرار السيادي.

التوازنات العسكرية والاقتصادية

من الناحية العسكرية، تفتقر بغداد إلى أدوات ضغط كافية على أنقرة، خاصة في ظل التغلغل التركي عبر قواعد عسكرية واتفاقيات غير معلنة مع بعض القوى المحلية. أما اقتصاديًا، فالعلاقات بين البلدين، خاصة في مجالات المياه والطاقة والتجارة، تمنح أنقرة نفوذًا يجعل أي محاولة عراقية للضغط محفوفة بالتحديات. كما أن النفوذ التركي في إقليم كردستان يوفر لأنقرة غطاءً سياسيًا يعقّد مساعي بغداد لإنهاء وجودها العسكري.

الانعكاسات على قسد والمشهد السوري

دعوة أوجلان تضع حزب العمال الكردستاني (PKK) وامتداده السوري، أي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أمام اختبار حقيقي لعدة أسباب:
1. الموقف من أنقرة: تعتمد قسد على دعم واشنطن، لكنها في مواجهة مستمرة مع تركيا التي تعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني. إذا استجاب PKK لدعوة أوجلان وألقى السلاح، فستواجه قسد معضلة تحديد موقفها بوضوح: هل تنأى بنفسها عن الحزب، أم تواصل النهج ذاته؟
2. العلاقة مع واشنطن وموسكو: واشنطن تدعم قسد عسكريًا، لكن دون التزام استراتيجي طويل الأمد. أي تغيير في موقف PKK قد يدفع واشنطن نحو إعادة ترتيب الأوراق، وربما الضغط على قسد للقبول بتفاهمات جديدة مع أنقرة، أو تعديل وضعها داخل سوريا.
3. الموقف التركي: قد تستغل أنقرة أي تحوّل في موقف حزب العمال الكردستاني للمطالبة بتنازلات من قسد، مثل الانسحاب من مناطق معينة أو حل بعض تشكيلاتها المسلحة. بالمقابل، قد تستخدم تركيا هذه التطورات كذريعة لمواصلة تدخلاتها العسكرية، بحجة منع أي تهديد مستقبلي.
4. العلاقة مع دمشق: قد تجد قسد نفسها مضطرة لإعادة النظر في علاقاتها مع الحكومة السورية، التي قد تستغل أي ضعف في موقفها لفرض شروط تفاوضية جديدة أو حتى ممارسة ضغط عسكري لاستعادة السيطرة على مناطق الشمال الشرقي.

تداعيات محتملة على المشهد الإقليمي
• إعادة تموضع سياسي لقسد، سواء عبر تقديم تنازلات لأنقرة أو تعزيز التفاهمات مع دمشق.
• احتمال تصعيد تركي تحت ذريعة محاربة “الإرهاب”، حتى لو ألقى حزب العمال الكردستاني السلاح.
• ضغط أمريكي على قسد لدفعها نحو ترتيبات جديدة تتماشى مع المصالح الأمريكية في سوريا.
• زيادة التوتر الداخلي بين الفصائل الكردية السورية، خاصة بين مؤيدي PKK والمطالبين بمسار مستقل.

انعكاسات على أكراد إيران: تراجع خطاب الانفصال؟

تمتد تداعيات دعوة أوجلان إلى المشهد الكردي في إيران، حيث تنشط بعض الجماعات الانفصالية التي لطالما استلهمت خطابها من تجربة حزب العمال الكردستاني. ومع إعلان أوجلان ضرورة التخلي عن العمل المسلح واعتماد الديمقراطية كمسار وحيد، يصبح الخطاب الانفصالي لهذه الجماعات أكثر ضعفًا، خاصة مع غياب أي دعم إقليمي أو دولي فعلي لها.

إيران، التي طالما أكدت أن الحل الحقيقي للقضية الكردية يكمن في الاندماج الوطني وضمان الحقوق الثقافية والتنموية ضمن إطار الدولة، ترى في هذه الدعوة دليلًا إضافيًا على فشل المشاريع الانفصالية، ليس فقط في إيران بل على مستوى المنطقة ككل. فالتجربة أثبتت أن الرهان على العنف لم يؤدِّ إلا إلى إضعاف المجتمعات الكردية نفسها، وخلق بيئات قابلة للاستغلال من قبل القوى الخارجية.

ومن شأن هذا التطور أن يعزز موقف طهران في مواجهتها للجماعات المسلحة المتمركزة في إقليم كردستان العراق، والتي لطالما استخدمت قضية حزب العمال الكردستاني كمبرر لعملياتها ضد إيران. ومع تفكك هذا الغطاء الأيديولوجي، ستكون طهران في موقع أقوى لمطالبة حكومة الإقليم باتخاذ خطوات أكثر جدية ضد هذه الجماعات، ما قد يحدّ من أنشطتها مستقبلًا.

في النهاية، إذا ما التقط أكراد إيران الرسالة من دعوة أوجلان، فقد يشهد المشهد الكردي هناك تحولات تدفع نحو مزيد من الانخراط في العملية السياسية الداخلية بدلًا من الرهانات الخاسرة على الحركات المسلحة والانفصالية.

إلى أين تتجه الأمور؟

في ظل هذه المتغيرات، تبقى الخيارات مفتوحة أمام القوى الإقليمية والدولية. هل ستُترجم دعوة أوجلان إلى تحول فعلي على الأرض، أم أن أنقرة ستجد مبررات جديدة لاستمرار تدخلاتها؟ وما مدى قدرة بغداد على الاستفادة من هذا التطور لإنهاء الوجود العسكري التركي؟

الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مدى عمق هذا التحول، وإن كان مجرد خطوة تكتيكية أم نقطة انعطاف حقيقية في المشهد الكردي-التركي والعراقي.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم ...
- صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعا ...
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!
- اتفاقية عدم اعتداء سعودية ايرانية مطلوبة قبل إعلان التطبيع م ...
- شرق أوسط جديد ..فقاعة بايدن الانتخابية !
- كركوك مدينة القوميات المتآخية تبحث عن هوية
- سوريا أزمة تلد أزمات
- الوجود الأمريكي في العراق وسوريا : ما الذي تغير؟
- رئيس باكستان يحل البرلمان تمهيدا للانتخابات..و لكن !
- قانون تجريم التطبيع .. لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظي ...
- اعتقال عمران خان أدى إلى فتح باب الشقاق في السياسات الباكستا ...
- أكثر من ربع الإسرائيليين يفكرون بالهجرة المعاكسة ..ماذا يعني ...
- إليزابيث تسوركوف -سجينة- سياسة إسرائيلية خاصة
- تغييب العراق في النزاع على حقل غاز آرش/الدرّة يقلل من فرص ال ...
- العراق الحاضر الغائب في النزاع على حقل الدرة


المزيد.....




- جبر أبو عليا: سياسة الإسرائيليين تجاه الأسرى مبنية على التجو ...
- متورط بالاختطاف والتعذيب والقتل.. لحظة تسليم زعيم مخدرات مكس ...
- الأمم المتحدة وسويسرا ضد التهجير القسري للفلسطينيين
- المعارضة الباكستانية تدعو لانتخابات مبكرة وإطلاق سراح المعتق ...
- الكشف عن تفاصيل جديدة حول تعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون ا ...
- دموع وهتافات وسجدة شكر.. مئات الأسرى الفسطينيين يصلون خانيون ...
- الأمم المتحدة تحذر: السودان على شفا -الهاوية- والمجاعة تهدد ...
- الأمم المتحدة: تطعيم 600 ألف طفل فلسطيني في غزة ضد شلل الأطف ...
- الأمم المتحدة: نعمل على تحسين ظروف المعيشة للفلسطينيين في غز ...
- مرصد حقوقي: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذيب مروع بسجون إسرائيل ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نجاح محمد علي - أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟