أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - سلام المعادن النادرة














المزيد.....


سلام المعادن النادرة


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 20:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


السلام هو بين أوكرانيا و روسيا , والمعادن النادرة هي المعادن الموجودة في أراضي أوكرانيا و التي تحتاجها الصناعات الامريكية . مقابل ذلك تلتزم واشنطن بالحفاظ على " سلام طويل الأمد" كجزء من الصفقة . وحسب ما جاء في مجلة الإيكونيميست نقلا عن مصادر انه " بموجب احدث مسودة للأتفاق , يتعين على أوكرانيا تسليم 50% من عائدات حكومتها المستقبلية من الموارد الطبيعية و البنية الأساسية للموانئ الى صندوق استثماري جديد والذي ستمتلكه الحكومة الامريكية حتى يصل الى 500 مليار دولار". المبلغ 500 مليار دولار يعد سداد او تعويض الولايات المتحدة الامريكية عن جميع ما صرفته على الحرب في أوكرانيا منذ ثلاث أعوام . الشرط استهجنته صحيفة تلغراف بالقول بانه " استعمار اقتصادي" , وسماه مسؤول اوكراني ب " الابتزاز " و الايكونيميست " فرساي جديدة" , و رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي غريغوري كاراسين " بيع" لثروات الأجيال القادمة , وبالتأكيد لوكان ادم سميث , الاب الروحي للنظام الرأسمالي , على قيد الحياة للطم الخدود . ادم سميث اشترط ان تكون التجارة الخارجية غير مقيدة بشروط .
الرئيس دونالد ترامب يريد ارجاع كل ما قدمته إدارة الرئيس السابق جو بايدن من مال وسلاح الى أوكرانيا من اجل منع انتصار روسيا في الحرب. وانا اراقب اخبار الحرب الأوكرانية تقريبا كل يوم , لم اقراء يوما ان إدارة جو اعتبرت ما كانت ترسل من مال وسلاح الى اوكرانيا على انها قروض ستدفعها بعد نهاية الحرب . بالحقيقة انا قرات تصريح لجو بايدن يقول فيه ان ما تصرفه ادارته على الحرب هو " استثمار امريكي ", وقد فسرت ما قاله بان بقاء اوكرانيا على قيد الحياة كدولة مستقلة ذات سيادة سوف تحمي أوروبا من أي هجوم روسي مستقبلي , و دولة ديمقراطية موالية لأمريكا , وفتح مجال للشركات الامريكية إعادة بناء ما خربته الحرب في أوكرانيا بعد الحرب.
ولكن الرئيس الأمريكي فاجئ العالم وبالتأكيد أوكرانيا بان تدفع أوكرانيا كل ما صرفته إدارة بايدن على الحرب الى إدارة الرئيس ترامب والذي اعتبر ان الأموال التي ذهبت الى اوكرانيا انما كانت أموال الشعب الأمريكي استقطعت منه عن طريق الضرائب , ولابد لهذا الشعب الاستفادة منها , لا غيره. المبلغ الذي يطالبه الرئيس ترامب ليس صغيرا , انه 500 مليار دولار, وهو مبلغ كببر يعادل ضعف انتاج أوكرانيا المحلي السنوي .
لست من المتعاطفين مع زيلينسكي , ففي اسوء الاحتمالات قد يترك الرجل وظيفته ويغادر بلده , ولكنه سوف لن يجوع ولا يحتاج البحث عن عمل لإشباع عائلته , مقابل ما سيعانيه شعبه بعد ان انهكته الحرب اقتصاديا , وذهب ضحيته عشرات الالاف من مواطنيه , وان مطالبة الرئيس ترامب في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الاوكرانيين بدون شك سوف تضيف مصاعب جديده . أوكرانيا بعد الحرب سوف تحتاج المليارات الدولارات من اجل إعادة ما دمرته الحرب . و الأسوأ من كل هذا هو ان العالم سوف ينظر الى سياسة أمريكا الخارجية على انها سياسة ليست جديرة بالثقة .
لقد مر العراق بظروف مشابهة لظروف أوكرانيا اليوم , حيث خرج من حرب ايران مفلسا , تعبا , فاقدا عشرات الالاف من رجاله . وكأن هذه لم يكفي , فادخل صدام العراق في محنة اعظم من سابقتها , وهو احتلال دولة الكويت الشقيقة , وليتبعها حصار اقتصادي طال 13 عاما اكل الأخضر واليابس . العراق كان من المحظوظين , حيث ان حال سقوط نظام صدام حسين سمح للعراق ببيع نفطه , والذي أعاد الحياة الى ناسه واقتصاده. وهذا ما يحتاجه كل بلد بعد حرب طويلة , التفاف العالم حوله لإنقاذ من يمكن إنقاذه.
بقرار السيد ترامب, الشعب الاوكراني سوف يعاني انتكاستين بدلا من انتكاسة واحدة , وهي شعوره بالإحباط من دولة دعمته ومن ثم خذلته , وثانيا , شحة الأموال اللازمة لإعادة بناء بلده , لان أي دولار يضاف الى " الصندوق الاستثماري" يعني دولارا لم يستخدم لإعادة الاعمار. بكلام اخر , قرار الرئيس ترامب سوف يعظم من المصاعب التي يمر بها الشعب الاوكراني , وبالتالي تورط أوروبا بهم .
القيادة الأوكرانية رفضت الطلب الأمريكي لأنها تعرف جيدا قبول الطلب سيغضب الشعب الاوكراني ويشكل خطرا على مستقبل البلاد الاقتصادي ,وقد يعرض البلاد الى اضطراب سياسي ويقضي عليه كدولة , ولهذا السبب رفضت كييف الطلب , لأن " المبلغ الفعلي للمساعدات اقل من خمس مرات من المبلغ المعلن ويبلغ 90 مليار دولار فقط", حيث جاء من كلام الرئيس الاوكراني زيلينسكي " ما اعرفه ان ما تلقيناه من واشنطن هو 100 مليار دولار ولا اعلم من اين اتى رقم 500 مليار دولار".
وحسب اخر الاخبار , يوم الثلاثاء 25 شباط, فان القيادة الأوكرانية قد قبلت الطلب الأمريكي , وبدون ضمانات عسكرية كما كان يريده الرئيس الاوكراني. واذا صح الخبر , فان الشعب الاوكراني سيشعر بان الرئيس ترامب قد ابتز البلد ماليا على حساب دمائهم , وبدلا من ان يفرض سلام عادلا بينهم وبين روسيا , فضل مصلحة أمريكا في الوقت الذي دافع الأوكرانيين عن القيم الغربية بدمائهم . يضاف الى ذلك , فان الرئيس ترامب قد خط قواعد جديدة للسياسة الخارجية الامريكية وهي المال مقابل الصداقة , وهو عكس ما كانت تسير عليها السياسة الخارجية الامريكية وهي الدفاع عن المبادئ الديمقراطية حتى لو كلفها المال والبنين .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق
- يوم قيامة العراق!
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه


المزيد.....




- روسيا: أمريكا وافقت على تعيين سفير جديد لنا في واشنطن
- ترامب يسعى إلى فرض رسوم إضافية على الصين
- إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة
- مباشر: ترامب يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض لتوقيع اتفاقية ...
- -مصر يجب أن تقبل المسؤولية المؤقتة عن غزة- – هآرتس
- احتجاجات حاشدة في أيوا الأمريكية ضد مشروع قانون يلغي حماية ا ...
- وسط تنديد وانتقادات دولية.. تايلاند ترحّل 40 شخصاً على الأقل ...
- استذكار الراحلين العراقيين في هنكاريا
- عرض لكتاب بعنوان: أسرار التفوق، رحلة عبر أنظمة التعليم العال ...
- برلين تحض إسرائيل على -حماية المدنيين بصورة أفضل- في الضفة ا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - سلام المعادن النادرة