أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته















المزيد.....


أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8265 - 2025 / 2 / 26 - 09:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما يقول موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في حركة حماس، إنه لم يكن ليؤيد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على "إسرائيل" لو كان يعلم بهذا الدمار الذي سيلحقه بقطاع غزة.
إن اعتراف أٔبو مرزوق، في مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز، أن معرفته بالعواقب كانت ستجعله يعتبر دعم الهجوم "مستحيلاً". بخطأ الموافقة على الطوفان ارتباطا بالنتائج هي متأخرة جداـ بعد كل ما جري وصمته هو وغيره طوال فترة المحرقة في ظل تدمير غزة، التي حركت ضمير العالم عدا ضمائر مسؤولي حماس في حينها، ومعهم قطيعهم، الذين كانوا يعتبرون أن ذلك ثمن مستحق يجب أن تدفعه غزة من أجل التحرير، وأي تحرير وهي التي لم تكن محتلة؟! وهو للأسف السلوك غير المفهوم على الإطلاق من قبل شرائح واسعة من الشعب الفلسطيني.
ومن ثم فإن الحديث الآن بعد كل هذا الخراب، هو نفاق وتضليل، وانعدام للمسؤولية، ذلك أن الحد الأدنى من النزاهة الفكرية كانت تستوجب أن يكون مثل هذا الموقف في وقته، وليس بعد كل هذا الخراب.
ولعل السؤال هنا هو هل: من المقبول ليس من مسؤول سياسي فلسطيني في وزن أبو مرزوق وإنما من أي فلسطيني يعمل في الشأن العام، أن يتعامل بهذه الخفة مع مسألة مصيرية تتعلق يأهل غزة والقضية الفلسطينية، مستخدما تعبير " لو كنت أعلم"..
ثم كيف يقول أبو مرزوق" لو كنت أعلم"، هو وغيره من مسؤولي حماس، الذين كانوا يعتبرون، أن ما لحق بغزة وأهلها من نكبة غير مسبوقة، هو "ثمن مستحق"، لطوفان الأقصى الذي يعتبرون أنه غير خريطة المنطقة ووضع القضية الفلسطينية على أجندة العالم، دون أن يهمهم ضمن أي سياق وضعت. وأن مجرد بقاء حماس هو انتصار.. حتى لو تحول قطاع غزة إلى مقبرة.
ولكن أن يقول أبو مرزوق من موقعه السياسي أنه لو كان يعلم، لا يعفي أبو مرزوق وغيره من تبعات ما جرى، لأن أبجدية المسؤولية هي أن تتحمل الجهات السياسية والعسكرية من موقع النزاهة الفكرية والأخلاقية مسؤولية قراراتها، أمام الشعب الفلسطيني، بشكل عام والغزي بشكل خاص كون حماس كانت سلطة أمر واقع وليست خيارا شعبيا حرا، وبالنتائج الكارثية التي طالت دول عربية أخرى جراء مغامرة 7 أكتوبر وفق ما يمكن فهمة من تقييم أبو مرزوق لطوفان حماس.
لكن لا يجب أن يفهم من أي مقاربة لحديث أبو مرزوق أنها ضد مفهوم وفكر المقاومة التي هي حق مطلق للشعب الفلسطيني ولا ويوجد وصي حزبي بذاته وفي ذاته عليها ، لمواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين، وهي المقاومة التي لا يمكن حصرها، في تلك النزعة الاستعراضية المغامرة لدى بعض قادة حماس، التي انساقت وراء مفهوم الفزعة، وكأنه يكفي أن تبادر إلى صفع العدو، دون خطة ومشروع وطني جامع من أجل إثبات الذات الحزبية، دون تفكير في الثمن، والمدى الذي ستصل إليه ردود فعل العدو، هو فعل مغامر أحمق ليس له علاقة بجوهر المقاومة التي هي فعل مستمر متنوع ليست له علاقة بردود الفعل، كون الاحتلال في ذاته هو الفعل والعدوان المستمر الذي يجب مواجهته بكل الأساليب على مدار الساعة ولكن ضمن شرط اللحظة في الزمان والمكان.
ولأن المقاومة هي فعل دائم مستمر فهي ليست فزعة أو مغامرة، وفق منطق طوفان حماس، وإنما هي فعل يومي ضمن قانون التراكم الذي، هو ليس ردات الفعل العاطفية الشعبوية، وإنما هي مسألة فكرية وعسكرية وسياسية واستراتيجية، من الطبيعي أن تبنى على قراءة علمية من تجربة الثورة الفلسطينية وتجربة المقاومة في لبنان، الغنية بالدروس بإيجابياتها وسلبياتها، لمن يريد أن يتعلم.
وأنا أعتقد أن الايجابية الوحيدة في حديث أيو مرزوق أنه يجرد طوفان حماس من التصنيم باعتباره حدثا مقدسا، فوق النقد، ومن ثم تفكيك مقارباته في الأهداف والنتائج بشكل موضوعي علمي، دون أن يصنف من يطالب بذلك، من قبل المتحمسين من القطيع الذين يعيشون غيبوبة، تجعلهم لا يدركون مدى الكارثة التي لحقت بغزة وأهلها، وامتدت نتائجها إلى مجمل القضية الفلسطينية، أنه عدو وطابور خامس.لأننا لا نتصور أن مسؤول العلاقات الخارجية في حماس هو خائن و"طابور خامس" بكل حيثياته الحزبية الحمساوية.
وإنه لمن العبث بالمعنى الوطني، أن يقوم طرف بادعاء تمثيل المقاومة، ووفق خياراته الحزبية الذاتية، وربما بامتداداتها الخارجية، وتجاهل أهمية وقيمة تغييب العقل القيادي الجماعي بمفهومه الوطني.. ضمن المشروع الكفاحي الوطني الجامع الذي بوصلته وطنية عروبية بامتياز.
إن غياب هذا العقل وكل هذا النزوع الفردي، وهذا التضخيم للذات بشكل مفارق غير موضوعي، هي وراء هذا القصور الفادح في فهم العقل الصهيوني.. الذي ضمن مفهوم ميزان القوى العسكري مقارنة بحماس لا وجه للمقارنة، ليس تقليلا من مفهوم وفكرة المقاومة وإنما ارتباطا بواقع عسكري موضوعي.
وهنا نسأل أبو مرزوق.. على أي أساس وافقت قيادة حماس على فزعة الطوفان؟ وهل كنتم تعتقدون أن العدو لن يرد بوحشية إدا ما أوجعته الصفعة ليس بالمعنى المادي فقط وإنما بسبب مس ما يعتبرها هيبته؟ وهي الوحشية التي تشكل جزءا من عقيدته الدينية والعسكرية، وتجربة الثورة الفلسطينية على مدى عقود تؤكد ذلك.
وبالطبع لا يعني ذلك بأي حال، التشكيك في مفهوم المقاومة بكل أشكالها كحق ثابت أصيل للشعب الفلسطيني في مواجهة مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين التي بجب أن تمتلك العقل السياسي والعسكري الذي يقود المشروع السياسي الكفاحي في مواجهة الاحتلال، وهو الصيرورة وليس عقل رد الفعل.
لكن المقاربة المضحكة المبكية هو هذا القياس وتلك العقلية الحلقية من قبل أبو مرزوق الذي حصر الصراع ضمن ثنائية الكيان وحماس، وليست المقاومة والكيان، ولذلك اعتبر أبو مرزوق أن مجرد صمود حماس في الحرب ضد إسرائيل يشكل "نوعًا من النصر"، ويتجاهل أن الترويج للطوفان كان على أساس أنه تدشين لمعركة تحرير القدس والأقصى , وأن حماس هي من بادرت بالحرب لتحرير المقدسات لا لتحرير غزة التي لم تكن محتلة.
لكن قياس أبو مرزوق الذي شبه حركته بـ "الشخص العادي الذي يقاتل مايك تايسون". الذي هو الكيان الصهيوني، يكشف مدى الفقر في فهم الصراع مع الكيان الصهيوني، عندما اختزل الشعب الفلسطيني بكل قواه المقاومة في حركته، فهو يعكس تلك العقلية التي لا ترى الشعب إلا من خلال حركته. وهي مسألة يجب أن تدركها القوى الديمقراطية الفلسطينية قبل فوات الأوان. لا أن تكون جزءا من قطيع حماس ولكن كشريك ضمن مشروع وطني كفاحي سياسي تنظيمي للكل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه
- هل يمثل وعيد ترامب لحماس .. النار التي تنضج الصفقة
- شكرا.. استريحوا وأريحوا.. ودعونا نرى غيركم
- في بؤس مقولة.. -هذا مش وقته-
- شكرا.. الحوار المتمدن
- سوريا .. مؤشرات مفارقة حول هوية الحكم الجديد..!
- سوريا.. منظومة القمع والفساد أسقطت النظام
- المتغير السوري الدراماتيكي.. الرابحون والخاسرون
- استهداف الإرهاب الدولة السورية.. لعبة جيوسياسية تتعدى دمشق
- نحو صفقة بين حماس والكيان.. ما الذي تغير؟!


المزيد.....




- نائب أمريكية تحضر رضيعها حديث الولادة للتصويت ضد اقتراح للحز ...
- تداوله مؤيدو الجيش السوداني والدعم السريع.. ما حقيقة فيديو ا ...
- فرنسا تقرر منع كبار المسؤولين دخول أراضيها والجزائر ترد: --س ...
- وزارة التربية العراقية تتوعد بملاحقة قانونية ضد الطلبة المشا ...
- غارات إسرائيلية جنوب سوريا وتوغل بري في مناطق بدرعا
- رؤية ترامب لمستقبل غزة بالذكاء الاصطناعي
- حماس وإسرائيل يضعان آلية لتبادل سجناء وجثامين رهائن -دون مرا ...
- الحكومة الألمانية: زيارة نتنياهو لألمانيا ستواجه قضايا قانون ...
- زيلينسكي: لن نعيد حتى 10 سنتات للولايات المتحدة إذا تم تصنيف ...
- قرار قضائي جديد في واقعة -الشاب المصفوع من عمرو دياب-


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته