|
لأجل دولة علمانية ديمقراطية ثورية، في فلسطين التاريخية
التجمع الشيوعي الثوري - لبنان
الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 23:56
المحور:
القضية الفلسطينية
ثمة شبه إجماع، لدى المراقبين والمحللين السياسيين، حول واقع أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة هي الأشرس، والأشد إجراماً وفتكاً، بين الحروب التي شهدها العالم،في هذا القرن، الواحد والعشرين. ولقد أعلنت وزارة الصحة في غزة ، يوم السبت، 15
شباط / فبراير، الحالي، ارتفاع حصيلة ضحايا هذه الحرب على القطاع المدمر إلى 48 ألفا و 264 شهيداً، علاوة على 111 ألفا و 688 مصاباً، نسبة ٌ عالية جداً بينهم من النساء والأطفال، والعُجَّز، وذلك منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول .2023
هذا ومن المعتقد ان ثمة تحت ركام المباني المدمرة – وهي الغالبية العظمى لمباني القطاع - اكثر من 14 الف ضحية لم يتم انتشالهم الى الآن. هذا مع العلم أن الحصيلة الحقيقيةللحرب المشار إليها قد تتجاوز الأرقام الواردة أعلاه بكثير، إذا أخذنا بالاعتبارالعدد الفعلي غير المعروف حتى الآن للجثث الباقية تحت الأنقاض، والعدد الهائل من الجرحى الذين لميتم إسعافهم، بسبب تدمير الإسرائيليين للمشافي، والمستوصفات، والحصار الخانق الذي ضربوه على القطاع، بخصوص كل شيء، ولا سيما الأدوية والأجهزة الطبية، فضلًا عنالطعام، والشراب ووسائل التدفئة، وما إلى ذلك من أسباب البقاء على قيد الحياة، الامر الذي دفع محكمة العدل الدولية للقبول بوضع يدها على الدعوى التي أقامتها حكومة افريقيا الجنوبيةضد الدولة الصهيونية، كما جعلت المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية يدعي على كل من رئيس حكومة اسرائيل، ناتانياهو، ووزير دفاعها السابق، يوآف غالانت، بتهمة اقترافجرائم حرب وتطهير عرقي.
والجدير بالذكر أن هذا الأمر تم ويتم بمباركة من الكثير من حكومات العالم، الرأسمالية، ولا سيما في الغرب الاستعماري، مع مشاركة أساسية كثيفة وحاسمة من جانب الولاياتالمتحدة الأميركية، هذه المرة، وبالصورة الأكثروقاحة وكلبية، سواء في ظل الإدارة الديمقراطية، قبل 20 كانون الثاني / يناير الماضي، أو في ظل حكومة ترامب الجمهورية الحالية. وذلكبالاسلحة شديدة التدمير، التي كان آخر تجلياتها إفراج إدارة ترامب عن صفقة كبرى إلى إسرائيل سبق أن جمَّدها الرئيس بايدن، تتضمن عدداً كبيراً من القنابل زنة الواحدة منها طن من المتفجرات ! كما بالدعم المالي الكبير، وباتيصل في الفترة الأخيرة إلى عشرات المليارات من الدولارات. فضلًا عن الإسناد المخابراتي، بشتى الإمكانات الموجودة بحوزة الجيش الأميركي. بالإضافة الى استخدام الفيتو المتكرر امام مجلس الامن لمنع وقف حر ب استمرت أكثر من سنة وثلاثة أشهر، أطول حرب تشنهاإسرائيل منذ إعلان قيامها، في 1948 ، وإلى الضغط المتواصل لأجل الحيلولة دون ادانة اسرائيل امام المنظمات الدولية، ولا سيما امام محكمتي العدل، والجنايات، الدوليتين.
والاخطر من ذلك ما يعلنه الرئيس ترامب عن دعمه لتهجير سكان غزة الى مصر والاردن، ولسياسة اقصى اليمين الاسرائيلي الرافض حتى لحل الدولتين، ولأي استعادةمن جانب الشعب الفلسطيني لأ ي من حقوقه الوطنية التاريخية، والذي يتولى حاليا تصعيد عملية الاستيطان في الضفة الغربية وهدم المدن وإجلاء السكان، وتكثيف القتل والاعتقالالتعسفي، في الوقت نفسه الذي يهدد فيه باستئناف حرب الإبادة في غزة.
هذا في حين نلاحظ أن هذا الواقع، وما يكشفه من ممارسات إجرامية يندى لها الجبين، لم يفلح الى الآن في استنهاض الحد الادنى من مشاعر التضامن الحقيقي مع الشعبالفلسطيني، لدى الانظمة العربية، والمواقف الفعلية ضد تلك الممارسات وضد مقترفيها، ولا سيما ضد الكيان الصهيوني، مع ما يستدعيه ذلك من خطوات صلبة وحازمة ضده، منضمنها قطع العلاقات معه. ناهيكم عن قطع النفط والغاز عن كل الدول المساندة لافعاله الإجرامية.
في شتى الأحوال، إن ما أوردناه أعلاه يكشف للمرة الألف واقع الدولة الصهيونية - التي شكَّل أساسَها المعنوي، وحتى المادي، إعلان مسؤول بريطاني كبير ما سمي بوعدبلفور، إبان الحرب العالمية الأولى، مع ما تلا ذلك من انتداب بريطانيا الاستعمارية على فلسطين، لاجل تسهيل تنفيذ هذا الوعد، عبر الهجرات اليهودية، المسهَّلة وحنى المحمية، من جانب الغرب الاستعماري، ومن ثم ضمان الامبرياليات الغربية، بوجه خاص، اتخاذ الأمم المتحدةفي العام 1947 ، قرار تقسيم فلسطين – الدولة الصهيونية، نقول، بما هي دولة كولونيالية استيطانية تمثل قبل كل شيء مصالح هذا الغرب، بوجه أخص، ويؤمن لها، بالمقابل، كلوسائل البقاء، كما نشهد حالياً، على حساب شعب آخر تمتد جذوره في فلسطين التاريخية إلى آلاف السنين.
ومن الواضح أن هذه الدولة، بما هي دولة استيطان وتوسع وتهجي ر واحتقار لكل القوانين الدولية، تعتبر أن بقاءها لن يمكن استمراره إلا بالحروب التي تتواصل منذ نشوئها، مخلفةالكثير من الضحايا، وأشكال الدمار والعذابات والبؤس، وكل الانتهاكات المشينة للكرامة الإنسانية، منذ حرب 1948 ، التي أدت، بين ما أدت إليه، إلى تهحير معظم سكان فلسطينالاصليين، إلى حرب 1956 ضد مصر وقطاع غزة، إلى حرب 1967 ضد مصر وسوريا والأردن، إلى اجتياح لبنان في العام 1982 ، فالحرب على لبنان، مجدداً، في العام.2006 ناهيكم عن الحروب العديدة على غزة، منذ العام 2008 ، وصولًا الى الحرب الأخيرة على ك ل من غزة ولبنان، وما رافق ذلك من تدمير
هائل للقرى والمدن، ورف ض لإنهاء احتلال الدولة تلك، سواء لغزة، أو للعديد من المواقع داخل الجنوب اللبناني، فضلًا عن احتلال اكثر من خمسمئة كلم مربع من الاراضيالسورية !
وهو ما يضاف، حتماً، الى الغارات الجوية على ايران والتهديدات بالحرب ضدها، بحجة منعها من امتلاك السلاح النووي ( الذي تمتلكه بالمناسبة اسرائيل ) ، الأمر الذي ينذر بشرمستطير، إذا أخذنا بالاعتبار امتلاك الدولة الصهيونية اكثر من مئتي رأس نووي، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، واستعدادها، كما يبدو من وقائع تلك الحروب، الى بلوغ أقصى مدىفي التدمير والإبادة، في مسعاها، بحسب ادعاءاتها، للدفاع عن نفسها ! وهو ما يكشف مخاطر حقيقية، في الآتي من أفعالها، واحلامها التوسعية الإجرامية، لحروب قد تتطور الى استخدام السلاح النووي، ووضع العالم بأسره على شفير حرب عالمية لا تبقي ولا تذر !
لأجل ذلك، وفي حين نبدي حرصنا، في الاممية الرابعة، على حق الشعوب في الحرية والكرامة، والمساواة، والسيادة على ارضها، وحق تلك التي تعاني ظلماً طويل الامد، قائماًعلى التهجير والإبادة وشتى اشكال القهر والاضطهاد، في تقرير مصيرها، بحرية؛ وإذ ندرك، في الوقت نفسه، أن أنظمة العار العربية، التي إذ تمارس الاستبداد والاستغلالالشديدين ضد شعوبها، تحني رؤوسها بالكثير من الذل والإذعان للحكومات الإمبريالية، والشركات الرأسمالية العالمية، ولا تجد غضاضة في غض النظر عن أفعال الكيانالصهيوني المشينة، وحتى في الهرع للدخول في اتفاقيات التطبيع معه، لن تكون بمنأى عن الحساب العسير الذي قد تواجهها به، في القادم من الأيام، شعوبها، وهو ما تؤكده الانتفاضاتالتي خاضتها تلك الشعوب في العقدين الاخيرين من هذا القرن، لأسباب تتعلق بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية، والتي قد تتجدد، قريباً، ولكن لتجمع هذه المرة بينها وبين النضال لاجلالكرامة الوطنية؛ وإذ نحيي، بالكثير من الإعجاب والتفاؤل التحركات المفعمة بالشهامة والمشاعر الإنسانية ضد إسرائيل، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، لدى شبيبة الحواضر والمدنالكبرى، في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، بوجه أخص، ناهيكم عن شبيبة بلدان أخرى عبر العالم؛ وإذ نتذكر باعتزاز موقف الاممية الجازم، في العام 1947 ، ضد قرار التقسيم،ندعو إلى التنسيق والتعبئة الحثيثين، مع كل القوى والمنظمات والأفراد، في بلداننا، وعبر العالم، التي يمكن اللقاء معها على قاعدة التصور الوارد اعلاه، لاجل الكفاح المشترك منأجل المطالب التالية :
-1 تسريع اتخاذ محكمتي العدل والجنايات الدوليتين قرار الأولى باعتبار الحرب الإسرائيلية على غزة حرب إبادة جماعية، وبدعوة المنظمة العالمية للأمم المتحدة للاجتماع علىاساس قاعدة الاتحاد من أجل السلام، والعمل على إنزال العقوبات الضرورية بالكيان الصهيوني، ومن ضمنها قطع شتى العلاقات، سواء الدبلوماسية أو الاقتصادية معه، على المستوىالعالمي، وسحب الاعتراف بشرعية الدولة الصهيونية، وبعضويتها في الأمم المتحدة، واعتبار تزويدها بالأسلحة جريمة ضد الإنسانية؛ وقرار الثانية باعتبار كل الوزراء في حكومةنتانياهو، وكل الضباط الكبار في جيشه، الذين شاركوا في اتخاذ القرار بتلك الحرب الإجرامية، أو في تطبيقه، مجرمي حرب يجب ملاحقتهم في أي دولة يمرون فيها، او ينتقلوناليها.
-2 الضغط لأجل اتخاذ الجمعية العامة، ومجدداً على اساس قاعدة " الاتحاد من اجل السلام " ، التي تم اعتمادها في اكثر من مناسبة، ولا سيما خلال كل من الحرب الكورية، عام 1950 ، وحرب قناة السويس، في العام 1956 ، القرار بنزع السلاح النووي المتوافر لدى الكيان الصهيوني، وكل اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها.
-3 تفكيك الدولة الصهيونية، ك " دولة لليهود " ، وإقامة دولة ديمقراطية علمانية ثورية محلها، تتيح لكل من يريد من الفلسطينيين المشتتين خارج وطنهم التاريخي العودة اليه، إذاشاؤوا، والتمتع مع كل سكان فلسطين التاريخية الباقين، أكانوا يهوداً أو عرباً، بحقوق متساوية، على اساس المواطنية الكاملة، " وهذا يتطلب رفض يهود دولة اسرائيل الحالية للصهيونية،ومشاركتهم في ثورة عربية حاملة لدينامية ديمقراطية وعلمانية واشتراكية."
#التجمع_الشيوعي_الثوري_-_لبنان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لأجل سلطة ديمقراطية علمانية تُخرج لبنان من مأزقه المستعصي ال
...
المزيد.....
-
اصطفوا لأميال ممتدة.. شاهد كيف خرج إسرائيليون للشوارع استعدا
...
-
-ترامب غزة هنا أخيرًا-.. الرئيس الأمريكي يروج لخطة غزة بفيدي
...
-
غزة.. كابوس الولادة خارج المشافي
-
الجزائر ـ باريس تقترح تقييدا أوروبيا متزامنا لإصدار التأشيرا
...
-
مراسلنا: مقتل شخص وإصابة آخر بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة ف
...
-
مباحثات روسية أمريكية لعودة عمل السفارات
-
لقطات من استقبال ملك الأردن للرئيس السوري أحمد الشرع في عمان
...
-
العراق والعلاقة مع الإدارة السورية
-
الحياة تعود إلى طبيعتها في واد مدني في السودان
-
فرنسا: اجتمتع وزاري لبحث ملف الهجرة والأزمة مع الجزائر
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|