|
الاقتتال الفلسطيني = الانتحار لفلسطيني
سهيل أبونوفل
الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 08:00
المحور:
القضية الفلسطينية
مما لا جدال به بان الشعب الفلسطيني وقع تحت اسوأ نوع من انواع الاحتلال ومن المؤسف ان جهودنا الان تتجه نحو درء خطر الانتحار الناجم عن الاحتراب الداخلي، أسمحوا لي من هذا المنبر ان اتقدم بالنقد الحاد لرفاقنا من قوى اليسار واخص بالذكر رفاقنا في الحزب الشيوعي الفلسطيني سابقا - حاليا حزب الشعب الفلسطيني - مسألة اجهاض الانتفاضة الاولى وعسكرة الانتفاضة الثانية أكدت عجزنا - عجز اليسار الفلسطيني - وابتعادنا عن الجماهير وقضاياها. كان لنا رفاقنا في مناصب وكنا ندرك مسألة الفساد ولم يغب عن اعيننا بأن المؤسسات التي نجمت عن أوسلو - مكتب الرئاسة، الحكومة والمجلس التشريعي - هي نموذج للانظمة العربية لكن بالرغم من ذلك لم تستطع حركة اليسار الجمع بين النضال ضد الاحتلال من جهة وضد الفساد من جهة اخرى. الفساد المتفشى بهذا النظام المؤسساتي استمر حتى استولى كلية عليها واصبحت سوطا اضافيا يجلد ظهر شعبنا واليسار الفلسطيني عجز عن ايجاد آلية تجمع بين النضال ضد الاحتلال والفساد. الجماهير ادركت ذلك ولم تعد تحتمل جلدات هذا السوط فجاءت الانتخابات التي كان مركز الثقل بها لشعارات محافحة الفساد وللاصلاح وكانت النتيجة صعود حماس للسلطة. ما العمل؟ من الضروري ان نطرح على جماهير شعبنا وبكل صدق وصراحة السؤال التالي. ماذا نتوخى ونتأمل من كافة هذه المؤسسات؟ ما هو مقياس قبولنا لها؟ ويجب ان نقول علنا بأننا رفضنا الحكم الذاتي ليس بقرار من الاتحاد السوفياتي ورفضنا روابط القرى ليس بقرار من أحد إذ كان المقياس هو هل يقربنا ذلك من تحقيق حقوق شعبنا غير القابلة للصرف. المؤسسات المذكورة يجب ان تخدم شعبنا ويجب المطلبة بمحاكمة شعبية جماهيرية علنية لكل من سولت له نفسه وتلاعب بأموال الشعب، يجب ان نرفع مطلب تشكيل لجان جماهيرية شعبية تقوم بالتحقيق وباجراء جرد وتدقيق بالحسابات واشكال صرفها لتقديم المختلسين لمحاكمات علنية لينالوا عقابهم. فيما يتعلق بمسألة الفلتان الامني فهي ذات شقين احدهما مسؤول عنه الاحتلال الاسرائيلي الذي استطاع اختراق صفوف المقاومة وهذه مسألة رغم تعقداتها يمكن محاربتها بقرار سياسي من كافة الحكات السياسية وباجراء عملية تعبئة جماهيرية تطالب المقاتلين بالكشف عن كل من يقوم بعملية اختطاف أو اطلاق نار على أي مواطن فلسطيني باعتباره مجرم. أما الشق الثاني فهو مفهوم الزعرنة الذي تم نقله من الخاج الى الداخل يجب محاربته فالحكمة تقول - السلاح بيد الخرا بيجرح" مع المعذرة لذلك يجب ان نعمل على تثقيف مقاتلينا فالسلاح وحمله ليس هدفا بحد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق هدف والتخدامه تحكمه ضوابط ليس فقط لدى القوى النظامية بل المسؤولية الناتجة من حمل السلاح هي اكبر بكثير عندا يكون الحديث عن حركة ثورية لهذا يجب ان نكثف عملية التعبئة والتنوير حتى لا يستطيع من اخترق صفوف الثورة تحقيق ما هو منوط به من قبل الاحتلال بل سيساهم في كشف هويتهم ومحاكمتهم. المؤسسات الحكومية إذا عجزت بأن تكون ساحة متقدمة للنضال من اجل حقوقنا وإذا ارادت ان تقوم بمهمة الادارة المدنية وأن تبقى سوطا مسلطا على رقابنا فلتذهب تلك المؤسسات والقائمين عليها الى الجحيم فشعبنا قادر على ايجاد البديل لها. نتقاتل في قطاع غزة لنقوم بتحقيق حلم الممسوخ سئ الذكر أرئييل شارون، هذا بالضبط ما خطط له عندما اعاد النتشار قوات الاحتلال واخلاء المستوطنات. فنحن بدل ان ننقل المعركة مع الاحتلال الى مرحلة أعلى ونصر على مطالبة هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن بالوضع القانوني لقطاع غزة للنتزع إما موقف يعتبر قطاع غزة محررا وبالتالي اعلان السيادة الفلسطينية الكامة أو التأكيد على وضع القطاع باعتباره لا يزال ارض محتلة ومطالبة دولة الاحتلال بتنفيذ مسؤوليلتها والاستمرار بمناهضة الاحتلال. بدل ذلك اخذنا نزايد على بعض ونسعى لتصوير وكأن الاحتلال تقهقر امام مقاتلينا؟ هذا لا يعني التقليل من شأن دور مقاتلينا إلا ان السبب الاساسي والرئيسي هو عجز آلية الاحتلال من كسر شوكة جماهير شعبنا قاطبة. اعتقد بأن حركة اليسار الفلسطيني يجب ان تدرس الوضع الراهن بشكل نقدي والتوجه لجماهير شعبنا في الاراضي المحتلة وفي الشتات بورقة عمل واضحة لا تقبل التأوييل بهدف اصلاح منظمة التحرير الفلسطينية التي طالما قلنا بأنها الممثل الشرعي والوحيد لشعبناالفلسطيني واهمية ذلك تنبع من تصاعد الحملة الشرسة التي تدور حاليا للتشكيك بذلك كخطوة اولى للتملص من حق العودة وللقبول باقامة الدولة الفلسطينية المنقوصة، وهنا يجب ان نوضح لمخاطر لعبة حماس بالتشكيك بمكانة م.ت.ف. والقيام باحتضان والتفاف جديد من جماهير شعبنا في الارض المحتلة والشتات حول م.ت.ف. فليدرك القاصي والداني بأن السلطة الناتجة عن أوسلو لا تشكل بديلا عن م.ت.ف. فشعبنا إذا توصل لقناعة بأن م.ت.ف. عاف عليها الزمن لن يحتضنها والسطة الناتجة عن أوسلو حتى يومنا هذا عجزت بأن تكون خطا متقدما للثورة ولازالت حتى يومنا هذا - بغض النظر من يرأسها فتح أو حماس - تشكل شكلا على غرار الانظمة العربية تعمل محكومة بأوامر صندوق النقد الدولي، مصالح ضيقة لمن بالسطة، تخضع للاملاءات الامريكية. برنامجها بعيد كل البعد من الناحية العملية عن المصلحة الوطنية. أما في الخارج، فنحن جميعا مصابون باحباط شديد، كان وقت تغنينا بأن هنا اكثر من مئة دولة اعترفت بدولة فلسطين، لنا تقريبا في كل الدول إما بعثات دبلوماسية أو تمثيل أو مكتب او سفارة وللاسف في ظل الازمة المالية الخانقة التي تعاني منها جماهير شعبنا يجب ان نجد الاساليب المثلى لتقليص مصاريفنا فكم يحز بنفسنا عندما نسمع [ان موظفوا سفارتنا في البلد الفلاني او العلاني لم يتقاضوا رواتبهم لأكثر من ستة اشهر لكن هناك اموال لشراء عيارات نارية نطلقها على اطفال شعبنا ؟! اعقد بانه من الممكن تقليص النفقات باستئجار مكاتب متواضعة للسفارات بدل المكاتب القائمة حاليا، من جانب آخر يمكن تقليص عدد المتفرغين للعمل في السلك الدبلوماسي الى الحد الادنى واعتماد مبدأ التطوع للخدمة الدبلوماسية، لكن هذا يتطلب وضع برنامج عمل للسفارات والبعثات الدبلوماسية كل حسب البلد الموجود به ومن ثم توزيع المهام بهدف الجمع بين العمل الديبلوماسي والعمل الثوري والاعلامي وهذا بحد ذاته يتطلب وقفة جريئة مع النفس بعيد عن عقلية تصفية الحيابات والتشاؤم. المجد والخلود لشهدؤنل الابرار فلنقدم المجرمين للعقاب للتوحد لجهود للنضال ضد الاحتلال الاسرائيلي وطابوره المتمثل بالفساد
#سهيل_أبونوفل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|