أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوجمعة الدنداني - حزب الله والعروبة وايران















المزيد.....


حزب الله والعروبة وايران


بوجمعة الدنداني

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حزب الله والعروبة وإيران

كان موضوع المقاومة سواء في لبنان او اليمن او غزة او العراق يثير تساؤلات ويخلق انقسامات بسبب موقف هؤلاء من ايران او العكس .
اعتقد ان المقاومة أي مقاومة لكي تكون وطنية وسيدة مواقفها لابد لها ان تكون مستقلة وقادرة على توفير تمويلها وتسليحها دون ان تكون خاضعة لأية جهة لأنه من غير المنطقي ان تقاوم جهة ما وفي موضوع الحال الصهيونية ومن يقف وراءها لتجد نفسك تحت تصرف او سلطة او ولاء لإيران او غيرها
هل نعتبر ذلك مقاومة ام ماذا ؟
لاشك ان ما يقوم به حزب الله والحوثيون والحشد العراقي ضد الصهيونية هو عمل بطولي لا نملك الا ان ندعمه ونباركه .
لكن في السنوات الفارطة كان حزب الله مثلا سيفا في يد ايران ليقاتل في سوريا هل دوره الحرب في سوريا الى جانب النظام ضد مواطنيه ؟
وهل من دور الحوثي ان ينقلب على الشرعية خدمة لإيران ؟
وهل من دور المقاومة ان تفرح لذبح بطل عربي اسمه صدام حسين لأنه قاتل إيران ؟
هذا الدور المشبوه للمقاومة ينزع عنها دورها المقاوم ويحولها الى فصيل يقدم خدمات لدولة إيران تماما كالدور الذي قام ويقوم به فاغنر لفائدة روسيا
على المقاومة سواء حزب الله او غيره ان يطرح على نفسه هذا السؤال هل انا مقاوم ضد الصهيونية ام فصيل ملحق بدولة مهما كانت هذه الدولة ؟ الإجابة عن السؤال يحدد هويتك اما ان تكون مقاومة عربية من اجل امتك العربية ضد الصهيونية والامبريالية او ان تكون عميلا تقبض ثمن "مقاومتك "لفائدة دولة أخرى
وحزب الله يعترف بانه جزء من ايران وتمويلاته إيرانية وولاءه الفكري والتنظيمي والطائفي لإيران وكذلك الحوثي وغيره. طالما ايران فيها 《فلوس》نحن عندنا 《فلوس》ما فيه شفافية اكثر من هيك/ حسن نصر الله في احدى خطبه.
مقاومة تقسم المجتمع العربي الى طائفتين سنة وشيعة وهذا الفصيل مغلق على المتشيعين فقط مما جعل بقية الأحزاب والمنظمات تبتعد عن حزب الله لولائه لإيران ولهيمنته على الساحة السياسية ورفضه لوجود قوى أخرى مقاومة الى جانبه فهو الوحيد المسموح له او سمح لنفسه بامتلاك السلاح رغما عن الدولة فهو اقوى منها. المقاومة الحقيقية والوطنية كي لا نقول العربية تجمع حولها وتوسع من حاضنتها وتتفهم ظروف الشعب والدولة ولا تتحول الى جهاز ضخم يسهل اصطياده
اما إيران فاذا كانت تؤمن حقا بانه عليها القضاء على الصهيونية فلابد ان تسهم في المقاومة دون مقابل فالعرب لا يجب ان يكونوا هدفا من اهداف ايران وهو للأسف ما نشهده اليوم من احتلال للعراق وسوريا ولبنان واليمن في انتظار البقية.

حزب الله نموذج للتشيع الصفوي
في مقال لنعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله بالمستقبل العربي والأمين العام الحالي { عدد 455 جانفي 2017} تحدث فيه عن الدولة والواقع . منذ البداية يؤكد السيد نعيم ان حزب الله { يؤمن بإقامة الدولة الاسلامية بالقوانين المدرجة في داخل المنظومة الاسلامية } ص 146 ، و{ لا فصل بين الدين والدولة }ص148 بعبارة اخرى يؤمن بالدولة الدينية وفي فقرة اخرى تحت عنوان الوطن يقول {من يؤمن بالإسلام يؤمن بان الاسلام عابر للقارات والاوطان } ص 150 ثم يتدارك ويقول ليس ضروريا ازالة الحدود المهم هو الولاء للولي الفقيه.
بتعبير اخر فان ولاية الفقيه هي العابرة للأوطان وللقارات اما الاوطان فيمكن ان تحافظ على حدودها.
في الفقرة التي عنوانها اجازة ولي الفقيه بالمشاركة في الدولة تتضح مسألة الوطن ومسألة الاجازة الشرعية يقول انه سنة 92 طرحت مسألة المساهمة في الدولة واختلفنا في الرأي فكان لزاما علينا ان نعود للولي الفقيه لتوجيهنا فيكتب قائلا الولي الفقيه ليس مرتبطا لا بجنسية ولا ببلد معين ، هنا تزول الحدود ، ففي المسألة الايمانية على المستوى الاعتقادي ، لا دور للحدود الجغرافية ، لكن عند تطبيق القوانين في بلد ما نحتاج الى الإجراءات والحدود في اطار الوطن والعمل ، لكننا نحتاج الى الولي الفقيه من خلال الاعتقاد والايمان لنبرئ ساحتنا الشرعية ...الولي الفقيه هو الذي يوجه قرار الحرب والسلم على مستوى الامة .. هو الذي يعطي الاجازة لان يقاتل المقاتلون وهو المسؤول عن هذه الدماء .. وهو الذي يحدد استراتيجيات العدو من الصديق الخ ص 152
ظاهر الامور اجازة شرعية ولكن باطنها ولاء خارجي باسم الدين عابر للأوطان يعني بعبارة سياسية مباشرة عمالة وولاء للأجنبي على حساب الوطن، مادام الولي له القدرة على التفكير في مستقبلنا يمكن ان يأمرنا بالقتال في اراض لا تعنينا تلبية لرغبته مثلما هو حادث في العراق من خلال الحشد الشعبي او حزب الله نفسه في لبنان وسوريا او من خلال أنصار الله الحوثيين في اليمن الخ
حزب الله طائفي بامتياز لا يؤمن الا بالمذهب الشيعي لا يحارب الا الى جانب الأنظمة الشيعية ويتصدى لغيرها لا يتحرك ضد الصهيونية الا بقرار ايراني لا علاقة له بمصلحة لبنان، تضخم حتى صار اقوى من الدولة بإمكانياته العسكرية والمالية وميلشياته ومعاداته لعروبة لبنان. اغلب الأحزاب تريد ان تكون عربية في بيئة عربية وحزب الله يدفع باتجاه إيران وفرض ولاية الفقيه على الجميع.

التشيّع الأسود ؟
الاسلام واحد. والمذاهب محاولة للاحتيال او التحايل على الاسلام للابتعاد به عن دوره في عبادة المخلوق للخالق والمساهمة في التنمية الاجتماعية.
التشيع او التمذهب لأي مذهب نجد فيه تسلطا باسم الدين على الحياة المدنية التي من المفروض ان يتساوى فيها الناس بالرؤى والتصورات المدنية والمواطنة بعيدا عن تسلط الدين ورجال الدين من أي مذهب كان، وان لا يفرق بين الناس بمقدار قربهم او بعدهم عن هذا المذهب او الشيخ، ولهذا فإننا ضد تواجد الدين في الحياة السياسية.
في كتابه المعنون ب {التشيع العلوي والتشيع الصفوي} حرص علي شريعتي ان يفرّق بين نوعين من التشيع وهما التشيع العلوى نسبة لعلي العربي والتشيع الصفوي نسبة لإسماعيل الصفوي الفارسي.
التشيع العلوي او كما وصفه شريعتي بانه تشيع احمر لأنه قام ضد الظلم وضد الملالي وحرر الشعب من تسلط المغول وكان ذلك منذ سبعة قرون من الان الا انه بعد قرن على ذلك التاريخ جاء الصفويون {وتحول التشيع الاحمر الى تشيع اسود ومذهب الاستشهاد الى مذهب عزاء وحداد} ص 38
نعرف انه في القرن السادس عشر حكم شاه اسماعيل الصفوي ايران وكان على خلاف دائم مع العثمانيين السنة وحاول فرض التشيع الصفوي بالقوة سواء على العثمانيين او الايرانيين وكان عنيفا، فالصراع كما يتجلى كان قوميا بغطاء ديني.
فالتشيع الصفوي عند علي شريعتي انحرف بالمذهب وزاد في اشباعه بالبدع والاساطير الموغلة في اللاعقلانية والمعادية للدين فتأليه علي مثلا او عصمة الائمة هي بدع، كما تعمد الاساءة لأهل السنة والصحابة الخ وتقليد المسيحية في الكثير من الممارسات وهي ممارسات قروسطية تخلص منها الغرب وعلقت بذهنية كسولة وقال الدكتور شريعتي ان الصفويين نقلوا تلك البدع عن عادات وتقاليد اوروبية كانت تتبع في الأعياد المتعلقة بصلب السيد المسيح.
وغلفه برؤيا قومية فارسية اراد بذلك مواجهة العثمانيين. فالصفوية تغلفت بالقومية الفارسية فسحبت نفسها من جسد "الامة الاسلامية "وصارت معادية للعرب والاتراك مؤججة النزعة القومية الفارسية.
ليسوا ثوارا
هل نال الشهادة من اجل فلسطين ام من اجل ايران ؟ تلك هي كل القضية، في هذه المسالة بالذات كل الطرق لا تؤدي الى روما بل تؤدي الى طهران، وطهران من الاف السنين اعدى أعداء العرب ولا نريد ان نعود للتاريخ فهو حافل بالمؤامرات ومن يتصفح تاريخ البرامكة فقط يدرك القدرة على الاندساس والتخريب.
من يتأمل الساحة اللبنانية يدرك منذ صعود نجم حزب الله ودخوله معترك الحياة السياسية وهو الوجه الذي لعب فيه دور إيران بالنيابة يدرك انه بسلاحه الموجه للداخل فقد اقصى كل الفصائل الأخرى عن دورها القتالي ضد الصهيونية. لقد استحوذ على الساحة بقوة المال ودعم إيران وقوة السلاح ولما كنا نطمح في وجود اكثر من فصيل حزبي يواجه الصهيونية بالكلمة وبالسلاح تخلى الجميع امام غطرسة الحزب وانصاره وضعف الدولة واصبح هو المحارب الوحيد يسخن الجبهة متى شاءت ايران ويبرد كلما حققت ايران أهدافها. الجيش اللبناني نفسه أصبح حارسا لا دور له.
الجميع يتفرج وحزب الله يسير الحكومات والحدود والشركات والمطارات فاض عن الدولة لأنه لم يكن في البداية بغرض المقاومة كان لهدف مثله مثل الحوثيين الذين استولوا على الدولة او الحشد في العراق ان يكونوا اذرعا لإيران في المنطقة العربية .
حزب الله لم يكن فصيلا مقاوما بقدرما كان فصيلا إيرانيا يحرك به طنجرة المفاوضات ليحقق أهدافه واخافة الصهاينة والأنظمة العربية والغرب. حزب الله والفصائل الشبيهة كانت بعبعا للحكام العرب وللغرب، للعرب حتى يخضعوا لسلطة إيران الإقليمية وللغرب حتى يقبل بالنووي وبانها سلطة إقليمية مسؤولة عن منطقة الشرق.
مقاومة تتنكر لعروبتها لا يمكن ان تكون مقاومة .






المرجع
التشيع الصفوي والتشيع العلوي / الدكتور علي شريعتي / دار الاميرللثقافة والعلوم طبعة سنة 2007



#بوجمعة_الدنداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان ضياع
- اقترب اكثر من القصيدة
- ورقة مقتطعة من كتاب إغاثة الامة بكشف الغمة للمقريزي قصة
- - المعلم -
- قصيدتان
- الم يكن ممكنا لو جئت قبل الان
- ميشال عفلق والعروبة والاسلام السياسي
- لعبة
- لن احتمل اكثر من سنة
- البرغي / قصة
- قتل القومية العربية
- الدولة المتدينة
- اللعين مسرحية
- الوجه والقفا: قراءة أخرى بعد خمس سنوات عجاف في حكم سعيد
- الشعب العربي بين الجدار العازل والتهجير القسري


المزيد.....




- مركز روسي: كاردينال مقرب من ترامب قد يرأس الفاتيكان
- المغرب: خلية فككتها السلطات الأمنية كانت مشروعا لفرع جديد لت ...
- مراسم تشييع حسن نصر الله: وفد يهودي حاضر ووداع حار من والد ا ...
- بعد تصريحات نتنياهو.. الشرع يجتمع بوجهاء -الطائفة الدرزية-
- سانا: الرئيس السوري أحمد الشرع يجتمع مع وجهاء وأعيان الطائفة ...
- أحمد العبادي يسائل السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بشأن ...
- المشاط: شهادة السيد نصرالله مثلت اعلى تجسيد للوحدة الاسلامية ...
- المقدسيون يودّعون قارئ المسجد الأقصى الشيخ داود عطالله صيام ...
- الفاتيكان: حالة البابا فرنسيس لا تزال حرجة لكنه في وعيه
- الفاتيكان يصدر بيانا مطمئنا بشأن البابا فرانسيس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوجمعة الدنداني - حزب الله والعروبة وايران