علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 19:49
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ظلت الانتخابات البرلمانية في بلادنا سليلة لماضيها الذي ارسته الوصاية الاستعمارية البريطانية، التي كانت قابضة على زمام الحكم بغطاء محلي شكلي، تديره شلة من خدم المحتل وابناء الاقطاع المصنوع حديثاً، وفق قانون 50 لسنة 1932 ، الذي اذن في حينها بتوزيع الاراضي الاميرية على رؤساء العشائر.. وظلت هذه العملية رهينة بيد اصحاب السلطة والنفوذ الى يومنا هذا الا ان.. غير ان المتغيّر قد حصل لدى الطغمة الحاكمة الحالية، حيث اظهرت حنكة ماكرة في الاستحواذ واسمرار في سدة الحكمة من خلال القبض على منافذ الوجود في البرلمان، عبر الاحتفاظ على نفوذ برلماني يضمن لها الاستمرار، ليس بتاثير منهجها السياسي وحسن الاداء، انما لجأت الى سوق شراء الذمم والاصوات الانتخابية بالرشى، وظائف ومناصب مشروطة بالتصويت لصالح اصحاب القرار.
وامام هذه المتاريس التي كمنت خلفها القلة الحاكمة التي ضمنت لها ( خبزاً تحت السلة ) وحينما اذنت الانتخابات سارعت القوى السياسية التي ليست لها موطئ قدم في السلطة، الى الصلاة على قبلة التحالفات الانتخابية بغية لملمت شتاتها، لعل في ذلك عبور حواجز الانفراد السلطوية نحو قبة البرلمان، غير ان هذه التحالفات لم تثبت جدواها مما غدت لم تمارسها حتى الاوساط ذات النفوذ . اذ انها عمدت الى دخول الانتخابات بصورة منفردة، ولكنها تتحالف في البرلمان بعد ظهور نتائج الانتخابات، لان صيغة التحالفات الانتخابية قبل الدخول الى مجلس النواب لم ترق الى التضامن والتصويت لمرشحي التحالف في مجرى العملية الانتخابية، وانما الى كل طرف ينتخب مرشحيه.. اذن تغدو التحالفات الانتخابية مضيعة للوقت ولفرص الفوز المقصودة.
ان فقدان البوصلة كما يبدو في الوصول الى قوى 80% من الناخبين الممتنعين عن التصوت للاسف قد غدا يشكل حاجز صد لاينفع فيه التحالف ولا حتى غير التحالف، والدليل على ذلك ان 20 % المتبقية من الناخبين هي جديرة بتأهيل الذين يدركون "من اين يؤكل الكتف " ..افلا يوجد من يفهم كنه هذا الامتناع، ويرمي حجراً في الماء الراكد ؟. ربما يتمكن من ان يغلب القلة الحاكمة او ينافسها في اقل تقدير. بدلاً من ان يكرس جل جهوده للتسبيح بالتحالفات الانتخابية غير النافعة المجربة. وهنا لابد من قول ان التحالفات ليس عديمة الفائدة في مطلق الاحوال، وانما يمكن تنضيجها واتمامها داخل البرلمان بعد حساب الاصوات وعلى ضوء الاوزان الانتخابية .
لاشك ان الاهمية الكبيرة تكمن في جمع اكبر قدر من الاصوات الانتخابية ، اي تغيير موازين القوى. غير ان ذلك يبقى مرهوناً في معرفة كيفية رفع قناعة الجماهير الممتنعة والساخطة على نمط الحكم، وذلك بتبن مطاليبها المشروعة ليس قولاً وانما الوصول اليها، وهذا ما يتطلب وجود تواصل وطني عام والاصطفاف مع حراك الشارع وليس مع النخب فقط رغم اهميتها، مثلاً اللقاء مع عمال المسطر واصحاب البسطيات وحتى الباحثات والباحثين في المزابل ولا تهون الصفوة المثقفة من المثقفين واصحاب الشهادات المهملين و المتظاهرين في كل مكان وزمان..
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟