أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - القيادة الفلسطينية في مواجهة أزماتها الداخلية والتحديات الخارجية














المزيد.....


القيادة الفلسطينية في مواجهة أزماتها الداخلية والتحديات الخارجية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 18:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


السياسة كما هو متعارف عليها علم أو فن إدارة الدولة والسلطة وتدبير أمور الشعب أو هي القدرة على المفاضلة بين عدة خيارات وتحديات بما يخدم مصلحة الشعب أو هي القدرة على الاستجابة السريعة لمتطلبات الشعب وتوفير الأمن والأمان له داخلياً وفي مواجهة التهديدات الخارجية، وقاموس لسان العرب يعرفها بأنها (القيام على الشيء بما يُصلحه)، وهناك عشرات التعريفات الأخرى.
هذه السياسة شبه غائبة عن الحالة الفلسطينية الراهنة سواء تعلق الأمر بإدارة السلطة أو بإدارة المقاومة ومواجهة الاحتلال، وكأن الحياة السياسية عندنا تسير بقدرة قادر (على الله أو على البركة) أو تُسيرها أطراف خارجية والطبقة السياسية مجرد أدوات تنفيذ.
الخلل ليس فقط بسبب الاحتلال أو حتى الانقسام بالرغم من خطورته، وليس بسبب تعدد الأحزاب والأيديولوجيات بل أيضاً بسبب ضعف مؤسسة القيادة الجامعة الشاملة.
فبالرغم من كل الحديث عن منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب، إلا أن هناك بونا شاسعا بين هذا التوصيف لها والواقع وفعلها الميداني حيث هناك ضعفاً وترهلاً في مؤسسة القيادة والتباساً في العلاقة بين القيادة وعموم الشعب وتردداً في اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب وفي المنعطفات المصيرية.
الطبقة السياسية الراهنة تشتغل بلا سياسة وتعيش حالة انتظاريه قاتلة وأضاعت فرصاَ كثيرة كان من الممكن انتهازها وعدم إضاعتها، والأمر لا يقتصر على أخطاء حركة حماس وتوابعها من الفصائل وهي أخطاء تعبر عن جهل عميق بممارسة السياسة والمقاومة، ولكن أيضاً عند منظمة التحرير والسلطة حيث تم قبل حرب الإبادة وبعدها إضاعة كثيراً من الفرص منها:
١ إجراء انتخابات عامة.
٢اجتماع المجلس الوطني والمجلس المركزي والمؤتمر الثامن لحركة فتح.
٣تجديد واستنهاض مؤسسات منظمة التحرير دون انتظار انضمام حركتي حماس والجهاد.
٤ حسم طبيعة العلاقة بين المنظمة والدولة والسلطة.
٥تعزيز العلاقة بين فلسطينيي الشتات والداخل.
٦ فرصة الحفاظ على القاعدة الشعبية والتنظيمية للمنظمة وحركة فتح في قطاع غزة والضفة والشتات.
٧ التردد في مواجهة حالات الفساد والمفسدين في مؤسسات السلطة ومؤسسات المجتمع المدني، حتى وإن كانت حالات محدودة.
٨ التردد والتساهل في التعامل مع حركة حماس بعد انقلابها على السلطة ٢٠٠٧، وما زالت المنظمة مترددة في حسم الأمور مع حماس والجهاد الإسلامي حتى بعد انضمامهم لمحور المقاومة الإيراني الفارسي والجهر بموقفهم المعادي للمنظمة والسلطة.
لكل ذلك ولأن السياسة لا تعرف الفراغ فإن ضعف الفعل الفلسطيني الرسمي يسمح للآخرين التصرف بقضيتنا الوطنية سواء كانوا اليهود أو الأمريكان أو عرب، ومن هنا سمعنا عن مخطط ترامب لشراء قطاع غزة وتهجير سكانه ومخطط إسرائيل لضم الضفة الغربية ودعوات لقمة عربية بدون الفلسطينيين ومؤتمرا في الدوحة لخلق بديل عن القيادة الفلسطينية الحالية، وقد كنبنا عن كل هذه التجديدات.
وبالنسبة لمؤتمر الدوحة والدعوات لإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل قيادة جديدة، كتبت معارضاً لمؤتمر الدوحة المنعقد في ١٧ من هذا الشهر تحت عنوان (المجلس الوطني الفلسطيني) وهدفه المُعلن إعادة بناء واستنهاض منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تكن معارضتنا للفكرة بحد ذاتها بل كانت المعارضة أو التحفظ على مكان الانعقاد ومصداقية بعض من تصدروا المؤتمر أو خططوا له بدون حضور.
إن انتقادنا لمؤتمر الدوحة لا يعني أن حال المنظمة بخير والقيادات الراهنة في المنظمة وحركة فتح مُبرأين من الأخطاء أو يمكنهم مواجهة التحديات المصيرية التي تهدد وجودنا الوطني برمته. وبصراحة، حال المنظمة وحركة فتح طوال العقدين الماضيين وكيفية تعاملهم مع حرب الإبادة والتطهير العرقي في القطاع والضفة لم يكن في المستوى المطلوب، مما ترك فراغاً كبيراً في ميدان العمل الوطني سمح لكل من هب ودب بالتطاول على المنظمة والتدخل بشؤوننا الداخلية.
إن كان مؤتمر الدوحة فاشل أو سيفشل في تحقيق أهدافه كما فشلت كل المحاولات السابقة كما يقول منتقدوه إلا أنه حرك مياهاً راكدة وطرح تساؤلات كبيرة حول المصير الوطني وقد تساعد مخرجاته على تشجيع مزيد من الحراك الشعبي، وقد لا يتوقف منظموه عند البيان الختامي وتشكيل لجان بل سيكون له ما بعده من مفاعيل محليا وربما أبعد من ذلك، مما يزيد من ارباك الوضع الداخلي وتشرذمه.
وعليه على القيادة الرسمية والشرعية للمنظمة التحرك لعقد مؤتمر أو مجلس وطني بأعداد تفوق عدد المؤتمرين بالدوحة، وأن تخرج من مربع التخوين أو التشكيك بكل من يطالب بالإصلاح أو ينتقد النهج السياسي للقيادة، وأن تًعيد النظر بسياسة الفصل والإحالة للتقاعد لكل من ينتقد قراراتها.
نؤكد مرة أخرى على التزامنا بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعبنا وأن حركة فتح تمثل الوطنية الفلسطينية ورأس حربة في مواجهة أعداء المشروع الوطني وما زال عليها الرهان في استنهاض المنظمة وكل الحالة الوطنية، ولكن الشعب يريد أن يرى أفعالاً ذات مصداقية وليس مجرد خطاب جامد ومكرر يؤكد على التمسك بالثوابت والمرجعيات، التي لم يعد غالبية الشعب وخصوصاً الجيل الجديد يعرفون ما هي.
ما جرى ويجري في قطاع غزة وفي الضفة من حرب إبادة وتطهير عرقي صهيونية أمريكية أكبر من قدرة منظمة التحرير لوحدها على مواجهتها أيضا من قدرة فصائل المقاومة المسلحة بعدما رأينا ما آل إليه محور المقاومة، والأمر يحتاج لتكاثف كل الجهود الوطنية وحتى العربية والدولية لمواجهتها.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن لفلسطينيي غزة أن يستريحوا؟
- حماس والخروج المشرف من المشهد
- مخطط التهجير يكشف الهدف الحقيقي من الحرب على غزة
- قطر ليست مصر وتميم ليس عبد الناصر
- قمة عربية وغياب فلسطيني
- تباين خطاب حماس ما بين طهران والقاهرة
- ارحموا أهل غزة من عواطفكم وايديولوجياتكم
- (حلفاء) ضررهم أكبر من نفعهم!
- سياسة ألا سياسة
- حماس لا تُمثل إلا نفسها ومسؤولة عن تصرفاتها
- الحقيقة حول تصريحات ترامب في تهجير الفلسطينيين
- ليس كل من يقاوم الاحتلال ذراعاً لإيران
- لكرة الآن في ملعب الدول المٌطبِعة مع اسرائيل
- محمود درويش يرد على نرامب
- محمود درويش يرد على ترامب
- استباحة العروبة
- هل ستستمر حركة حماس في حكم قطاع غزة؟
- القيادة الفلسطينية وسياسة الانتظار السلبي
- فلسطينيو قطاع غزة ليسوا حمولة زائدة
- اغتراب علم السياسة في الحالة الفلسطينية


المزيد.....




- برلماني أردني عن الملك: تهجير الفلسطينيين إلى الأردن يعني ان ...
- لماذا تنشر إسرائيل دبابات في الضفة الغربية؟.. مراسل CNN يشرح ...
- إسرائيل ترسل دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عامًا. ...
- البابا فرنسيس يعاني من الالتهاب الرئوي الثنائي، فما هو هذا ا ...
- مظاهرة أمام مقر -ميرسك- في كوبنهاغن واتهامات للشركة بنقل معد ...
- العرب وإسرائيل في ذكرى اتفاقية رودوس: تحولات وتحديات
- ميرتس يسعى لفك الارتباط العسكري الألماني بواشنطن .. فهل ينجح ...
- مشروع اتفاقية المعادن: أوكرانيا ستحول نصف عائداتها إلى صندوق ...
- العالم المصري يرد على التشهير به.. زاهي حواس ينفي تعرض تمثال ...
- كوريا الجنوبية تلغي قيودا مفروضة على إرسال معدات طبية إلى رو ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - القيادة الفلسطينية في مواجهة أزماتها الداخلية والتحديات الخارجية