أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - القبول الاجتماعي للفساد














المزيد.....


القبول الاجتماعي للفساد


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 18:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في ظل غياب القانون وغياب مؤسسات الدولة وسطوة الأحزاب والميليشيات والتكتلات الطائفية والعشائرية والمناطقية يصبح الفساد ظاهرة مقبولة اجتماعيا حين يتراجع الحافز الذاتي لمحاربته، تحت وطأة التهديد بالقتل والاختطاف والتهميش والإقصاء الوظيفي أو النبذ الاجتماعي ، الذي تمارسه السلطات الفاسدة في المجتمع والدولة، مما يجعل من ظاهرة الفساد ظاهرة يتعايش معها ثم يتبناها الجميع كسلوك وظيفي، ثم يتحول هذا السلوك تلقائيا الى جزء من منظومة القيم المجتمعية الجديدة، ويصبح بالتالي سلوكا مقبولا ومشروعا لدى الوسط الوظيفي بأسره، وهو ما يمكن أن يقع ضمن نظرية الامتثال الاجتماعي، التي تعد تلخيصا مثاليا لهذه الظاهرة، فالإنسان يرضخ في الغالب لعادات وأخلاق العامة، وقد يناقض مبادئه من أجل مسايرة عرف
الجماعة.
وقد يصل الأمر الى تمأسس الفساد في ثقافة بعض المجتمعات، إذ يصبح الفاسد واللص وسارق المال العام لا يواجه بالنبذ الاجتماعي من الأوساط المجتمعية التي يعيش بين ظهرانيها، بل على العكس فإنه يقابل بالاحترام فلا يُسأل من أين لك هذا؟ فقصره العالي ذو المساحة الكبيرة وسيارته ذات الدفع الرباعي وما يرافقيه يعطيه من الهيبة والمكانة الاجتماعية، مما لا يحصل عليها الشرفاء النزيهون من أقرانه فهم مفلسون من كل هذه المظاهر.
واستمراره لفترة طويلة من دون علاج له آثار بنيوية في المجتمع، بمعنى أن آلياته وممارساته تتمأسس وتترسخ في عمق الممارسة اليومية الاجتماعية، بحيث تحوز آلياته على الاعتراف الاجتماعي وتتغلغل في الحس الجمعي للناس، وبنيوية أية ظاهرة هو مكمن خطورتها، لأن زوالها يصبح صعبا، بل مستحيل واذا زالت فإنها تظهر بكيفيات مختلفة. ومن هنا فإن الفاسد واللص الذي أفلت من عقاب القانون، أفلت كذلك من النبذ الاجتماعي ومن نظرة الاحتقار في ظل بعض الموروثات، التي لا تدين اللص بل تعده (زلمه يطلع حقه من حلك السبع).
هكذا شخصية إذا تصالح معها المجتمع وقيمه تصبح أنموذجا وقدوة للشخصية الناجحة، التي تسعى الى أن تكوّن نفسها وتبني حاضرها ومستقبلها وتحقق مكانتها المتميزة مجتمعيا في فترة قصيرة، يصبح هكذا أنموذج قدوة لضعاف النفوس، ما دام قد استطاع الإفلات من كل الضوابط والقوانين.
هكذا شخصيات تنمو وتترعرع في مجتمعات تحكمها حكومات فاسدة، تحمي الفاسدين وتوفر لهم فرص الفساد والإفلات من العقاب، ويقابلهم المجتمع بمقولة (احترامي للحرامي).وفي العراق نجد الكثير من هذه النماذج الطفيلية التي تجيد الخداع، بل تستطيع ان تتصدر المواقع الاجتماعية المتقدمة، محمية ومؤيدة من أحزاب توفر لها الغطاء والحماية من الملاحقة القانونية.
ومن هنا كانت للفساد مساحة واسعة من القبول والحماية في ظل المحاصصة الطائفية والعرقية، اذ كان للفاسدين حماية قوية من قبل كتلهم واحزابهم النافذة في السلطة .لهذا لم تستطع الجهات الرقابية مع تعددها ان تحمي المال العام وتحاسب الفاسدين.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل قوانين تواكب الحياة الديمقراطيَّة
- عواقب غياب المجتمع المدني
- اللعبة الوحيدة المتاحة
- حملات المدافعة
- الانتخابات ليست معياراً للديمقراطية
- مستلزمات الحوار الوطني
- مسطرة الاقصاء
- من أجل قانون تجريم الطائفية
- غياب المعارضة
- رسالة الى أخي الإنسان
- هل يصمد اتفاق غزة؟
- اغتيال الرأي العام
- في سوريا حضر الجميع وغاب العرب
- في سوريا.. حكومة الأمر الواقع ام حكومة انتقالية؟
- المرجعية تستصرخ النخب
- المعارضة الشعبية
- اين يقف المثقف؟
- غيابات النواب وضرورة ضبط الأداء
- الحادي عشر من سبتمبر، لحظة الحوار الدامي
- تهديد السلم الاهلي في كركوك


المزيد.....




- برلماني أردني عن الملك: تهجير الفلسطينيين إلى الأردن يعني ان ...
- لماذا تنشر إسرائيل دبابات في الضفة الغربية؟.. مراسل CNN يشرح ...
- إسرائيل ترسل دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عامًا. ...
- البابا فرنسيس يعاني من الالتهاب الرئوي الثنائي، فما هو هذا ا ...
- مظاهرة أمام مقر -ميرسك- في كوبنهاغن واتهامات للشركة بنقل معد ...
- العرب وإسرائيل في ذكرى اتفاقية رودوس: تحولات وتحديات
- ميرتس يسعى لفك الارتباط العسكري الألماني بواشنطن .. فهل ينجح ...
- مشروع اتفاقية المعادن: أوكرانيا ستحول نصف عائداتها إلى صندوق ...
- العالم المصري يرد على التشهير به.. زاهي حواس ينفي تعرض تمثال ...
- كوريا الجنوبية تلغي قيودا مفروضة على إرسال معدات طبية إلى رو ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - القبول الاجتماعي للفساد