أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - صلاح الدين الكردي: سيفُ المجدِ في وجهِ خيانةِ العرب














المزيد.....


صلاح الدين الكردي: سيفُ المجدِ في وجهِ خيانةِ العرب


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 14:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ليلةٍ سوداء، كأنها كفنُ أمّةٍ ميتة، سالت دماءُ المسلمين في بيت المقدس كما تسيلُ الدموعُ على خدِّ ثكلى فقدت أبناءها في ساحات الغدر.

سبعون ألف شهيدٍ سقطوا بين الأزقّةِ الضيّقة، بينما كانت العواصمُ الإسلاميّةُ صامتةً صمت القبور، لم يعلُ فيها صوتُ نخوةٍ، ولم تهتزَّ فيها رايةُ كرامةٍ.



دمشق، التي كانت يوماً منارة النصر، نامت على وسادة الذلِّ، وبغداد، التي صالت وجالت في الميادين، كبّلتها سلاسلُ الخيانة، والقاهرة، التي كانت درع الإسلام، وقفت تتفرّج كأنها بلا روح. أمّا المدينة التي شهدت مولد أعظم قائدٍ عرفته البشرية، فبكت بصمتٍ على أمّةٍ أضاعت وصيّتهُ وتنكّرت لعهدها.



ولمّا كانت الأرضُ تستصرخُ ولا مجيب، والشوارعُ تمتلئُ بجثث الأبرياء كأنها أزهارٌ ذابلةٌ في بستانِ الموت، كان الفرنجةُ، في جوعهم، يأكلون الجيف، ومع ذلك تقدّموا وسلبوا قدسنا. ولو أن جيشاً من النساء تصدّى لهم، لكانت النتيجةُ أعظم، ولكن أين الرجال؟ أين السيوفُ التي كان يجبُ أن تُستلَّ نصرةً للأقصى؟



في لحظةٍ ظنَّ فيها التاريخُ أنَّ الشرفَ قد اندثر، جاء صلاح الدين الكرديّ، لا باسم قوميةٍ، ولكن باسم الإسلام.

جاء كالسيف يشقُّ ظلام الذلِّ، وكالمطر يغسلُ عارَ الخيانة.

كان كالمحرابِ الذي سجدت فيه العزّةُ، وكالمنارة التي أضاءت الكرامة. بيده سيفٌ يسألُ: "أينَ كنتم حين سقطت القدس؟" وبعينه لهبُ الغضب على أمّةٍ نامت حين كان يجبُ أن تستيقظَ.



صلاح الدين الكرديّ لم يحرّرِ الأقصى فحسب، بل غسلَ وجهَ التاريخِ من قذارةِ الخيانة، وأعادَ للرايةِ الإسلاميّةِ لونها الزاهي بعدَ أن كادتِ العروبةُ تطمسهُ بالخنوعِ. حملَ مجدَ الإسلامِ على كتفيهِ كما يحملُ الفجرُ نورَهُ، وصاحَ في الأفقِ: "أيها العربُ، لقد خنتم قدسكم فتركتموها فريسةً، فجئتُ لأردَّ لها العزَّ الضائع، وأطهّرها من رجسِ الخيانة!"



فيا لعارِ أمّةٍ بكت عندما ذُبحَ سبعونَ ألفاً من أبنائها، ولكنَّها لم تُحرّك جفناً عندما كان الأقصى يُستباح! ويا لخزيِ رجالٍ كانت سيوفُهم تصدأُ على الجدرانِ، بينما أيديُ الأعداءِ تسرقُ منهم قلبهم النابض!



التاريخُ لا يرحم، وهو كالسيف، إمّا أن يسطع بالحقِّ، وإمّا أن يقطر بالعارِ. وقد كُتبت صفحتُهُ عن القدس بالحبر الأسود الذي سكبهُ العربُ بخيانتهم، ثمَّ مُسِحَ بدماءِ الشهداءِ حين جاء صلاح الدين الكرديّ يحملُ رايةَ المجدِ، ويكتبُ السطر الأخير: "هنا انتصر الإسلامُ، وهنا سقطَ الخونةُ!"



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين.. أرضُ التينِ والزيتونِ وصمودِ الجبالِ
- قناةُ -كتب فلسطين-... حصنُ الثَّقافةِ والمُقاومةِ الفِكريَّة ...
- نمر فيّاض نمر (أبو فيّاض): رجلٌ من زمن الأمجاد!
- عبد الله كلَّم: الحنين الذي لم يُعانقه الوطن!
- فلسطين التي سلبها الزَّمنُ... ذكرياتٌ لا تمُوتُ
- فلسطين... الأَرضُ التي لا تقبلُ المُساومةَ ولا تنحني للغُزاة ...
- سليمان الشيخ: غريبٌ في المنافي، مُقيمٌ في ظلالِ الوطن
- محمود... أرهقهُ الانتظارُ وخذلهُ القدرُ
- حين لا يُمهلُ القدرُ الطُّيُورَ الأَصيلة.. وداعاً سليم فرحات
- الفنَّان شربل فارس: مِثالُ الإبداعِ وعِمَادُ الوطن
- حِينَ يَبكِي المَساءُ... على أَجنِحةِ الطُّيُورِ
- المقاومةُ قدرُ الأحرارِ: قاوِم حتى لو كنتَ أعزلَ
- علي عبدالله علي، أَبو عاطف: رجلٌ من ذهبٍ تاهت به الأَزمنةُ
- غزَّة: بين أَنقاضِ الصَّمتِ وخيباتِ الأَملِ
- غوَّار الطُّوشة: أَيقُونةُ الخداعِ والتّلوّن
- صُلحُ الحُديبيةِ: اتفاقيَّةُ الهدنةِ التي مهَّدت لفتحِ مكَّة
- أَطفالُ غزَّة: شهادةُ حُزنٍ على خيانةِ العالمِ!
- الفلسطينيُّون: أُسطُورةُ الصُّمُود وأَيقُونةُ التَّحرير!
- أطفالُ غزّةَ: بينَ الألمِ والصَّمتِ العالميِّ!
- رحلةٌ في عتمةِ اللَّيل


المزيد.....




- السعوديون يستحضرون -ذاكرة الأرض- احتفالاً بيوم التأسيس.. الأ ...
- بوتين: روسيا مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة في مجال المعاد ...
- ترامب يرفض وصف بوتين بـ-الديكتاتور-
- رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري: المؤتمر ي ...
- مصر.. الداخلية تصدر بيانا حول قضية الاحتيال الكبرى
- كندا تفرض عقوبات جديدة على 76 فردا وكيانا من روسيا
- ترامب: صفقة المعادن الأساسية والأتربة النادرة ستضمن استعادة ...
- زاخاروفا: زيلينسكي يعيد إحياء هتلر
- ماكرون: مصادرة الأصول الروسية المجمدة يتعارض مع القانون الدو ...
- المغرب.. أكثر من 130 مواطنا التحقوا بتنظيم -داعش- في إفريقيا ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - صلاح الدين الكردي: سيفُ المجدِ في وجهِ خيانةِ العرب