أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ٢/٢















المزيد.....


مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ٢/٢


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ٢/٢
[email protected]
فقال تعالى:
«مَا يَأتيهِم مِن ذِكرٍ مِن رَبِّهِم مُحدَثٍ إِلاَ استَمَعوهُ وَهُم يَلعَبونَ».
والذّكر هنا معناه الكتاب. فقوله تعالى «ذِكرٍ مِن رَبِّهِم مُّحدَثٍ» يعني كتاب من الله جديد، ومجدد لشريعته. ومعنى نزول الكتاب الجديد هو انتهاء أجل أمّة ونهاية دور وبداية آخر مصداقاً لقوله تعالى:
[إذا كانت المسيحية تجديدا لليهودية، والإسلام تجديدا للمسيحية، والبهائية تجديدا للإسلام، فالتجديد يعني التكملة والتحديث وفق تغير الزمان، ونمو الوعي الإنساني، لكن المكمل والناسخ لا يمكن أن يكون في كثير من العقائد والأحكام في موقع النقيض بالنسبة للمنسوخ والمُكَمَّل الذي قبله، كما هو الحال بين الأديان، ولما كفر بعضها بعضا].
« وَكَم قَصَمنَا مِن قَريَةٍ كَانَت ظَالِمَةً وَأَنشَأنَا بَعدَهَا قَوماً ءَاخَرينَ».
‎[لكن القرآن يؤكد في كثير من الحالات المدعاة على نزول الغضب من الله على الشعوب، ليس بسبب ظلمها، بل بسبب عدم تصديقها لمدعي النبوة، ثم لما تعطلت آلة إنزال الغضب الإلهي على كثير من الشعوب التي كانت أكثريتها ظالمة؟ هل كان الله قادرا على إنزال العقاب الدنيوي في الماضي، ثم أصابه العجز عن ذلك تعالى الله عن وصف الواصفين.]
من أهمِّ العَلامات الموذِنَة بحُلول الساعة، كما هو معروفٌ، أنه سَيُنفَخ في الصور نَفخَتَين: نَفخَةً تُؤَدّي الى المَوت، ونَفخَةً أُخرَى تُؤَدّي الى الحياة:
‎«ونُفِخ في الصور فصَعِقَ من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثُمَّ نُفِخ فيه أُخرَى فإذا هم قيامٌ يَنظُرون».
‎يَعتَقِد البهائيّون، تَبَعاً لنَمَط التفسير المذكور أعلاه، بِأنّ النَفخَة الأولَِى هي عِبارةٌ عن ظُهور حضرة الأعلى، الذي آذَنَ بِطَيِّ سموات المنشورات في الدَور السابق «كطَيّ السِجِلّ لِلكُتُب»؛ بينما النَفخَة الأُخرَى هي عِبارةٌ عن ظهور حضرة بهاء الله، الذي آذَنَ بامتِلاء السموات والأرض في المآل نوراً وأشراقاً وبَهاءً.
هذا يعني أن البهائية تعتقد أن بهاء الله هو آخر وخاتم الأنبياء، وهي التي تقول بوجوب التجديد، فلماذا استوجبت اليهودية ثم المسيحية ثم الإسلام التجديد، بينما كانت البهائية مستغنية عن التجديد، بل هي سارية المفعول إلى يوم القيامة الجماعية، كما ادعى الإسلام ذلك، والأديان من قبله. فإذا استوجبت الشريعة الموسوية التجديد بعد 1300 سنة على يد المسيح، وإذا استوجبت الشريعة اليسوعية التجديد بعد 600 سنة على يد محمد، ثم استوجبت الشريعة المحمدية التجديد بعد 1200 سنة على يد بهاء الله، فلماذ يجب أن تكون الشريعة البهائية سارية إلى ما يقارب الملياري سنة، أو المليار وثلاثة أرباع المليار 610 سنة، حسب ما يقدر من حياة الإنسان المتبقية على كوكب الأرض؟]
‎ثَمَّ إنّ ظُهور حضرة فاطمة على الصراط سافرةً، كما هو مُنبأ عنه في الأخبار، تَحَقَّق هو الآخر في نَظَر البهائيّين عندما ظَهَرت حضرة طاهِرةٌ قُرَّة العَين سافِرةً أمام حَشد الحُضور في مؤتَمَر بَدَشت (١٨٤٨).
[إذا كان البهائيون يستشهدون بأخبار ظهور فاطمة سافرة، ذلك استنادا إلى أخبار مشكوك جدا بصدقها، فكيف يصلح ذلك دليلا على ما قامت به قرة العين، وشتان بين فاطمة المتشددة في إيمانها بنبوة أبيها وخلافة زوجها، وبين شجاعة قرة العين الرائعة في تحدي شريعة الرجال في ذلك الزمان؟]
في رأي البهائيّين القيامة الحقيقيّة في ذلك اليوم هو الخيار بين الإيمان والكُفر هو الحِساب الحقيقيّ، وهو البلاء الحقيقيّ، وهو الغربلة الحقيقيّة التي حَذَّر الرسول من مَغَبَّتِها وقال الإمام الكاظم عليه السلام ”والله لتغربلن ثم لتغربلن ثم لتغربلن ويسقط من الغربال خلق كثير ولا يبقى منكم إلا الأندر الأندر .
[يتعالى الله علوا كبيرا بعدله ورحمته أن يضع الإيمان وعدم الإيمان في ميزان ثوابه وعقابه، بل إنه بعدله ورجمته لا يضع في ميزان جزائه إلى مدى صلاح واستقامة كل إنسان، من آمن ومن لم يؤمن، وحتى مساوئ الإنسان قد لا تستوجب العقاب، إذا كان المسيء قد غلبت عليه عناصر الجبر على عناصر الاختيار، مما لا يعلمه إلى حد ما دون مثقال الذرة، إلا الله وحده، وإذا سيعلمه منا من سيعلمه، فليس في هذه الحياة، بل في الحياة الأخرى، التي لا نعرف أي شيء عن طبيعتها وماهيتها، سوى إلزام العقل لنا أن نؤمن بها ميدانا لتحقق العدل الإلهي الذي افتقدناه هنا، هذا العدل الذي يستوجب الرحمة، لخطأ المقولة الدينية أن رحمته أوسع من عدله، لأن هذا يصدق على الرحمة والعدل في حياة الإنسان، بينما الرحمة من لوازم العدل عند الله، وفصلت ذلك في مكان آخر.]
بلى، هناك بَعثُ من القبور، ولكنّه بَعثُ من قبور النفس.
[بل جثمامين الأموات سواء التي في القبور أو التي غرقت في أعملق المياه، أو التي احترقت في النار، أو التي تناثرت دراتها في انفجار، ستكون عديمة القيمة، وربما هذا ما أراد به بهاء الله بقول انبعاثها من قبور النفوس، فالأرواح هي الباقية، والروح طاقة وليست مادة.]
‎بلى، هناك صراطٌ مُمتَدٌّ بين السماء والأرض، ولكنّه صراط الإيمان المُستَقيمُ.
[يفترض ببهاء الله، إنه قد علم في زمانه، ألا معنى للسماء، حسب تصورات القرآن والدينين الإبراهيمين السابقين له، بل هو كون مفتوح، ثم لا بد إنه قد توصل إلى أن الله منزه عن المكان، وبالتالي خطأ القول أنه في السماء.]
‎قال السيد المسيح: «أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد.»
وهل هناك دليل على أن هذا قول المسيح؟ ثم لو كان قد قاله فعلا، فهل قوله حجة على العقلاء؟ وهكذا قال محمد من أطاعني فقد أطاع الله ومن أحبني فقد أحب الله ومن أرضاني فقد أرضى الله، وبالعكس من عصاني فقد عصا الله ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أسخطني فقد أسخط الله.
وما موسى ولا عيسى ولا محمد ولا بهاء الله ولا ضياء إلا بشر يصيبون ويخطئون، وقالوا إنهم رسل الله، إلا ضياء اعترف أنه لا يملك الحقيقة النهائية المطلقة، كما ادعوه، بل أجهد لكشف بعض ملامح الحقيقة، ربما كان محقا في تشخيص ما هو خلاف الحقيقة، اكثر من نجاحه في اكتشاف كل الحقيقة.
سيعترض من يعترض، ويقول أتقارن نفسك معهم، فأقول نعم، أقارن نفسي بهم، من حيث أننا كلنا من بني الإنسان، نخطئ ونصيب، وأزعم أن إصابتي أكثر من إصابة كل منهم، وخطئي أقل من خطأ كل منهم.
23/02/2925



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ١/٢
- ماذا لو جاء مؤسسو الأديان في عصرنا؟
- القرآن والمضواء ٥
- ردي على وليد العتيبي في مقالته تهافت الرؤى الإلحادية ٢ ...
- ردي على وليد العتيبي في مقالته تهافت الرؤى الإلحادية ١/ ...
- القرآن والمضواء ٥
- القرآن والمضواء ٤
- القرآن والمضواء ٣
- القرآن والمضواء ٢
- القرآن والمضواء ١
- الشرك في الأديانِ التوحيدية
- بين أزمة الحرب وأزمة العقل الشرقي
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٤
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٣
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٢
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ١
- لماذا كتابي (القرآن والمضواء)؟
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦١
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦٧
- عندما تدخل الدين


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: الاجراءات القمعية بالضفة تؤكد مأزق الاحتلال ...
- الجهاد الاسلامي: العدو تجاوز كل الحدود بمشروع الضم بما فيه م ...
- الجهاد الاسلامي:يتمددالاستيطان وتفرض الوقائع بتواطؤ اميركي و ...
- الجهاد الاسلامي:دعم امريكا يكشف دورها الفعلي بالاشراف على عم ...
- مصطفى السباعي.. الوجه المشتبك لعالِم الشريعة الرقيق
- اليوم الـ11 لدخوله المستشفى.. الفاتيكان يكشف تطورات الحالة ا ...
- حزب البديل اليميني ينجح انتخابياً ويثير قلق اليهود
- إسرائيل تحدد شروط دخول الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى خ ...
- إسرائيل تحدد شروط دخول الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى خ ...
- حرس الثورة: المقاومة تتجه للقضاء على غاصبي القدس وتحرير الدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ٢/٢