أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلام محمد العبودي - العراق بين المحن والمنح














المزيد.....


العراق بين المحن والمنح


سلام محمد العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 08:58
المحور: الصحافة والاعلام
    


العراق بين المحن والمنح
نتيجة لما عاناه شباب العراق خلال عقود, من تحديات كبيرة في مختلف المجالات، ابتداءً من الحروب الفكرية، وصولا لما قام بهِ نظام صدام من الحروب العبثية، وما صاحبها من العقوبات الاقتصادية, وشلل الحياة الاقتصادية وبدون أمل.. ساد شعور باليأس والإحباط.
تنفس شباب العراق وعاد يحدوهم الأمل في تحسين وضعهم المادي, ليُصدموا بنظام حكم يملأه الفساد المالي والاداري, تحت شعارات الديموقراطية, وسن قوانين دون دراسة, أدت الى تمايز اجتماعي, وضرب الدستور عرض الحائط, ولم يتم تأهيل المصانع المتوقفة, لتكون رافداً للموازنة السنوية, بل عمل الفاسدون على, التفكير لبيع بعض المصانع.. فزاد سوء حال الشباب وتدهور الاقتصاد, وإضافة لذلك ونتيجة للصراعات الداخلية، فقد تعرضت العديد من المدن العراقية للدمار؛ وتدهورت شبكات الكهرباء.
العراق لم يكن يوماً دولة فقيرة, ففيه من الثروات ما يكفيه وزيادة, ثروات طبيعية متنوعة وغنية، وتشمل عدة مجالات رئيسية, تؤثر بشكل كبير إيجابي على الاقتصاد العراقي, فالعراق من أكبر منتجي النفط في العالم، ويمتلك احتياطات ضخمة منه، ويشكل المصدر الرئيسي للإيرادات, كما يمتلك احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي، والتي تعد ثاني أهم مصدر للطاقة في البلاد بعد النفط, ولكنهُ لا يُستغل بشكل كامل، ولا يزال جزء كبير منه, يُحرق أو يُهدر لفقدان الإدارة, وكذلك يمتلك احتياطات متنوعة من المعادن مثل الكبريت والفوسفات, وكما يوجد فيه بعض المعادن الأخرى, مثل النحاس والذهب، لكن استخراجها لم يصل بعد, إلى الحجم الكافي لتكون, مصدرًا رئيسيًا للإيرادات.
يتمتع العراق بتربة خصبة، ويعتمد في الزراعة, على نهري دجلة والفرات, يزرع محاصيل متنوعه, مثل القمح والشعير والأرز، بالإضافة إلى الفواكه والخضراوات, وتعتبر الزراعة من القطاعات المهمة, للعديد من سكان الريف, العراق يعد من الدول, التي تعتمد بشكل كبير, على مصادر المياه من الأنهار، خاصة دجلة والفرات, ورغم تحديات شح المياه, نتيجة التغيرات المناخية, والسياسات المائية للدول المجاورة، إلا أن هذه المياه, تعد من الثروات الأساسية, التي تدعم الزراعة والمجتمعات المحلية, هناك إمكانيات كبيرة في العراق, للاستفادة من الطاقة الشمسية والرياح، بالرغم من أن هذه المصادر, لم تُستغل بشكل كافٍ حتى الآن, إضافة إلى ذلك، يملك العراق تاريخًا طويلًا, من الثروات الثقافية والحضارية, التي تؤثر إيجاباً على السياحة، مع مواقع أثرية شهيرة, مثل بابل و نينوى، والتي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
استطاع العراق أن يواجه الكثير من التحديات منذ عام 2003, ساعدت على عدم النهوض, وتدهور الحالة الاقتصادية, أهمها الاستقرار السياسي, كونه يعاني من تقلبات سياسية, وصراعات حزبية تحول دون تشكيل, حكومة مستقرة والعمل على, إصلاح النظام السياسي الذي يعد, من أهم العوامل لضمان استقرار المستقبل, إن التحدي الأكبر هو التنوع الاقتصادي, وتقليل الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية, وتطوير القطاع الخاص, هناك اهتمام متزايد بالاستثمار, في مشاريع الطاقة المتجددة والابتكار.
رغم تحسن الوضع الأمني, في أغلب المناطق, بعد هزيمة داعش وخلاياه النائمة، إلا أن هناك تهديدات أمنية مستمرة, بسبب التوترات الإقليمية, واستقراره يعتمد بشكل كبير, على تعزيز الأمن الداخلي, لتنوعه الثقافي والديني، ولكن هذا التنوع أحياناً, يؤدي إلى صراعات طائفية, ولبناء مجتمع شامل ومتنوع, يتطلب تعزيز التعايش السلمي, وتعليم القيم المشتركة, والتعامل مع مجموعة من التحديات السياسية، الاقتصادية، الأمنية والاجتماعية.
فتح المجال للطاقات الشبابية, وتنمية أفكارهم تعد من المهام الأساسية, لبناء الوطن والقضاء على مشاكله, واعتماد الاستثمار بالزراعة, على خريجي إعداديات وكليات الزراعة, لممارسة اختصاصاتهم, والاستفادة من الشباب بحملة استثمارية, في مشاريع البناء, بتأسيس شركات ودعمهم حكومياً, في بدء التأسيس كمرحلة أولية, بدل هدر المال والاعتماد, على شركات وهمية.
بالرغم من عمل الحكومة الحالية الجاد, فقد قطعت شوطاً كبيرا, إلا أن التحديات لا زالت كبيرة, فالصراع السياسي يتزايد, في كل دورة انتخابيه للتشويه, وبدلا من طرح برنامج, يعمل على التنمية وحلحلة الأزمات, يقوم بعض المرشحين بحملة, تنتقصُ مما تم إنجازه.
هناك محن يمكن تحويلها, لمنح يمكن استثمارها، وهناك منح ان أُسيء استغلالها ستتحول لمحن.



#سلام_محمد_العبودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال/ لينهض العراق ويعيد هيبته
- مقال/ وضع الدراسة في العراق
- مقال/ ألفساد والقصاص ألمزيف
- مقال/ الهدف بعد سوريا
- مقال/ ماذا بعد حكومة السوداني؟
- رحيل شهيد المحراب.. ألم وخلود
- الجهاد بين الهجرة والعودة
- مقال/ وأوفوا بالعهد
- مقال/ الثابتون على الحق حتى الشهادة
- مقال/ ألعمل يُديم الأمل
- دورة إعادة الثقة
- مقال/ نصيحة أم رضوخ للمقاطعة ؟
- مقال/ مَنْعُ الشعبِ حَقَّهُ عُقوق
- مقال/ عَزيمةٌ بإرادةٍ وحِكمه
- مقال/ قضية غزة ليست للمتاجرة
- مقال/ إنتخباتنا المحلية.. مؤيدوها ومعارضوها
- ممارسات انتخابية قذرة
- قطار مجالس المحافظات ينتظر الانطلاق
- مقال/ شرف التنافس السياسي
- مقال/ الصِراع بين التقديم والتهديم


المزيد.....




- برلماني أردني عن الملك: تهجير الفلسطينيين إلى الأردن يعني ان ...
- لماذا تنشر إسرائيل دبابات في الضفة الغربية؟.. مراسل CNN يشرح ...
- إسرائيل ترسل دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عامًا. ...
- البابا فرنسيس يعاني من الالتهاب الرئوي الثنائي، فما هو هذا ا ...
- مظاهرة أمام مقر -ميرسك- في كوبنهاغن واتهامات للشركة بنقل معد ...
- العرب وإسرائيل في ذكرى اتفاقية رودوس: تحولات وتحديات
- ميرتس يسعى لفك الارتباط العسكري الألماني بواشنطن .. فهل ينجح ...
- مشروع اتفاقية المعادن: أوكرانيا ستحول نصف عائداتها إلى صندوق ...
- العالم المصري يرد على التشهير به.. زاهي حواس ينفي تعرض تمثال ...
- كوريا الجنوبية تلغي قيودا مفروضة على إرسال معدات طبية إلى رو ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلام محمد العبودي - العراق بين المحن والمنح