أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ما هو نظام Mercantilism














المزيد.....


ما هو نظام Mercantilism


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 06:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تكررت عبارة ميركانيتلية على لسان المحللين الاقتصادين كثيرا بعد دخول الرئيس دونالد ترامب المرة الثانية البيت الأبيض واعلانه عن فرض ضرائب جمركية على الاستيرادات القادمة من الدول الصديقة وغير الصديقة , فاين ظهر هذا النظام ومتى وما هي فلسفته , ولماذا لم يمت رغم طول عمره.
هذا النظام الاقتصادي يدعو الى تشجيع الصادرات و تقليص حجم الاستيرادات قدر الإمكان . أي يشجع المصدرين بتصدير بضاعتهم بالحد الأقصى وبنفس الوقت يضع العراقيل امام الاستيرادات , والغاية منه هو تعزيز الميزان التجاري حتى يكون في حالة فائض .
ولد هذا النظام في اروبا وبقى يعمل به بين القرن الخامس عشر والثامن عشر .
لماذا ظهر هذا النظام في أوروبا وفي ذلك الوقت ؟ من المعروف ان أوروبا كانت هي القوة العظمى في العالم , ولكن حتى تكون كذلك يجب ان تملك الثروة , وكان رمز الثروة هي امتلاك الذهب والفضة . من يملك هاذين المعدنيين يستطع ان يسود العالم .
ومن اجل الاستحواذ على اكبر قدر من المعدنين الثمنين كان الاعتماد على التجارة الخارجية , ولكن زيادة حجم الصادرات على حساب الاستيرادات , لدعم المزارعين والصناعيين والعمال المحليين على حساب غيرهم من الدول . تستطيع القول انها كانت سياسية قومية او شعبوية , الاهتمام بازدهار ورخاء مواطنيهم على حساب مواطنين اخرين من غير بناء بلدهم , وهي سياسة خلقت خلافات حادة بين دول أوروبا وحروب طمعا بالموارد الطبيعية.
اما الأسس الذي بنا عليه هذا النظام , فيمكن اختصاره بما يلي:
1. كان هناك اعتقاد بان ثروة الأمم هي ما تملكه الامة من معادن ثمينة , وطالما وان أوروبا لا تملك المناجم لهذه المعادن الثمينة , فيجب جلبها من الخارج . لقد نظر الاوربيين على ان الثروة في بلدانهم لا يمكن نموها بدون إضافة ثروات أمم أخرى حتى تنعم شعوبهم بالرخاء و القوة لجيشهم .
2. كما ذكرت ان الذهب والفضة كانا يعتبران عنوان الرخاء الاقتصادي والقوة , فمن يملك الذهب يستطع زيادة حجم جيوشه , تمويل حملات الاكتشافات عبر البحار وتوسيع الامبراطوريات , والاستحواذ على المواد الأولية في مناطق العالم . ومن لم يملك المعدن الثمين فان طريقه الانحدار والتلاشي.
3. ان الفائض التجاري ( زيادة الصادرات على الواردات) يعني قدرة البلد على اكتناز الذهب والفضة , وان هذا الخزين من الذهب هو القوة القادرة على تمويل الجيوش و حماية الايدي العاملة من البطالة او الفقر.
4. من نتائج هذا المبدئ كان الاستعمار والاستحواذ على ثروات الشعوب. اوروبا استولت على مناطق كثيرة في العالم من اجل السيطرة على خيراتها و استخدامها لدعم اقتصادها , و بناء قوة عسكرية كبيرة لحماية امنها القومي. لقد وصل الامر الى منع قادة المستعمرات التصرف في خيرات مناطقهم وعدم السماح تصديرها الى دول أخرى.
على سبيل المثال , بريطانيا لم تملك الموارد الطبيعية من اجل استخدامها في مصانعها , فما عليها الا اصدار قوانين بمنع الدول المستعمرة بالتصرف بثرواتها , ومنعها شراء غير البضائع الإنكليزية فقط . قانون السكر 1764 فرض ضرائب باهظة على استيراد المستعمرات السكر ودبس السكر , من اجل ان تعطي منتج السكر الإنكليزي فرصة المنافسة اما السكر المصنوع خارج بريطانيا. اما قانون الملاحة الصادر عام 1651 فقد منع المستعمرات باستخدام بواخر شحن أجنبية , غير الإنكليزية بنقل بضائعهم الى العالم الخارجي .
مات ولم يمت هذا النظام . لقد مات رسميا , حيث اصبح من غير المعقول ان تنادي دولة معينة بهذا النظام الجائر , إضافة الى ذلك اصبح رمز الثروة هو ليس الذهب ولا الفضة وانما القوة الاقتصادية والثقة بالاقتصاد , كما وان البنوك المركزية أصبحت لا تحتاج الى الذهب والفضة لإصدار عملاتها . لقد مات هذا النظام وأصبحت العملات المحلية لا تدعم بحجم الذهب في مخازن بنوكها المركزية .
ولكن , النظام ما زال يستخدم بين الحين والأخر بدعوة حماية انتاج البلد كما فعلت الولايات المتحدة مع اليابان بعد الحرب العالمية الثانية , او عرض البضائع بأسعار تنافسية من اجل الاستحواذ على الاسواق الخارجية, او حماية صناعة محلية معينة من المنافسة الخارجية كما فعلت إدارة ترامب الأولى مع الصلب والالمنيوم , وضد الصين والمكسيك و كندا في إدارة ترامب الثانية.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق
- يوم قيامة العراق!
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه
- هل يستطيع دونالد ترامب وقف حرب أوكرانيا يوم 20 كانون الثاني ...
- لماذا تخل أصدقاء بشار الأسد عنه ؟


المزيد.....




- بوتين يعين رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي مبعوثا خاصا
- توقعات بزيادة المعروض تدفع أسعار النفط للانخفاض
- ليبيا وروسيا تعززان الشراكة الاقتصادية
- كيف يبدو الاقتصاد الروسي بعد 3 سنوات من الحرب والعقوبات؟
- أميركا وأوكرانيا تقتربان من اتفاق بشأن المعادن النادرة
- تراجع سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار اليوم الأحد
- أربيل وبغداد يتوصلان لاتفاق حول استئناف تصدير النفط من الإقل ...
- استطلاع: تصاعد الاستثمار في العملات المشفرة بالمنطقة
- احتمالية اصطدام كويكب بالأرض تثير ضجة بين العلماء.. هل يشكل ...
- كيف أصبحت سنغافورة قوة عالمية في صناعة أشباه الموصلات؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ما هو نظام Mercantilism