أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد جليل البياتي - خسرنا العلمانية وربحنا جدل المصطلحات














المزيد.....


خسرنا العلمانية وربحنا جدل المصطلحات


احمد جليل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 21:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما زال العرب يناقشون العلمانية وعلاقتها بالدين منذ عقود، ولكن النقاش لم يثمر فما زال هناك من يشيطن العلمانية ومازال هناك من يمجدها.تجربة العراق الفتية لا تزال محكومة بالانتماءات المذهبية والدينية والقومية، ورغم عيوبها، تبقى أفضل من الدكتاتوريات العسكرية والعلمانية والتي ما زال شعوبها لسبب او لأخر ايضا يناقشون العلمانية بالرغم من ان لا حق ولا رأي لهم.
لا بد من التأكيد على أن العلمانية، بوصفها دعوة لفصل الدين عن الدولة، قد تؤدي في بعض الحالات إلى العداء مع الدين، كما نرى بوضوح في بعض دول الغرب اليوم. ومع ذلك، فهي ليست بالضرورة مناهضة للدين، بل قد تساهم في ترسيخ وتشريع قيمه، كما شهدنا في الولايات المتحدة بعد انتخاب ترامب. في جوهرها، العلمانية هي منظومة تقوم على مبدأ حيادية الدولة في تعاملها مع الأفراد، انطلاقًا من كونها كيانًا غير تابع لدين أو قومية معينة وهذا ما نريده منها وهذا هو سبب هجرة المسلمون وغيرهم للغرب. فنحن لا نريد ان يرشح الافراد لشغل مناصب الدولة لمجرد انتمائهم المذهبي او الديني او القومي.
الديمقراطية، بوصفها بذرة وليست ثمرة ناضجة، تحتاج إلى بيئة ملائمة للنمو والازدهار، بيئة تحتضن جميع أبناء الوطن على اختلاف انتماءاتهم وقومياتهم وأفكارهم، دون تمييز أوانتقاص وهذا تحديدًا ما نحتاجه من العلمانية. قبل فترة، استمعت إلى نقاش حول العلمانية، حيث كان المتحاورون يتجادلون حول قضايا بعيدة عن واقعنا وثقافتنا، بين مؤيد ورافض، دون إدراك أن هذه المفاهيم تطورت عبر عقود، إن لم يكن قرونًا، من التجربة والتطبيق في الغرب حتى وصلت إلى شكلها الحالي. لذلك، نحن لسنا بحاجة إلى هذا الجدل العقيم، فهو لا يعكس احتياجاتنا ولا يعبر عن واقعنا، بل هو مجرد تقليد أعمى وأحمق للغرب.
إن الدعوة إلى تبني الجوانب المفيدة من العلمانية لا تعني استنساخ تجارب الآخرين أو القفز إلى نقاشات مستوحاة من أفلامهم ومسلسلاتهم، بل هي دعوة إلى بناء دولة تعبر عن تطلعات أبنائها، تحترمهم دون تمييز على أساس انتماءاتهم، وتصون ثقافتهم وعاداتهم، دون أن تفرض عليهم ثقافة الغرب أو نمطه الحياتي.
الانتخابات الأمريكية الأخيرة أفرزت إدارة قامت بإلغاء العديد من السياسات التي اعتبرها ناخبوها مناقضة لقيمهم الدينية والاجتماعية، وهذا بالضبط هو جوهر العملية الديمقراطية. بمعنى أنه لا خوف من العلمانية ما دام المجتمع متمسكًا بعاداته وتقاليده، لأن هذا التمسك سينعكس على اختياراته السياسية، وسيفرز نوابًا لا يشرّعون ما يتعارض مع قيم من انتخبوهم.
الشعوب الحية، بغض النظر عن تقاليدها وعاداتها، ترفض أن تُوزَّع الوظائف والمسؤوليات على أساس الدين أو القومية، بل على أساس الكفاءة. وهذا ما نريده من العلمانية: ضمان العدالة والمساواة من خلال فصل سيطرة توجه فكري ديني او لاديني على الدولة ومقدراتها، مع ترك ما لا يتناسب مع قيمنا وثقافتنا. فلكل مجتمع خصوصيته التي يجب احترامها، ولا ينبغي أن تُفرض عليه سياسات أو قيم مأخوذة من سياقات مختلفة تحت شعارات العلمانية أو الليبرالية. فما قد يكون مناسبًا – ولو جزئيًا – لمجتمعات أخرى، قد يكون بعيدًا كل البعد عن واقعنا وهويتنا.



#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الديوانية أيام العهد الملكي والعراق اليوم - فرق بالتو ...
- الكاظمي وبوادر صناعة صنم
- التطرف الإسلامي: هل هو نتاج عبد الناصر وأشباهه أم سيد قطب وأ ...
- غدير خم وأثرها المعاصر
- دراسة الاداء الحكومي (6) : الدين و الدولة
- دراسة الاداء الحكومي (5) : الأبتعاث الخارجي لطلبة الدكتوراه ...
- دراسة الاداء الحكومي (4) : ماذا فعل عبد الكريم قاسم بالعراق؟
- دراسة الاداء الحكومي (3) : الوطنية العراقية
- دراسة الاداء الحكومي (2) : التعليم والتعيين
- دراسة الاداء الحكومي: سقوط عبد المهدي: سقوط الشعارات ومانيفس ...
- أنطولوجيا الباحث وتأثيرها على نتائج البحوث: ريتشارد داوكنز م ...
- حكومة الامام علي: بماذا ولماذا اخفقت
- اللاوسطية في منتج سعيد ناشيد -الحداثة والقرآن-
- لماذا نفشل دائما؟


المزيد.....




- ألمانياـ تداخلات وتعقيدات المشهد السياسي بعد الانتخابات البر ...
- تقدم روسي بدونيتسك.. وزيلينسكي يتحدث عن التنحي
- الجيش السوداني يحقق مكاسب ميدانية جديدة أمام الدعم السريع
- متحدث أميركي: ترامب يدعم إسرائيل في أي مسار تختاره ضد حماس
- تشييع جثماني الأمينين العامين السابقين لحزب الله في بيروت
- ترامب عن نتائج الانتخابات الألمانية: يوم عظيم
- الشرع يتلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية الطارئة بمصر
- نتنياهو -يصر- على زيادة عدد الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم ...
- فيديو.. مقاتلات ترافق طائرة أميركية بعد -تهديد بوجود قنبلة- ...
- واشنطن تدعم قرار إسرائيل بتأجيل الإفراج عن 600 أسير فلسطيني ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد جليل البياتي - خسرنا العلمانية وربحنا جدل المصطلحات