أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - الاسكندر المقدوني في بابل عرض وتحليل














المزيد.....


الاسكندر المقدوني في بابل عرض وتحليل


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 18:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر عن دار الفرات للثقافة والاعلام كتاب الدكتور نصير الحسيني عن الإسكندر المقدوني في بابل وهو كتاب قيم ضم دراسات ماتعة عن قصة الاسكندر وحروبه وتكوين إمبراطورتيه، ومقدمة وافية عن بابل وتكوينها وتقدمها، وكيفية سقوطها، واستعرض حالها بعد الاحتلال الفارسي لها وأحوالها العامة في ظل الحكم الاخميني، وحال اليهود في الدولة البابلية الحديثة، وتآمرهم عليها في فترة حكم الأخمينيين، ودخوله الى بابل سلميا، ومعاملته الحسنة لهم بعد فترة طويلة من الاحتلال الفارسي الذي اذاقهم الويلات، وكان دخول الاسكندر منقذا لهم من ذلك الاحتلال البغيض، ثم يتحدث عن شخصية الاسكندر وعن معلمه أرسطو وأمه ورسائله لهما، ثم يعقد فصلا للحديث عن ديوجين وـاثيره على توجهاته.
وملخص تاريخ الإسكندر المقدوني، المعروف أيضًا بالإسكندر الأكبر، فهو واحد من أعظم القادة العسكريين في التاريخ. وُلد عام 356 قبل الميلاد في بيلا، عاصمة مملكة مقدونيا القديمة، وهو ابن الملك فيليب الثاني والملكة أوليمبياس. ورث الإسكندر عن والده مملكة قوية وجيشًا مدربًا، لكن طموحه تجاوز حدود مقدونيا بكثير.
لقد نشأ الإسكندر في بيئة أرستقراطية وتلقّى تعليمًا راقيًا على يد الفيلسوف الشهير أرسطو، الذي غرس فيه حبّ العلم والفلسفة والأدب. بالإضافة إلى ذلك، تعلّم الإسكندر الفروسية وفنون الحرب منذ صغره، مما ساعده على تطوير مهارات قيادية استثنائية. أظهر منذ شبابه شجاعة وذكاءً حادًا، مما لفت انتباه والده وملوك المنطقة.
وتولى الإسكندر العرش في عام 336 قبل الميلاد بعد اغتيال والده فيليب الثاني. ورغم صغر سنه، أظهر قدرة هائلة على فرض سلطته وتوحيد مقدونيا. قام بسحق الثورات الداخلية وضمان ولاء الجيش. وبعد ذلك، اتجه لتحقيق حلم والده بغزو الإمبراطورية الفارسية.
وبدأ الإسكندر حملته الكبرى ضد الإمبراطورية الفارسية عام 334 قبل الميلاد. عبر مضيق الدردنيل بجيش قوامه حوالي 40 ألف جندي وحقق انتصارات مذهلة في معارك مثل معركة غرانيكوس ومعركة إيسوس. استمر في زحفه حتى وصل إلى قلب الإمبراطورية الفارسية واستولى على مدينة بابل، عاصمة الإمبراطورية.
ويعد وصول الإسكندر إلى بابل حدثًا محوريًا في مسيرته. اختار بابل لتكون مركزًا لإدارته بسبب موقعها الاستراتيجي وثروتها الهائلة. كانت بابل في ذلك الوقت رمزًا للحضارة والتقدم، مما جعلها الخيار المثالي للإسكندر لتحقيق رؤيته لإمبراطورية متعددة الثقافات. في بابل، بدأ الإسكندر بتنظيم شؤون إمبراطورتيه الشاسعة والعمل على دمج الشعوب والثقافات المختلفة تحت سلطته.
وكان الغرض من وجوده في بابل كان سياسيًا وثقافيًا. أراد أن يجعلها عاصمة لإمبراطورتيه الجديدة ويعزز التفاعل بين الثقافات اليونانية والشرقية. كما استخدم المدينة كمركز للعمليات اللوجستية والعسكرية، ولتنظيم موارد الإمبراطورية.
لكن وجوده في بابل لم يقتصر على الأمور السياسية والعسكرية، فمن المعتقد أن الإسكندر كان يخطط لحملات جديدة، وربما كانت الهند أو شبه الجزيرة العربية هدفه التالي. ومع ذلك، لم تتحقق هذه الخطط بسبب وفاته المفاجئة.
كان الإسكندر يسعى ليس فقط للغزو، بل أيضًا لنشر الثقافة الهيلينية (اليونانية) في الأراضي التي سيطر عليها. أسس العديد من المدن التي حملت اسمه، مثل الإسكندرية في مصر، والتي أصبحت مراكز للعلم والثقافة. كما شجّع التزاوج بين الثقافات المختلفة ودمج الشعوب في إمبراطورتيه.
وتوفي الإسكندر عام 323 قبل الميلاد في بابل، وهو في سن الثانية والثلاثين فقط. ورغم قصر عمره، ترك وراءه إمبراطورية شاسعة امتدت من اليونان إلى الهند. لكن وفاته المفاجئة أدت إلى انهيار إمبراطوريته، حيث تقاسمها قادته المعروفون باسم "الديادوشي".
والإسكندر الأكبر شخصية فريدة في التاريخ، حيث جمع بين العبقرية العسكرية والطموح الثقافي. ترك إرثًا دائمًا يتمثل في نشر الثقافة اليونانية وتأثيره على التاريخ العالمي. وما زالت سيرته تُدرَّس بوصفها نموذجًا للقيادة والطموح.
ولتحليل قصة الإسكندر المقدوني، يمكن تقسيم المحاور كما يلي:
صفات الإسكندر وشخصيته وإظهاره موهبة القيادة منذ صغره، وقدرته على توحيد المملكة والقضاء على الثورات، وطموحه لم يكن محدودًا بمقدونيا، بل تجاوز إلى إنشاء إمبراطورية عالمية، وتأثير أرسطو عليه في تطوير فكره وفلسفته، ما يظهر ارتباطه بالعلم والثقافة إلى جانب مهاراته العسكرية.
اما الإسكندر من الناحية العسكرية، فهو يمتلك العبقرية التكتيكية في تحليل معاركه مثل معركة إيسوس وهايداسبس، وكيفية استخدام مهاراته في المناورة وتكتيكات الجيوش، وتماسك جيشه رغم الظروف القاسية والطويلة، أثر طول الحملات العسكرية على جيشه وقراره بالتراجع.
وفي الجانب الثقافي نشر الثقافة الهيلينية، واستراتيجيته في التزاوج بين الثقافات ونشر اللغة اليونانية، وفي جانب الحضري تأسيس المدن، مثل الإسكندرية، لتكون مراكز إشعاع ثقافي وعلمي، وأثره الإمبراطورية المقدونية على الأمد الطويل في نشر الثقافة والتجارة بين الشرق والغرب.
أما في تحليل السياسي في الإدارة والسلطة، فهو توحيد الشعوب، ومحاولته دمج مختلف الثقافات تحت حكم واحد، ولم تستمر هذه الأمور بعد وفاته فقد كان لغيابه المفاجئ تأثيره على تماسك إمبراطورتيه وتقاسمها بين القادة.
والدروس المستفادة بيان كيف اسهام الإسكندر في تشكيل العالم القديم ونشر الحضارة الهيلينية، والاستفادة من توازن القوة العسكرية والحنكة السياسية لتحقيق أهداف كبيرة.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية (لقد قصدها يوما)
- قراءة في كتاب المعلم حازم سليمان الحلي
- عدنان الجزائري الواله الغارق بالحنين
- مشاهدات للدكتور عبد الرضا عوض
- نقد الفكر والممارسة الدينية لدى المسلمين
- باسم عبد الحميد حمودي وأثره في تدوين الموروث الشعبي العراقي
- الشيخ البهائي وكتابه الكشكول: بين الزهد والتناقضات الأدبية
- الشاعر عبد الحسين الحيدري ونزعته في التمرد والانطلاق
- الدكتور عبد العظيم السلطاني وآراؤه النقديةم
- كناية الديالكتيك نزهة ثانية في المعرفة
- لقد قصدها يوما
- قطف الثمر في التاريخ والتراث والفكر
- نبيل الربيعي باحثا ومقاليا
- دار الظالم خراب
- سجلت ضد مجهول
- كلاوات حجي علي
- كلها سوده مصخمة
- ينرادلها هلهولة
- سالفة الاخرس
- لمن تقرع الأجراس


المزيد.....




- زيلينسكي -مستعد- للاستقالة من منصبه كرئيس لأوكرانيا -بشرط-
- ريابكوف: اجتماع روسي أمريكي لبحث الملفات الخلافية في العلاقا ...
- ما دلالات توقيع ميثاق لتشكيل حكومة موازية في السودان؟
- استعدادات في دمشق لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري
- تشييع الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وخ ...
- تشييع نصر الله.. رسائل تحذيرية لإسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يشن 3 غارات على وادي زبقين جنوب لبنان
- النيابة العامة الإسرائيلية ترفض طلبين لنتنياهو
- -واشنطن بوست-: زيلينسكي اختار الوقت الغلط لإفساد علاقته مع ت ...
- داعية مصري يوجه رسالة إلى أفيخاي أدرعي بعد حديثه عن قتل الأط ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - الاسكندر المقدوني في بابل عرض وتحليل